الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة «كونتي».. تحالف بين «الخمس نجوم» والديمقراطيين أطاح باليمين المتطرف

آخر تحديث: الخميس 5 سبتمبر 2019 - 9:51 م بتوقيت القاهرة

 مروة محمد:

بعد أزمة سياسية استمرت قرابة شهر، أدى أعضاء الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة جوزيبي كونتي، اليوم الخميس، اليمين الدستورية، حيث جرت مراسم أداء اليمين في القصر الرئاسي بالعاصمة روما (كويرينالي) بحضور الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، في خطوة تنهي أزمة سياسية أثارها انهيار الائتلاف بين الشعوبيين واليمين المتطرف.

وتضم الحكومة الجديدة 10 وزراء من حركة خمس نجوم(شعبوية) و9 من الحزب الديمقراطي(يسار وسط)، ووزير من الحريات والمساواة(يسار). ومن المقرر أن تخضع الحكومة لتصويت بالثقة في البرلمان الأسبوع القادم، يوم الاثنين في مجلس النواب ويوم الثلاثاء في مجلس الشيوخ.

وعين كونتي زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو بمنصب وزير الخارجية، فيما منح حقيبة الدفاع لـلورينزو جويريني، من الحزب الديمقراطي.

كما تم تعيين لوتشانا لامورجيزي وزيرة للداخلية خلفا لماتيو سالفيني، فيما بقى ألفونسو بونافيدي وزيرا للعدل، وتم تعيين روبرتو جواليتيري للإقتصاد، وستيفانو باتوانيللي للتنمية الاقتصادية، وتيريزا بيلانوفا للسياسات الزراعية، بينما بقي سيرجو كوستا وزيراً للبيئة.

أما وزارة البنية التحتية فقد تولت رئاستها باولا دي ميكيلي، وذهبت وزارة العمل لنونتسيا كاتالفو، فيما تولى وزارة التعليم والجامعة والبحوث لورينزو فيورامانتي، بينما عاد الى وزارة الموروث الثقافي مع تخويل للسياحة، داريو فرانشيسكيني. فيما تولى وزارة الصحة روبرتو سبيرانتسا.

ومن بين الوزارات بدون حقائب، هناك وزير العلاقات مع البرلمان فيديريكو دينكا، وباولا بيزانو للابتكار التكنولوجي، وفابيانا دادوني للإدارة العامة، فرانشيسكو بوتشا للشؤون الإقليمية والاستقلال الذاتي، وجوزيبي بروفينتسانو وزير الجنوب، وفينتشينتسو سبادافورا لسياسات الشباب، فضلا عن إيلينا بونيتي لتكافؤ الفرص وإينتزو أميندولا للشؤون الأوروبية.

• وزيرا الخارجية لويجي دي مايو.. شاب لم يكمل دراسته الجامعية.

عين رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، لويجي دي مايو (٣٢عاما) وهو زعيم حركة خمس نجوم الشعبوية، وزيرا للخارجية. وبرز اسم دي مايو كخطيب سياسي، قادر على شد انتباه أنصاره بمهارة خطابية كبيرة.

وعرف دي مايو بخطابته منذ سنوات. ويعتبر من مؤسسي "مجموعة أصدقاء بيبي جريللو" التي نشأت على خلفيتها حركة خمس نجوم.

ولم يكمل دي مايو دراسته الجامعية في نابولي، كبرى مدن جنوب إيطاليا. ولنه أجرى تدريبا كصحفي في إحدى الصحف المحلية، ثم عمل كبناء ومراقب في ملعب كرة القدم لنادي نابولي.

ووصل دي مايو إلى البرلمان لأول مرة في 2013 إثر فوزه بمقعد في الانتخابات التشريعية. وكانت حركة خمس نجوم اختارته لرئاسة الحكومة الإيطالية إثر فوزها في الانتخابات التشريعية في 2017. لكنها لم تنجح في ذلك.

ورغم الائتلاف في الحكومة السابقة مع اليمين المتطرف ظل لويجي دي مايو يروج لخطاب يحاول فيه إظهار الكثير من الاختلافات مع حزب "رابطة الشمال" بقيادة ماتيو سالفيني.

ورحبت وزارة الخارجية الإيطالية بتعيين لويجي دي مايو على رأسها، قائلة إنه من الجيد أن يتقلد سياسي رئاسة الدبلوماسية، ليصب جل إهتمامه على الشأن الوطني.

وجاء في بيان ترحيبي اليوم عن وزارة الخارجية الايطالية: "السيد الوزير، مرحباً بك في الخارجية.. تعيين سياسي وزيراً للخارجية هو أمر إيجابي، نظراً لكون السياسة الدولية هي مزاولة السياسة بامتياز، والتي تؤثر على الدول بطريقة عميقة وطويلة الأجل”، وهي "خلافا لما يعتقد البعض، تمارس تأثيرا حاسما على حياة الشعوب والمواطنين".

وتابعت الخارجية الايطالية: "في المرحلة التاريخية التي تأخذ فيها العلاقات الدولية طابعًا تنافسيًا متزايدًا، يجب على إيطاليا أن تسعى بشكل فعال إلى تحقيق مصلحتها الوطنية. وعليها أن تزود نفسها بسياسات وأدوات ترفع مستوى التحدي".

•من هو لورينزو جويريني .... وزير الدفاع الايطالي الجديد؟

ولد لورينزو جويريني ، وزير الدفاع الايطالي الجديد في لودي عام 1966 ، ومنذ عام 2018 وهو مدير "كوباسير" وهي اللجنة البرلمانية لسلامة الجمهورية الايطالية.

كما كان جويريني في السابق رئيس بلدية لمدينته و ذاعت شهرته في الحزب الديمقراطي بمهارات "الوسيط". وكان بين عامي 2014 و 2017 نائب سكرتير الحزب الديمقراطي.

وتخرج جويريني من كلية العلوم السياسية وكان رئيسًا لمقاطعة لودي في عام 1995. وبعد فترتين، تم انتخابه رئيسًا لبلدية لودي في مارجريتا. وفي عام 2012 تم انتخابه نائباً في الحزب الديمقراطي حيث عزز علاقاته مع زميله آنذاك ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الايطالي السابق، وفقا لشبكة "سكاي تي جي ٢٤" الايطالية.

وقبل انتخابه رئيسًا لكوباسير في عام 2018 ، تولى جويريني، وهو نائب بالفعل، أدوارًا في الأمانة الوطنية للحزب الديمقراطي. وفي فبراير 2014 ، انضم إلى رينزي نفسه خلال المشاورات المؤسسية لتشكيل الحكومة الجديدة. وبين عامي 2014 و 2017، كان أيضًا نائب سكرتير الحزب الديمقراطي مع ديبورا سيراكياني.

•لوتشانا لامورجيزي.. ثالث وزيرة للداخلية الايطالية

وضع زعيم الحزب الديمقراطي نيكولا زينجاريتي، كشرط لتشكيل حكومة جديدة مع حركة خمس نجوم التي اطلق عليها تحالف (اصفر_احمر)، التوقف فيما يتعلق بسياسات الحكومة السابقة التي تدعمها حركة خمس نجوم والرابطة، وكان أحد الموضوعات الرئيسية لهذا التغيير بالطبع مسألة لهجرة.

وزيرة الداخلية الايطالية الجديدة لوتشانا لامورجيزي كانت المحافظ السابق لميلانو حتى أكتوبر 2018. وقد خدمت لامورجيزي (٦٣عاما)، التي تخرجت من كلية الحقوق وعملت كمحامية ، في ولاية فاريزي. كما خدمت في وزارة الداخلية بالشؤون العامة وشؤون الموظفين والمكتب المركزي للشؤون التشريعية والعلاقات الدولية.

وبعد عدة مهام مرموقة، عُينت لامورجيزي في عام 2010 محافظًا لمدينة فينيسا. وفي عام 2011 أصبحت "كيان تنفيذي لأداء جميع الأنشطة اللازمة لتحديد الهوية أو التثبيت أو تحقيق وإدارة مرافق الاستقبال في منطقة فينيتو "، وهو دور يمكن أن يفتح الأبواب أمام الوزارة التي يجب أن تدير القضية الشائكة المتمثلة في إدارة تدفقات الهجرة، وفقا لوكالة "أوبن" الايطالية.

كما كانت لامورجيزي من يوليو 2013 إلى فبراير 2017 ، رئيس المكتب الخاص لوزير الداخلية الايطالي حينها انجيلينو الفانو، قبل أن تصبح محافظًا لميلانو. وبتوليها وزارة الداخلية الايطالية، تصبح لامورجيزي ثالث وزيرة داخلية بعد روزا روسو إيرفولينو (1998-1999 ، حكومة داليما) وأناماريا كانسيليري (2011-2013 ، حكومة مونتي).

•"جينتيلوني" ممثل ايطاليا الجديد في المفوضية الأوروبية

قالت مصادر أوروبية إن رئيس الوزراء الإيطالي السابق باولو جينتيلوني، سيكون المفوض الأوروبي لإيطاليا في السلطة التنفيذية التي تترأسها أورسولا فون دير لين.

ووفقاً لتسريبات من مصادر في بروكسل، فقد “تم إبلاغ اسم جينتيلوني إلى الرئيسة المنتخبة الليلة الماضية”، وفقا لوكالة "اكي" الايطالية.

ويذكر أن جينتيلوني (64 عاما) المنتمي للحزب الديمقراطي يسار الوسط، شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2016 إلى 2018، بعد أن شغل منصب وزير الخارجية لفترة.

•سالفيني يحذر: تفكيك ما فعلته لن يكون تشفياً في شخصي بل سيخلق مشكلة لإيطاليا

 

دعا زعيم حزب الرابطة، وزير الداخلية السابق، ماتيو سالفيني خليفته في الحكومة الجديدة إلى عدم إلغاء مرسومين أمنيين أقرهما البرلمان خلال دورته الحالية، إنتقدهما بشدة الحزب الديمقراطي الشريك الجديد لحركة خمس نجوم في الائتلاف الحاكم.

وفي تصريحات إذاعية رداً على سؤال حول تقييمه لوزيرة الداخلية في الحكومة الجديدة، لوتشيانا لامورجيزي، أجاب سالفيني: “أحكم على الناس بالوقائع. لذلك، سنرى”، مضيفا: “إذا طلبت مني النصيحة، بالنظر إلى تجربتي، سأقدمها بكل سرور. لقد كانت رئيسة مكتب وزير الداخلية الاسبق أنجيلينو ألفانو لسنوات عديدة”.

وقال سالفيني، الذي أغلق موانئ بلاده أمام سفن المنظمات غير الحكومية الناشطة بمياه المتوسط: “يساورني الامل بألا ينوي أحد تفكيك كل ما فعلته فيما يختص بقضايا الامن، المهاجرين ومكافحة مهربي البشر. لأن ذلك لن يكون تشفياً في شخص سالفيني، بل سيخلق مشكلة لإيطاليا”.

وكان سالفيني دعا مناصري حزبه وكل الرافضين لحكومة إئتلاف مرتقبة بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي، للتظاهر في العاصمة روما يوم السبت 19 أكتوبر، إحتجاجاً على ما وصفه بـ”سرقة الديمقراطية”.

ونهاية أغسطس الماضي، كلّف الرئيس ماتاريلا، رئيس الوزراء المستقيل كونتي، لتشكيل حكومة، بعد انهيار الائتلاف المكون من حركة "خمس نجوم" وحزب رابطة الشمال اليميني المتطرف.

وفاز ائتلاف حركة خمس نجوم وحزب الرابطة، في انتخابات مارس 2018 التشريعة، وشكل حكومته برئاسة كونتي، في الأول من يونيو من العام نفسه، قبل أن يقدم الأخير استقالته.

وبدأت الأزمة في إيطاليا في 8 أغسطس مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي بعد 14 شهراً من تشكيله مع حركة خمس نجوم. وقد اتهم حليفه بالمعارضة المنهجية لمشاريعه الاقتصادية وطالب بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وكانت الخلافات قد طفت على السطح بين حركة "خمس نجوم" بزعامة كونتي وبين حزب الرابطة بزعامة سالفيني واستمرت لأشهر، حول مجموعة من القضايا المهمة من بينها الضرائب والهجرة والمواصلات. وعلى إثر ذلك، قدم كونتي، في 20 أغسطس الجاري، استقالته أمام مجلس الشيوخ الإيطالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved