العبور إلى أوروبا.. حلم ما زال يراود المهاجرين في تونس

آخر تحديث: الخميس 5 أكتوبر 2023 - 11:07 ص بتوقيت القاهرة

(وكالة أنباء العالم العربي)

يستظل مئات المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء أشجار الزيتون في الحقول الممتدة بمدينة العامرة الريفية التابعة لولاية صفاقس التونسية، متشبثين بحلم العبور إلى أوروبا رغم قساوة الأوضاع.

وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي، شنت السلطات التونسية حملة أمنية وأخلت مركز مدينة صفاقس التاريخي وساحاتها العامة من المهاجرين غير النظاميين ونقلتهم إلى العامرة الريفية على بعد 30 كيلومترا، حيث انتشروا في غابات الزيتون الشاسعة.

وقال مهاجر من السنغال ذكر أن اسمه ديفاوو: "نحن هنا في تونس منذ 2019. كنا بأعداد كبيرة ولكن تقلصت أعدادنا".

وأضاف: "الاندماج هنا صعب للغاية، كل ما نطمح إليه هو العمل هنا وتحقيق حلمنا بالهجرة نحو أوروبا".

واستطرد: "لسنا بخير في تونس، فنحن نعيش في الغابة وننام على الأرض في العراء، وقريبا يحل موسم الأمطار. نحن لا نطلب إلا أن يتركوا لنا الطريق لنرحل، فهنا لا يوجد عمل والأسعار مرتفعة، لا نستطيع شراء الأكل ولا الماء ولا مواد التنظيف. اتركونا لنرحل، هذه هي رسالتي".

ويفترش المهاجرون الأرض، والمحظوظون منهم ينامون على حشايا، بينما أشعل آخرون حطبا للطهي، وتجمع آخرون لتبادل الحديث وربما للتفكير في طريقة لعبور البحر.

وجلس مهاجر وحيدا تحت شجرة ربما يراوده حلم اليقظة بالوصول إلى الجنة الأوروبية، في حين يتجول آخرون بلا هدف. أما الأطفال، فكانوا يرقصون ببراءة غير مدركين لما يدور حولهم.

* التشبث بأمل محفوف بالمخاطر

تدفق آلاف المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء على تونس أملا في تحين فرصة للانطلاق من سواحلها نحو أوروبا.

وتحاول تونس التصدي لتدفق المهاجرين الذين يأتون إلى أراضيها سعيا للعبور إلى السواحل الأوروبية، ووقعت مذكرة تفاهم شاملة مع الاتحاد الأوروبي لدعم الاقتصاد ومكافحة الهجرة غير النظامية.

ورغم جهود خفر السواحل التونسي في التصدي للهجرة غير الشرعية عبر اعتراض القوارب وسط البحر المتوسط أو القبض على منظمي عمليات الهجرة وتدمير المراكب المُعدة للإبحار، لا تزال محاولات الهجرة مستمرة بلا هوادة.

وفي الأيام الماضية نظم أهالي العامرة احتجاجات بسبب نقل المهاجرين غير النظاميين إلى مدينتهم.

وما زال المهاجرون يتشبثون بالحلم، ويصرون على أمل تحفّه المخاطر.

يقول الأمين يحيى القادم من السودان: "نقيم في غابات الزيتون وينقصنا الكثير من الاحتياجات... لا نريد لا أكل ولا شرب، نريد فقط أن يتركوا لنا البحر لنهاجر بسلام".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved