هل تستطيع إيران إحداث ضرر بالغ بالبنية التحتية لإسرائيل؟ .. هجوم الثلاثاء يقدم لمحة

آخر تحديث: السبت 5 أكتوبر 2024 - 1:50 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن محللين قولهم إن الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل يوم الثلاثاء، أغرقت الدفاعات الإسرائيلية في بعض المواقع، موضحة أنه في حين كانت الأضرار محدود، يرجح الهجوم أنه بإمكان طهران التسبب في "ألم بالغ" إذا ضربت البنية التحتية المدنية لإسرائيل.

• إغراق الدفاعات الإسرائيلية

وقال باحثون مستقلون، تحققوا من صور الأقمار الصناعية، إن وابل الصواريخ الباليستية الذي أطلقته إيران يوم الثلاثاء، يبدو أنه أغرق الدفاعات الجوية الإسرائيلية في بعض الموافق، رغم التسبب في أضرار محدودة.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، يعني هذا أن أية هجمات إيرانية جديدة ضد إسرائيل، إذا شنت، يمكن أن يكون لها عواقب أكثر خطورة بكثير إذا استهدفت البنية التحتية المدنية أو مناطق مكتظة بالسكان.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا اعتبار مهم بينما تدرس إسرائيل ردها العسكري. هذا وقد هددت طهران بشن ضربات على محطات الطاقة الإسرائيلية ومصافي النفط إذا ضربت إسرائيل الأراضي الإيراني في هجوم مضاد متوقع خلال الأيام المقبلة.

وعلى عكس 13 أبريل، عندما أطلقت إيران عددا كبيرا من الصواريخ الكروز الأبطأ والطائرات بدون طيار، كان الوابل الصاروخي، يوم الثلاثاء، يتألف حصرياً من حوالي 180 صاروخا باليستيا أسرع بكثير، وهي واحدة من أكبر الضربات المماثلة في تاريخ الحرب.

ويقول محللون إن معظم تلك المقذوفات كانت أحدث الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهي "فتاح-1" و"خيبر شكن".

وأوضح أولريتش كون، مدير أبحاث مراقبة التسلح في معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في هامبورج بألمانيا، أنه كلما ازدادت سرعة الصاروخ، زادت صعوبة اعتراضه، مشيراً إلى أنه من الصعب بالتأكيد الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وتزداد صعوبة الأمر مع استهدف مجموعة منها لهدف محدد؛ "لأنه حينها يكون لديك المقدرة على إغراق الدفاعات المضادة للصواريخ – وهذا هو بالضبط ما حدث في إسرائيل".

• ماذا أظهرت صور الأقمار الصناعية؟

ووفقاً لتحليل البروفيسور جيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، تظهر صور الأقمار الصناعية لأحد الأهداف – وهي قاعدة "نيفاتيم" الجوية في جنوب الأراضي المحتلة، التي تضم مقاتلات "إف-35"، أن ما يصل إلى 32 صاروخا إيرانيا تمكنت من الهبوط في محيط القاعدة.

وقال لويس إنه في حين تشغل إسرائيل منظومتي الدفاع الصاروخي "آرو 1" و"آرو 2"، التي شاركت الولايات المتحدة في تصنيعها، فإن الصواريخ الاعتراضية محدودة في الكم وأكثر تكلفة من الصواريخ الإيرانية، موضحا أنه عادة يتطلب الأمر عدة صواريخ اعتراضية لمحاولة وقف هدف باليستي واحد.

ولم تتوفر بعد صور عالية الدقة لقاعدة "تل نوف" الجوية، التي كانت هدفا رئيسيا لهجوم يوم الثلاثاء. وأظهرت لقطات فيديو من المنطقة ما بدا أنها تفجيرات ثانوية، الأمر الذي يرجح أن الذخيرة أو دفاعات جوية هناك تعرضت للضرب. وسقط ما لا يقل عن مقذوف واحد في تل أبيب، على بعد مئات الياردات من مقر الموساد الإسرائيلي.

ويتعين على الصواريخ الإيرانية التحليق لمسافة حوالي 550 ميلا لبلوغ إسرائيل، وأثبتت أنها غير دقيقة نسبيا مع مثل هذه المسافات الطويلة.

وتظهر صور "نيفاتيم" أن معظم الصواريخ ضربت مناطق خالية من القاعدة الشاسعة، أو الطرق. ويبدو أن واحدة فقط ضربت حظيرة، ولم يتضح ماذا تحوي. ولا تظهر صور الأقمار الصناعية أي أضرار بالطائرات.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن نيفاتيم تعمل بشكل طبيعي، حيث تشن الطائرات الموجودة هناك غارات جوية في عدة مناطق بالأيام الأخيرة.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإنه من أجل الحفاظ على الصواريخ الاعتراضية، لا تستهدف إسرائيل عادة الصواريخ المتجهة إلى المناطق الخالية، لذا ليس واضحاً عدد الصواريخ التي أصابت نيفاتيم التي تم تجاهلها عمداً من قبل الدفاعات الجوية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved