صناعة السفر والطيران تستعد لموجة ثانية من فيروس كورونا

آخر تحديث: الخميس 5 نوفمبر 2020 - 4:07 م بتوقيت القاهرة

صناعة السفر والطيران من أكثر الصناعات على مستوى العالم التي توظف الملايين من الناس وتدعم سبل عيش الملايين غيرهم، فهي تعد عصب الأعمال التجارية والترفيهية الدولية.
ومع ذلك، تم إغلاق أجزاء هائلة من الصناعة نتيجة الموجة الأولي من فيروس كورونا، حيث انخفضت عدد الرحلات اليومية بنسبة 80٪ منذ بداية العام وفي بعض المناطق تم تعليق جميع حركة الركاب تقريبًا، وعادت إلى العمل بشكل نسبي مع فتح الاقتصادات لكنها على وشك الانهيار التام مع تسارع أعداد الإصابات بالفيروس مرة أخرى في الولايات المتحدة وأوروبا.
لا تزال صناعة الطيران في وضع البقاء على قيد الحياة بعد أن خسرت الكثير في سوق تجارة الأسهم، حيث تسعى جميع شركات الطيران والمطارات وشركات الشحن الجوي بشدة إلى الحفاظ على احتياطياتها النقدية بينما جفت تدفقات إيراداتها العادية، ولكن مع انتشار الموجة الثانية للفيروس من المحتمل أن تتأزم الأوضاع التي قد تصل إلى حد اعلان الشركات عن افلاسها، وسيعتمد ذلك على كيفية التعامل من تلك الموجة.
من المتوقع الآن فقدان الوظائف على نطاق واسع، حيث أعلنت الشركة الأم IAG التابعة للخطوط الجوية البريطانية أنها ستخفض قواتها التشغيلية بقدر كبير لتخفيف وطأة الضرر، أضافت إنها لا تتوقع أن ترى عودة الطلب إلى مستويات 2019 لعدة سنوات.
ومع ذلك يتحول الاهتمام تدريجيًا إلى المستقبل وكيف يمكن لشركات الطيران في جميع أنحاء العالم أن تأمل في العودة ببطء إلى شيء يقترب من الحياة الطبيعية، قد يترك فيروس كورونا صناعة الطيران العالمية في حالة تحول كلي أصغر حجمًا وأعمق في الديون للحكومات التي أنقذتها.

الموجة الثانية قد تقضي على التعافي المتواضع لقطاع الطيران

بدأت شركات الطيران العالمية تشهد تعافي الطلب على السفر بعد انهيار شبه كامل في أبريل بسبب جائحة فيروس كورونا، ومع ذلك، حتى مع بدء الدول في رفع عمليات الإغلاق والقيود لم يتم احتواء الوباء، لتشهد أوروبا والولايات المتحدة تفشيًا للموجة الثانية من الفيروس، وسط مخاوف كبيرة من مستقبل شركات الطيران ومن المتوقع أن تتراجع عن الانتعاش المتواضع الذي شهدته الشركات.
كان الانخفاض في الطلب على السفر الجوي هذا الربيع سريعًا ومزعجًا، حيث بدأت الأرقام في الانخفاضفي أوائل شهر مارس مقارنة بعام 2019 قبل أن تهوى في منتصف أبريل، حيث أبلغت شركات الطيران عن انخفاض الطلب على السفر بنسبة تصل إلى 97٪ مع انخفاض الحجوزات المستقبلية إلى ما يقرب من الصفر.
يتوقع محللون أن يبلغ الطلب على السفر في الربع الثالث حوالي 45٪ مما كان عليه في عام 2019 وهو تحسن مقارنة بالربع الثاني الذي من المتوقع أن يشهد 10٪ فقط من طلب العام السابق.
أفاد تقرير جديد صادر عن وكالة موديز أن صناعة الطيران التجاري ستستمر في التدمير من جراء جائحة فيروس كورونا لسنوات قادمة، من المحتمل أن تكون آثار الاضطرابات محسوسة في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.
وفقًا للتقرير، فإن التأثير سيكون على أصحاب المصلحة في جميع أنحاء أعمال الطيران من مشغلي المطارات وشركات السياحة والسفر إلى صانعي الطائرات ومورديهم، من المحتمل أن تهتز الصناعة بقوة حتى عام 2022 وربما أبعد من ذلك.
إن العامل الرئيسي في الانتعاش هو استمرار الطلب على الركاب، مع تحسن ذلك ستبدأ شركات الطيران والمطارات في التعافي يليها السياحة والفنادق، مع استمرار ارتفاع الطلب وحاجة شركات الطيران إلى المزيد من الطائرات لنقل الركاب سيتبع مصنعو الطائرات، في حين أن موردي المكونات سيكونون آخر الذين يتعافون، لكن موديز تقول إن هذا لن يحدث قبل عام 2023 على أقرب تقدير.


أفضل من الموجة الأولى
على الجانب الآخر، تبدو الصناعة واثقة من أنها في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه عندما ضربت الموجة الأولى في مارس، في ذلك الوقت كانت شركات الطيران وصناعة السفر غير مستعدين تمامًا لإغلاق الحدود والطائرات الفارغة والفنادق الخاوية.
صناعة السفر والطيران أصبح لديها الوقت للاستعداد وإعادة الهيكلة والتنسيق بشكل حاسم، حيث تم تقليص القوى العاملة وتم إنقاذ العديد من شركات الطيران بخطط الإنقاذ الحكومية، وعلى الرغم من الحالة الباهتة الحالية لصناعة الطيران إلا أنها تعني أن شركات الطيران لن تواجه فجأة أعدادًا كبيرة من العملاء الراغبين في استرداد أموال الرحلات الملغاة، حيث انعكس الارتباك الذي أعقب قرارات الإغلاق على قطاع السفر بشكل ملحوظ.
إعادة التفكير في الطيران
لقد تم القضاء على السفر الجوي العالمي خلال الموجة الأولي حيث فرضت البلدان في جميع أنحاء العالم عمليات الإغلاق وتقييد السفر،ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للوباء أو الركود الذي أعقب ذلك اضطرت حتى أقوى شركات الطيران مثل أمريكان إيرلاينزولوفتهانزا إلى طلب المساعدة من حكوماتهم، لكن الكثير من عمليات الإنقاذ هذه تأتي مصحوبة بشروط.
في الولايات المتحدة حظر مشروع قانون مكافحة فيروس كورونا على الشركات منح زيادات لكبار مسؤوليها التنفيذيين أو إعادة شراء أسهمهم أو دفع أرباح الأسهم للمساهمين لمدة خمس سنوات للقرض، جاءت تلك القرارات كرد فعل على التقارير التي تفيد بأن شركات الطيران الأمريكية أنفقت 96% من التدفق النقدي المجاني على مدى العقد الماضي على إعادة شراء الأسهم بدلاً من الاستثمار في الأعمال التجارية أو تخزين الأموال لأيام عصيبة.
في أوروبا، كان على شركات الطيران المتعثرة مثل شركة الطيران منخفضة التكلفة النرويجية تقديم قضية مالية إلى البنوك الخاصة من أجل التأهل للحصول على مساعدة حكومية، في المملكة المتحدة قالت الحكومة إن شركات الطيران بحاجة إلى استنفاد جميع خطوط الائتمان الأخرى قبل المجيء إلى الحكومة للحصول على المساعدة، وهذا يشير إلى أن الدول لا تسرع على الفور للإنقاذ وستفعل ذلك بشروط مرفقة.
في حالات أخرى مثل إيطاليا وبلجيكا تفكر الحكومات في إعادة تأميم شركات الطيران المتعثرة كحل للأزمة.
يقول البعض أن هذه الشروط يجب أن تكون دائمة، لكن شركات الطيران تري أن استراتيجية وجود حظر طويل الأمد لإعادة شراء الأسهم ليست معقولة لصناعة تمر بأزمات نقدية من وقت لآخر، يجب أن تكون شركات الطيران مطالبة ببناء احتياطيات سيولة كبيرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved