بين التجنيد والاغتيالات.. حرب التجسس والاختراق تحتدم بين إسرائيل وإيران

آخر تحديث: الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

احتدت مؤخرا حرب التجسس بين إسرائيل وإيران، حيث ما زالت الدولتان، اللتان تواجهان تصعيدا خطيرا في ساحة القتال وسط حرب واسعة في الشرق الأوسط، تعلنان يوميا عن إحباط محاولات تجسس من قبل كل منها.

ففي حين أعلنت طهران عدة مرات تصديها لمحاولات التجسس الإسرائيلي، واجهت إسرائيل عددًا متزايدًا من محاولات التجسس التي نظمتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بدءًا من التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي إلى تجنيد مواطنين إسرائيليين.

وكان آخرها حينما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، في بيان أنه أحبط خطط "شبكة إرهابية إيرانية" كانت تسعى إلى تنفيذ هجمات، بعد اعتقال أحد أعضائها في سوريا علي سليمان العاصي ونقله إلى إسرائيل، وقبلها اعتقال عدد كبير من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح إيران.

وعن ذلك، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن الاعتقالات الأخيرة في إسرائيل، سلطت الضوء على حرب التجسس المكثفة في الشرق الأوسط، حيث أصبح يُعد زرع الجواسيس، أهم سمات الحرب التي تخوضها إيران وإسرائيل في الظل.

-عملية تجسس ناجحة لطهران

دفعت إيران مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية للجواسيس الإسرائيليين بالعملة المشفرة، لالتقاط صور لمواقع عسكرية حساسة، في عملية تجسس ناجحة قامت بها طهران، وفق ما نقلت الصحيفة البريطانية.

ونقل الجواسيس الإسرائيليين لإيران معلومات استطلاعية عن قاعدة نيفاتيم الجوية، التي أصيبت بصواريخ باليستية إيرانية هذا الشهر، وقاعدة تدريب جولاني، حيث قُتل 4 جنود في هجوم بطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، وبطاريات الدفاعات الجوية للقبة الحديدية في البلاد، حيث ضربتهم إيران وفق ذلك.

-التورط في اغتيال نتنياهو

وفي الشهر الماضي، تورط رجل الأعمال الإسرائيلي موتي مامان في قضية أكثر خطورة، إذ اتهم بالسفر إلى إيران مطالبا بمليون دولار للمساعدة في اغتيال نتنياهو.

وأشار مسئول كبير في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن طهران تحاول بشكل منهجي إلحاق الأذى بشخصيات بارزة في إسرائيل، بما في ذلك العلماء والمسئولين.

-اغتيال العلماء والمسئولين



وفي الأسبوع الماضي، قبض على إسرائيلي يُدعى فلاديمير فاركوفسكي في تل أبيب بعد أن حصل على سلاح لقتل عالم إسرائيلي مقابل 100 ألف دولار من قبل مشغّليه الإيرانيين.

كما اعتقل فلاديسلاف فيكتورسون وشريكته آنا بيرنشتاين قبل أيام؛ بتهمة الحصول على 20 دولارا مقابل كل قطعة من كتابات "الغرافيتي" المناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

-أخطر خرق أمني لإسرائيل

وسرّبت وثائق أمريكية سرية للغاية، تحتوي على تفاصيل تدريبات عسكرية إسرائيلية على ضربات انتقامية، إلى قناة "تليجرام" مؤيدة لإيران، في أخطر خرق أمني لإسرائيل حتى الآن.

-زوجين يهوديين جواسيس حرب

وفي الشهر الماضي، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" اعتقال زوجين إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية، بعد تجنيدهما لمراقبة البنى التحتية داخل إسرائيل ورصد مواقع حساسة، من بينها مقر جهاز الموساد.

وكشفت التحقيقات أن العملاء الإيرانيين كانوا على دراية جيدة بالمنشآت الحساسة في إسرائيل، وأنهم طلبوا من الزوجين رافائيل ولالا جولييف تنفيذ مهام أكثر خطورة، مثل حرق المركبات، كما تم الإبلاغ عن محاولة اغتيال عالم نووي إسرائيلي، وتم الكشف عنها بالتوازي مع هذه القضية، ما يزيد من التعقيدات الأمنية المحيطة بها.

-جواسيس حيفا.. لمدة عامين

وقبلها، اعتقلت إسرائيل 7 مواطنين إسرائيليين يهود من مدينة حيفا الشمالية، بما في ذلك فار من الجيش وقاصرين، بعد تحقيق أجراه الشاباك وكالة المخابرات المحلية والشرطة الإسرائيلية.

وذكرت لائحة الاتهامات أن "بعض المشتبه بهم كانوا يتجسسون داخل إسرائيل لمدة تصل إلى عامين".

-يهود إيران يشكلون هاجسا لإسرائيل

ورغم انخفاض عدد السكان اليهود في إيران من 80 ألفًا إلى 10 آلاف فقط، فلا تظل تضم أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل، وهو ما يُشكل هاجسًا استخباريًا إسرائيليًا، أن طهران تحاول في كثير من الأحيان إجبار أعضاء الأقلية اليهودية على القيام بعمليات سرية ونفسية ضد إسرائيل.

ففي العام الماضي، تم اعتقال يهودي إيراني كان يزور عائلته في إسرائيل من قبل وكالة الاستخبارات المحلية "شين بيت"، وتم ترحيله إلى إيران بعد أن تبين أنه يقوم بتهريب معدات مراقبة داخل صندوق مناديل.

-عميلا مزدوجا للموساد

ومع ذلك، فقد كان التجسس الإسرائيلي في طهران واسع لدرجة أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أعلن أن رئيس مكافحة التجسس في البلاد المسؤول عن استئصال الجواسيس وُجد أنه في مرحلة ما كان عميلا مزدوجا للموساد.

-اغتيال عالم نووي إيراني

وشملت نجاحات الموساد الشهيرة في إيران، وفق ما نقلت الجزيرة، إعدام عالم نووي إيراني باستخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد، وإصابة شبكة الكمبيوتر النووية الإيرانية بالبرمجيات الخبيثة.

فلعقود من الزمن، استهدفت إسرائيل العلماء واللاعبين الرئيسيين في برامج الأسلحة النووية والصواريخ الإيرانية، وكانت أشهر هذه العمليات هي اغتيال محسن فخري زاده، أكبر عالم نووي إيراني، في عام 2020.

وكان فخري زاده، المعروف منذ فترة طويلة لدى وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، في قلب برنامج إيران النووي، له دور فعال في التخطيط العلمي لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني وعنصراً رئيسياً في تصدير إيران للتكنولوجيا النووية.

-اغتيال إسماعيل هنية

وأثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران تساؤلات حول النظام الأمني والاستخباراتي الإيراني، لا سيما أن الحادث يأتي ضمن قائمة طويلة من الاغتيالات لشخصيات إيرانية أو مرتبطة بإيران داخل البلاد وخارجها، وفق ما نقلت "بي بي سي" البريطانية.

واغتيل هنية في 31 يوليو الماضي، بينما كان في العاصمة طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved