ماذا تعني الانتخابات الأمريكية للحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا؟

آخر تحديث: الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 - 9:06 ص بتوقيت القاهرة

محمد هشام

تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت يمر فيه العالم بواحدة من أكثر المنعطفات أهمية في حقبة ما بعد الحرب الباردة، ومع وجود اختلافات صارخة بين الكيفية التي من المرجح أن يدير بها المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس سياستهما الخارجية.

وستكون لنتيجة الانتخابات تداعيات هامة على الأزمات الكبرى التي تعصف بالعالم، والأكثر إلحاحاً هنا ما يمكن أن تعنيه الانتخابات بالنسبة للحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

* مسار الحرب في أوكرانيا

من المرجح أن يكون للنتيجة تأثير كبير على مسار الحرب في أوكرانيا، فالولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف، وقد لعبت هذه المساعدات دورا حاسما في الحد من تقدم روسيا خلال الحرب.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تواصل هاريس -التي التقت بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات-، السير على نهج إدارة بايدن بخصوص تلك الحرب. وقد أكدت لزيلينسكي في سبتمبر الماضي إنها "ستعمل على ضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب"، لكنها رفضت في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية، الشهر الماضي، الإفصاح عما إذا كانت ستدعم طلب أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ومن ناحية أخرى، أثار ترامب التوتر في أوكرانيا وأوروبا، ووعد بإنهاء الحرب في يوم واحد.

ويرجح جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون أوروبا وحلف "الناتو" في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، أن يتم "قطع" المساعدات الأمريكية إذا أعيد انتخاب ترامب رئيسا.

وكان ترامب قد أوضح أن نهجه لإنهاء الحرب سيتضمن دفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات من خلال إبلاغ زيلينسكي بأنه لن يحصل على المزيد من المساعدات الأمريكية وأن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق، بينما يبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن واشنطن سوف تقدم المزيد من الدعم لأوكرانيا إذا لم تتجاوب موسكو مع تلك الجهود التفاوضية.

* الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان

بحسب "فورين بوليسي"، فإن احتمال حدوث تغيير في واشنطن أصبح ملموساً في الشرق الأوسط، حيث يبدو أن إسرائيل تنتظر حتى تُعرف نتائج الانتخابات قبل المضي قدماً في أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو لبنان.

وتسعى تل أبيب أيضا إلى تحقيق مكاسب استراتيجية ضد كل من حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني قبل أن يتولى رئيس جديد البيت الأبيض، وفقا لوكالة رويترز.

ويتوقع المحللون أن تستمر هاريس إلى حد كبير على نفس نهج إدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، مع بعض التكهنات بأنها قد تكون أسرع في الحديث علناً عن الكارثة الإنسانية في غزة.

من جهته، قال شالوم ليبنر، الذي عمل مساعدا لسبعة رؤساء وزراء إسرائيليين إنه بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الأمريكية، فإن تأمين أي صفقات خلال الفترة المتبقية من ولاية إدارة بايدن "البطة العرجاء" قد يمثل تحديًا لبايدن، فالجميع سيتساءل: "هل يمكنني الحصول على صفقة أفضل في اليوم التالي لتنصيب الرئيس الجديد؟"، أي في 21 يناير المقبل.

* إيران وبرنامجها النووي

وصفت هاريس خلال المقابلة مع برنامج "60 دقيقة" بأنها أكبر خصم للولايات المتحدة وقالت إن إحدى أهم أولوياتها ستكون منع طهران من الحصول على سلاح نووي.

وأشارت هاريس إلى أنها تفضل اتباع طريق دبلوماسي لتحقيق هذه الغاية، لكنها أكدت لناخبين يهود أمريكيين أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".

أما ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فصرح بأنه سيكون منفتحاً على إبرام اتفاق جديد مع طهران لمنعها من الحصول على قنبلة نووية.

لكن روبرت جرينواي، الذي شغل منصب المدير الأول لشئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترامب، قال إن "على إيران أن تعلم أن استخدام القوة مطروح على الطاولة".

وأضاف جرينواي: "الخيار العسكري قد يكون الخيار الوحيد القابل للتطبيق لمنع إيران من تطوير سلاح نووي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved