فنانون تشكيليون يدشنون معرضا لحفظ وتوثيق جبانات القاهرة التاريخية

آخر تحديث: الأربعاء 7 ديسمبر 2022 - 5:26 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

عرض أتيليه القاهرة في وسط البلد، مشاهد من جبانات مصر القديمة، صممها فنانون تشكيليون في رسومات وصور؛ بهدف توثيق التراث الجنائزي في مصر منذ بداية العصور الإسلامية وحتى العصر الحديث.

وافتتح معرض "علامة إزالة"، بدعوة من مجموعة "فنانون من أجل توثيق جبانات القاهرة" التي شهدت جدلاً كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بين الأوساط الثقافية المهتمة بحماية التراث، والحكومة التي ترغب في نقل الجبانات إلى مدينة 15 مايو، من أجل إنشاء طرق وكباري تخفف من زحام القاهرة.

ومن جانبه، قال المهندس طارق المري استشاري الحفاظ على التراث وخبير مركز التراث العالمي باليونسكو، إن الأوساط الثقافية تعرضت لصدمة بسبب إزالة مقابر بها رفات أمراء وباشاوات وفنانين مصريين بعرض إنشاء محاور مرورية.

وأضاف المري، في كلمته على هامش افتتاح المعرض مساء الأحد، أن المجموعة ليست ضد تطوير القاهرة، وإنشاء محاور مرورية تخفف من زحامها، ولكن ينبغي أن يحدث ذلك وفقًا لدراسات متأنية، تحفظ تراث وتاريخ القاهرة وتدفعها إلى التطوير في آن واحدٍ.

ويرى المري، أن الجبانات التاريخية في القاهرة بما فيها السيدة نفيسة والإمام الشافعي والسيدة زينب وغيرها، لها قيمة تاريخية وروحية متميزة، معتبرًا أن استمرار إزالة الجبانات أمر لا تقبله الشرائع السماوية؛ لأن به تعد على حرية الموتى، وفقًا لقوله.

وتحدث عن فكرة المعرض، قائلًا: "بعد إنشاء محور الفردوس وإزالة الجبانات التي كانت هناك، اجتمعنا نحن الغيورون على التراث، واقترحنا فكرة توثيق الجبانات بطريقة علمية، تضمن حماية وحفظ وأرشفة تاريخ الجبانات في القاهرة".

وقال الخبير باليونكسو: "قمنا بتوثيق 120 مدفنا مهما لشخصيات سياسية وتاريخية، ولدينا مكتبة بها آلاف الصورة من الجبانات، والتي تضم معلومات عن صاحب القبر بما فيها تاريخ الميلاد والوفاة، وجنس المتوفى ومهنته".

وأضاف أن المقابر لا تزال بالبلدوز فقط، وإنما بالإهمال وعدم تسجيلها في عداد التراث.

وضم المعرض عشرات اللوحات والصور المعلقة على حوائطه، حيث احتوت اللوحات على شواهد بعض القبور بما فيها مدفن الباشا في الإمام الشافعي، والمساجد والقباب وطقوس دفن المتوفى، مع بصمة واضحة بالألوان القاتمة عكست معنى عمليات الهدم والإزالة التي تتعرض لها الجبانات.

وبدوره، قال الفنان أحمد الجنايني رئيس أتيليه القاهرة، إن المعرض هو جهد مبذول لحفظ ذاكرة الوطن، ومحاولة للإمساك بالتاريخ والقبض عليه عبر الفوتوغرافيا أو الرسم أو التصوير.

ومن جهته، اعتبر الطبيب مصطفى الصادق الباحث الأثري، أن الجبانات تعطي نبذة تاريخية عن تاريخ مصر لما تحتويه من شواهد تكشف عن معلومات تاريخية لم نكن نعرفها.

وأضاف الصادق، في حديث مع «الشروق»، على هامش المعرض، أن الشاهد يعتبر بطاقة شخصية للمتوفى، وفضلًا عن الأهمية التاريخية فإن الجبانات تعد مزارًا هامًا ومقصدًا سياحيًا يمكن أن يدر عائدًا للبلاد إذا حسن استخدامه بدلاً من هدمه.

وعرض الصادق، خلال كلمة قصيرة له في المعرض عشرات الصور من الجبانات التي وثقها، والتي ضمت رفات شهداء من ثورة 1919، وحروب الاستنزاف وحرب السادس من أكتوبر 1973.

وفي السياق نفسه، أوضح المهندس محمد السعيد عضو مجموعة الحفاظ على التراث، تفهمه للاحتياجات الحياتية للعاصمة القاهرة، وحاجتها إلى محاور مرورية، مطالبًا السلطات المختصة ببحث الحلول البديلة التي قدمت للحفاظ على الجبانات، ولا تعيق التطوير في نفس الوقت.

وختم كلمته قائلًا: "إن تاريخ مصر لا يقدر بثمن".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved