رغم تاريخها العريق في الآثار.. دمياط بلا متحف

آخر تحديث: الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 11:36 ص بتوقيت القاهرة

حلمي ياسين

في عام 1995 طرح الدكتور زاهي حواس فكرة إنشاء متحف أثري في دمياط، وخصصت له الموارد، وحددت له الأماكن التي كان من المزمع إقامته عليها، ولكن فكرته لم تر النور حتي الآن، على الرغم من ما تحويه المحافظة من قطع أثرية.

الدكتور رضا الباز، الباحث الأثري، وأحد العاملين السابقين على مشروع متحف دمياط، قال أنه نظرا لما تحويه دمياط من قطع أثرية هامة، يتوجب معه تسليط الضوء على تاريخها وحضارتها، بإنشاء متحف يضم تلك الآثار وغيرها من العصور المختلفة؛ لنشر الوعي الأثري والثقافي لشعب دمياط، وتنشيطا للسياحة، واعتمادا علي وجود وافدين من أنحاء الجمهورية، لشراء احتياجاتهم من الأثاث، وقربها من ميناء دمياط وميناء بورسعيد.

وأضاف الباز، أن فكرة المتحف قام بطرحها الدكتور زاهي حواس عام 1995 كابن من أبناء دمياط، مع الدكتور الأثري عاطف أبو الدهب، والعالم الراحل عبد الحليم نور الدين، عضو المجلس الأعلى للآثار، وأدرجت دمياط في خطة تم وضعها في نفس العام 1995، ضمن مشروع الآثار المنسية، والتي بدأ العمل بها بمسح أثري للتلال الأثرية في دائرة دمياط، وكان ذلك بغرض إنشاء متحف كبير في دمياط، خصصت له الموارد، وحددت له الأماكن التي كان مزمع إقامته عليها، واقترحت لإقامة المتحف عدة أماكن، منها إقامته في دمياط الجديدة، أو دمياط القديمة، أو رأس البر، وتحديدا في حديقة الخالدين الواقعة على طريق دمياط رأس البر.

وتابع الباز، أن المتحف كان من المفترض أن يضم آثارا خشبية، لدعم صناعة الأثاث، بل كان سيؤثر على الصناعة بشكل عام، ويضع محافظة دمياط علي خريطة السياحة العالمية.

"الشروق" وجهت السؤال الدكتورة داليا جودة، مدير إدارة الوعى الأثري بدمياط والدلتا وسيناء، لماذا لا يوجد متحف للآثار بشكل عام في محافظة دمياط؟

في البداية قالت جودة إن إقامة متحف من الأثار الخشبية فكرة رائعة لأن دمياط مشهورة بصناعة الأثاث منذ آلاف السنين، ويساعد المتحف على التعريف بهذه الحرفة و تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، و أيضا تصنيع السفن، فالخشب يستخدم أيضا في صناعة السفن، ويمكن ربطه بقطع الأثاث الخاصة بالملك توت عنخ آمون التي اكتشفت، وعندما أجرت دراسات على الآلات و الأدوات التي كان يستخدمها المصري القديم في صناعة الأخشاب، كانت لا تختلف عن الأدوات التي يستخدمها النجار في دمياط إلى الآن، مثل الأدمة و الشاكوش، وكان سيفيد في صناعة الأثاث و تطوره، وسيخلق طفرة تسويقية، وتحمي فكرة العمل اليدوي والتراث الفرعوني، فصناعة الأثاث امتداد لشيء موجود من قديم الأزل، فصناعة الأثاث والأخشاب موجودة في مصر القديمة.

وتابعت جودة قائلة: "يوجد فنانين يمكنهم صناعة نماذج مقلدة للآثار المصرية القديمة مثل قناع الملك توت عنخ آمون، هناك من صنعوه من الخشب، والآلهات الحاميات، مثل إيزيس و نفتيس، حيث يملكون المهارة و الحرفية و الذكاء لتنفيذ ذلك، والمتحف سيكون له دور كبير في التسويق لمحافظة دمياط كمحافظة مصنعة للأخشاب و الأثاث، مثلا في دمياط أطقم صالون فرنساوي و ألماني وغيرها، فماذا لو عمل مصنعو الأثاث على صناعة الأثاث الفرعوني؟ بالتأكيد يكون له دور كبير في انتشار الأثاث الفرعوني، فسرير الملك توت عنخ آمون يعد أول سرير يطوى في التاريخ، يقفل و يفتح ليسهل الانتقال عندما ينتقل لمكان آخر، وكان هذا في وقته وإلى الأن ابتكارا جديدا، فمتحف آثار خشبية يكون متوافقا مع مدينة دمياط بشكل كبير.

وأضافت الدكتورة داليا جودة، أن متحف الآثار يجب أن يكون متنوعا، وتعرض فيه قطع أثرية تنتمي لأكثر من عصر، فلا يمكن أن يحتوي على آثار تنتمي لعصر واحد، على سبيل المثال « المتحف اليوناني الروماني» في الاسكندرية يعرض قطعا يونانية رومانية، فيجب أن يكون هناك تنوع في العرض المتحفي، و العدد الذي اكتشف من الآثار في محافظة دمياط لا يسمح بإقامة متحف، ولكن المتحف الخشبي متوافق مع طبيعة دمياط، وصناعتها وحرفته الأساسية صناعة الأثاث والسفن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved