«الشروق» تنشر القصة الكاملة لاجتماعات الإخـوان برجال أعمال الحزب الوطنى المنحل ورموزه بالإسكندرية

آخر تحديث: الأربعاء 6 مارس 2013 - 9:55 ص بتوقيت القاهرة
محمد فؤاد

فى الوقت الذى نفت فيه جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، ما تردد عن عقد لقاءات سرية بين مسئولين فى الجماعة ورجال أعمال ونواب منتمين للحزب الوطنى المنحل، كشفت «الشروق» عن عقد لقاءين مؤكدين فى الإسكندرية الأول كان فى منتصف شهر يناير والثانى يوم 25 فبراير الماضى.

 

عقد اللقاء الأول داخل إحدى فيللات عائلات ضيف الله بغرب الإسكندرية، وقال أيمن راغب ضيف الله لـ«الشروق»: «اللقاء حدث بالفعل يوم الاثنين الموافق ليوم 25 فبراير الماضى فى حضور ما يقرب من 60 شخصية من رجال الأعمال بالإسكندرية بمختلف المجالات بناء على دعوة من رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك وصديقه رجل الأعمال السكندرى المهندس أسامة النجار خلال الاجتماع الأخير فى منزله حيث تم الاتفاق على أن يكون اللقاء التالى بغرب الإسكندرية».  

 

وأضاف أيمن «فوجئت بمعلومات غير صحيحة يتم تداولها عبر المواقع الإلكترونية تفيد حضور الدكتور سعد الكتاتنى اللقاء، وهذا لم يحدث ولم يحضر اللقاء أى قيادة من حزب الحرية والعدالة حيث اقتصر الأمر على رجال الأعمال البارزين من جانب جماعة الإخوان المسلمين وعدد كبير من رموز ونواب الحزب الوطنى السابقين وغالبيتهم من كبار رجال الأعمال بالإسكندرية».

 

وتابع: «لابد قبل رواية تفاصيل اللقاء التأكيد على عمق العلاقات بين قبائل عائلات ضيف الله وحزب النور وحزب الحرية والعدالة ولا بد من الاعتراف أن مبادرة التصالح مع رجال الأعمال التى طرحتها جماعة الإخوان المسلمين الآن فى هذا التوقيت تعتبر مبادرة طيبة للغاية وكان قبلها منذ فترة طويلة مبادرة لحزب النور برئاسة الشيخ ياسر برهامى وشريف الهوارى وحميدة عمران نائب الشورى وعضو اللجنة التأسيسية ولكن لم تكتمل بسبب ظروف البلاد».

 

وعن تفاصيل هذا اللقاء قال أيمن راغب ضيف الله: «اللقاء تم داخل فيللا عائلات ضيف الله بغرب الإسكندرية وحضر اللقاء عدد من القبائل المنتمية للعائلة فضلا عن نحو ما يقرب من 70 من رجال أعمال من جماعة الإخوان المسلمين ورموز وقيادات ورجال أعمال الحزب الوطنى المنحل وحضر من الإخوان كل من هشام الحداد رئيس مجلس إدارة مشروع حى محرم باشا وشقيق المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، كما حضر رجل الأعمال الإخوانى عبدالرحمن سعودى أحد المسئولين عن اللجنة الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة شركة التنمية العمرانية، والمهندس محمد تاج الدين رئيس مجلس إدارة شركة الأندلس والحجاز، كما حضر اللقاء الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق والذى أوضح ضرورة غلق صفحة الماضى لجميع رجال الأعمال الذين كانوا داخل الحزب الوطنى المنحل بالإسكندرية.

 

ودعا السعيد خلال اللقاء رجال الأعمال إلى ضرورة ضخ أموالهم والاستثمار بمشاريع داخل مدينة الإسكندرية ولاسيما أن مصر باتت تحتاج إلى ضخ ما يقرب من 300 مليار جنيه فى السوق لديها منه 100 مليار وتحتاج 200 مليار آخرين حتى يصل معدل التنمية إلى 2.5 % مشيرا إلى أن المعدل فى تراجع مستمر».

 

وثمن رجل الأعمال حسن مالك ما قاله السعيد لرجال الأعمال طارحا مبادرة للمصالحة وقائلا فى هذا الإطار: «أى حاجة أنتم عايزينها هنحققها وهنشتغل على حل كافة مشاكلكم كلها طالبا من كل واحد منهم طرح مشاكله».

 

واقترح مالك إنشاء صندوق خاص بتلك الأموال على أن تتم تلك المشاريع برعاية أصحابها وبأسمائهم دون أية تدخلات من جانب جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة وأثناء ذلك فوجئ الحاضرون بقيام رشاد عثمان أحد قيادات الحزب الوطنى المنحل بفتح باب التبرع بمبلغ مالى كبير عبر الميكروفون وتبرع عائلة ضيف الله بتطوير أحد الأقسام بالمستشفى الرئيسى الجامعى.

 

وعن اللقاء الثانى تحدثت «الشروق» مع أحد رجال الأعمال الحاضرين لهذا اللقاء والذى رفض ذكر اسمه قائلا: «اللقاء عقد فى منتصف يناير الماضى حينما قام رجل الأعمال السكندرى المهندس أسامة النجار بالتنسيق مع المهندس محمد تاج الدين رئيس مجلس إدارة شركة الأندلس والحجاز بتنظيم لقاء داخل منزل الأول بمنطقة رشدى بحضور عدد كبير من رجال أعمال الحزب الوطنى المنحل ونوابه السابقين.  فى هذا اللقاء تم استعراض أهم المشاكل التى يتعرضون لها والشائعات التى تستهدفهم بين الحين والآخر وتحاول النيل من سمعتهم وتصفيتهم معنويا ولاسيما أنه تم التأكيد على الحاضرين بأن الرئاسة على علم بنزاهة وسمعة جميع أسماء رجال الأعمال المدعوين للحضور وأن ملف الحزب الوطنى صفحة لابد من طيها.

 

الأسماء الحاضرة هذا اللقاء ضمت كلا من أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية والمهندس محمد فرج عامر ومحمد صبرى وكيل جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية وكل من رجال الأعمال ونواب الحزب الوطنى السابقين خالد خيرى ومحمد مصيلحى وممدوح حسنى وعلى سيف ومجدى عفيفى بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال من داخل جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية وخارجها.

 

وتم التأكيد من جانب المهندس محمد تاج وحسن مالك ورموز جماعة الإخوان المسلمين على عرض المصالحة مع جميع رجال الأعمال وحل جميع مشاكلهم وإنهاء كافة الضغوط التى يتعرضون لها بسبب حملات الشائعات واللجان الإلكترونية التى تزج بأسمائهم مع كل كارثة فى محاولة لتصفيتهم معنويا.

 

من جهته أكد المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين عدم صحة ما تم تداوله من حضور الدكتور سعد الكتاتنى أو الدكتور حسن البرنس أو أى مسئول سياسى بحزب الحرية والعدالة للقاء الذى عقد بغرب الإسكندرية.

 

وأوضح الحداد أن اللقاء هو اللقاء الثالث على التوالى بين رجال الأعمال بالإسكندرية نظمته مؤسسة «ابدأ» وكان هذه المرة بدعوة من الحاج سعداوى ضيف الله وتم خلال اللقاء التشاور بشأن ضرورة القيام بدعم عدد من المشاريع بالإسكندرية مثل مزلقانات السكك الحديدية والأجزاء المنهارة من الطريق الصحراوى ودعم تطوير عدد من المستشفيات المجانية المعرضة للانهيار.

 

وعن مسألة المصالحة مع رجال أعضاء الحزب الوطنى السابقين فى هذا التوقيت ولاسيما أن الفترة الماضية كان يتم الزج من قبل الجماعة بأسماء عدد منهم فى الضلوع فى الوقوف وراء أعمال العنف بالإسكندرية علق المهندس مدحت الحداد قائلا: «رجال الأعمال المنتمون للحزب الوطنى لابد وأن يشعروا بالأمان وطبيعة المرحلة تحتم ألا يشعر من كان يعمل فى النظام السابق أنه مستبعد لأن هذا ظلم للجميع».

 

وفى بيان له ردا على تلك اللقاءات أكد عبدالرحمن الجوهرى القيادى الثورى بالإسكندرية والذى تم اتهامه رسميا ومعه القيادى اليسارى أبوالعز الحريرى من قبل جماعة الإخوان المسلمين فى التحريض على أحداث العنف الأخيرة وحرق مقرات الإخوان بالتنسيق مع جميع رجال الأعمال المنتمين للحرب الوطنى بالإسكندرية أن جماعة الإخوان المسلمين تعيش فى حالة من الازدواجية وحالة من حالات الاضطراب النفسى والسياسى من خلال إطلاق الكذب والشائعات وتصديقها.

 

وأوضح الجوهرى أن جماعة الإخوان المسلمين انتهجوا بعد انتهاء فترة الحكم العسكرى وتولى الرئيس مرسى قيادة البلاد اتباع سياسة الكذب وتشويه الرموز الوطنية وإلصاق الاتهامات لهم بالتعاون والتنسيق مع أعضاء الحزب الوطنى المنحل وهم يعلمون وقيادتهم أن هذه الأمور كذب وافتراء وأن الغرض هو تصفية الجميع ليتبقى الإخوان وحدهم فقط.

 

وأشار الجوهرى إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لجأت إلى التنسيق مع رموز الوطنى سواء مع من هم داخل السجن ومن هم فى خارجه لعلمها اليقينى بانهيار شعبيتهم وجماهيريتهم فى الشارع المصرى وبسبب انسحاب القوى الوطنية الثورية عن التحالف معهم أو التنسيق فى الانتخابات القادمة فلم يجدوا سبيلا إلا بالتنسيق مع رموز النظام السابق لمحاولة تغطية الفارق الذى خسروه فى الفترة السابقة

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved