ابنة صاحب فيديو بيع لحوم الحمير لـ الشروق في أول ظهور: بابا اتظلم ولم يُشهر بأحد

آخر تحديث: الإثنين 6 مارس 2023 - 5:44 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

* بابا اتظلم وعنوان الفيديو المنتشر غلط

* لم نوكل محامي منذ القبض على بابا

* ذهبت لميمي بحة عشان أفهمه سوء التفاهم لأن بابا مجابش سيرته

* وضعنا المادي صعب أنا وأختي مطلقتين ونعول أولادنا.. وبابا يبيع توابل وبيصرف علينا

* كان بيهرب من مرضه بفيديوهات فكاهية.. والبدلة هدية

* حساب التيك توك بقاله 4 أيام عشان يحسن دخلنا

انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديو لأحد الأشخاص يدعى "طلعت هاشم" يتحدث عن اضطرار محلات بيع اللحوم في مصر، تقديم لحوم الحمير للزبائن نظرا لغلاء الأسعار.

وتعرض هاشم لمزاعم التشهير بـ"سلسة مطاعم بحة"، بعدما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بعنوان مضلل يزعم أنه صاحب سلسلة بحة (الحاج ميمي بحة صاحب محلات بحة للسمين في السيدة زينب)، وهو ما تسبب في حالة الربط بين هاشم (صاحب الفيديو) والحاج ميمي بحة صاحب سلسلة محلات "بحة" الشهيرة.

ولم يتناول هاشم سيرة "بحة" أو أي مطعم آخر في الفيديو، بل تحدث عامة عن لجوء أصحاب بعض المحال لبيع لحوم الحمير نظرا لارتفاع الأسعار، لكن نشطاء تداولوا العنوان المضلل مع الفيديو، زاعمين أن طلعت هاشم هو ميمي بحة، ما تسبب في نشر الشائعات حول سمعة سلسلة محلات بحة، وآلت الأمور للأسوأ باتخاد بحة إجراءات قانونية ضد هاشم (صاحب الفيديو) بزعم انتحال شخصيته والتشهير به، ما دفع قوات الأمن لإلقاء القبض عليه.

وأعلنت الداخلية في بيانها الصادر يوم الأحد، أنه "تم رصد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن ادعاء أحد الأشخاص بيع لحوم دواب داخل أحد المطاعم، وبالفحص أمكن تحديد الشخص الظاهر بالمقطع المشار إليه والقائم على تصويره وتبين أنهما بائع متجول ونجار".

وتابعت الوزارة، عبر صفحتها الرسمية فيسبوك، أنه "تم ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بتمثيل المقطع المشار إليه بقصد تحقيق الشهرة والربح المادي نظير زيادة نسب المشاهدة".

* أول تصريح لابنة صاحب فيديو بحة: عنوان الفيديو مضلل

تواصلت "الشروق" مع ياسمين، ابنة طلعت هاشم، المتهم بانتحال شخصية ميمي بحة، والتي قالت في أول تصريح إعلامي لها، إن والدها مظلوم وأن الفيديو تم تداوله بعنوان خطأ من نشطاء الفيسبوك، بزعم أن والدها هو ميمي بحة.

وقالت ياسمين، في تصريحات خاصة لـ"الشروق" إن والدها نشر فيديو يتحدث فيه بفكاهة عن بيع لحوم الحمير، عبر حسابه الشخصي على تيك توك وتفاجأ بعد ذلك بانتشاره الفيديو في منصة إعلامية بعنوان مغلوط، يزعم أن والدها صاحب محلات، مضيفة: "بابا نشر الفيديو على حسابه على تيك توك وكان بيهرز بعدها لقينا موقع إخباري واخد الفيديو وقال إن بابا بيدعي إنه ميمي بحة، وبعدين حصلت الضجة والناس شاركت الفيديو بعنوان غلط على فيسبوك، وبسبب كده بابا اتحبس وهو مظلوم ومعلمش حاجة".

وتابعت: "بابا اتظلم ومشهرش بحد خالص في الفيديو، لا بحة ولا غيره، هو كان بيتكلم عن الفاترينات إلى بتبيع اللحوم في الشارع ونشر الفيديو من غير عنوان".

وكشفت ياسمين لـ "الشروق" تفاصيل القبض على والدها خلال عودته للمنزل، تقول: "الناس بلغونا إن بابا اتقبض عليه تحت البيت الساعة 10 بليل، وفي عربية أخدته لقسم المرج، أنا وأختي نزلنا بسرعة جري وراه ووصلنا القسم قبله الساعة 10 وربع بليل وشفناه وهو داخل القسم وشاور لنا وعرف إننا موجودين، ومكناش نعرف مقبوض عليه ليه ولا هو كمان".

علمت ياسمين أن ميمي بحة، هو السبب في القبض على والدها، فذهبت للتواصل معه في إحدى مطاعمه بالسيدة زينب لتوضيح سوء التفاهم لكنها لم تجده، مضيفة: "في نفس يوم القبض على بابا عرفت من الناس أن بحة قدم بلاغ في بابا، رحت مطعمه في السيدة زينب عشان أقابله وأوضح له سوء التفاهم، وأن بابا مظلوم، لكن ملقتهوش، ابنه قالي تعالي بكرة لكني مروحتش، ومتوسلتش ليه ولا واترجيته زي ما هو بيقول".

لفتت ياسمين لـ"الشروق"، أنها لا تعلم تفاصيل القضية ولم توكل محاميا، وعرفت بالاتهامات من منشور وزارة الداخلية على الفيسبوك.

* فيديوهات فكاهية على "تيك توك" لتخفيف معاناة المعيشة الصعبة

أوضحت ياسمين أنها مطلقة وتعيش في وضع مادي صعب للغاية مع طفليها ووالدها وأختها المطلقة أيضا بأطفالها، بالإضافة لشقيقيها الصغيرين، وأن والدها هو مصدر الرزق والدعم لهم، وأنه لجا لتسجيل فيديوهات" فكاهية" على تيك توك بغرض كسب المال ورفع مستوى الأسرة.

وعبرت قائلة: "إحنا وضعنا المادي صعب أوي، أنا مطلقة وأختي مطلقة ومعانا أطفالنا ولينا طفلين أخوات، وبابا هو المتكفل بينا وملهوش معاش خالص ودلوقتي بيبيع توابل".

وواصلت: "في ناس قالوا له إن فيديوهات الفكاهة على تيك توك بتجيب فلوس كويسة عشان كده قرر يعمل فيديوهات خفيفة، لأنه أصلا كان شغال مهرج من 5 سنين في مدينة الإنتاج الإعلامي وظهر في مسلسل أيامنا وساعة عصاري، ومع ذلك مجبش سيرة حد وكان باين أوي إنه بيهزر".

واستطردت: "إحنا مش أغنياء، البدلة اللي بابا لابسها كانت إهداء من عمتي ليه، هو غلبان جدا وميعرفش في التكنولوجيا ومعاه تليفون صغير، وكان ينتظر أختي ترجع من الشغل عشان ينشر الفيديوهات من تليفونها، والصفحة بقالها 4 أيام بس، وكان بيصور في محل موبيليا بتاع نجار صاحبه اتقبض عليه كمان".

* فيديوهات الفكاهة هروب من اكتئاب المرض!

أوضحت ياسمين، أن والدها يعاني مرضا كلويا بتجمع حصوات على الكلى، وأنه يتناول دواء، وطالما كان يهرب من حالته المرضية الكئيبة بالضحك وتسجيل الفيديوهات الخفيفة، حتى لا يصاب بوعكة صحية تؤثر على دخل الأسرة الذي هو مصدر دخلها الرئيس.

وتابعت قائلة: "بابا محبوب من الكل في المنطقة وحب يخرج من حالة المرض بفيديوهات فكاهية، لكن أعداء بحة هما السبب في انتشار العنوان المضلل للفيديو".

واختتمت ياسمين حديثها لـ"الشروق" قائلة: "في ناس كتير على الفيسبوك بتطلع تتكلم عن موضوع لحم الحمير وفي أخبار عن ذبح الحمير وغش اللحوم، ليه بابا هو اللي يتحبس، هو مظلوم ومجبش سيرة حد؟".

* حقيقة الفيديو المنسوب لـ "بحة"

هذا العنوان المغلوط المتداول على التواصل الاجتماعي والذي يقول (الحاج ميمي بحة صاحب محلات بحة للسمين في السيدة زينب)، لم ينشره هاشم من الأصل على الفيديو الأصلي الذي ظهر فيه عبر حسابه الشخصي على تيك توك وفيسبوك، لكنه نشر الفيديو بلا عنوان.



ولم يتحدث هاشم في الفيديو المتداول عن مطعم بعينه ولم يرِد في الفيديو اسم "بحة" من الأصل كما يزعم "ميمي بحة"، بل ظهر هاشم خلال الفيديو ساخرا بشكل عام من بعض بائعي وجبات اللحوم (بدون ذكر أسماء أو عنوان للفيديو) خاصة العربات المتجولة لبيع اللحوم، موضحا أنهم يضطرون لبيع لحوم الحمير نظرا لغلاء أسعار اللحوم البلدي.

لكن ذلك لم يمنع الحاج ميمي بحة، من تقديم بلاغ ضد طلعت هاشم صاحب الفيديو، زاعما أنه انتحل شخصيته، قائلا: "قدمت بلاغا ضد صاحب الفيديو في مباحث الإنترنت، وهستكمل كل الإجراءات الأخرى عشان يتحاسب لأنه سوّأ سمعتي، وأنا حتى معرفش هو مين ولا بيشتغل ايه، ومعرفش تم القبض عليه ولا لأ لأن ده عمل الشرطة".

وأوضح بحة في تصريحات سابقة لـ"الشروق" أن الفيديو سبب حالة من القلق وتلويث سمعة سلسلة مطاعم بحة، وهو ما دفع وزارة التموين لإجراء حملة تفتيش لجميع محلات السلسلة يومي الجمعة والسبت، وأخذ عينات من اللحوم ستظهر نتيجها بعد أسبوعين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved