تأبين خير الدين حسيب بعدد خاص من النشرة الدورية الصادرة عن الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية
آخر تحديث: الأحد 6 يونيو 2021 - 4:52 م بتوقيت القاهرة
خصصت الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، عددا خاصا من النشرة الدورية "الرباط" التي تصدرها؛ تقديرا لدور وإسهامات المفكر العربي الراحل، الدكتور خير الدين حسيب، الذي وافته المنية في الثاني عشر من مارس الماضي.
واستعرضت المجلة في عددها الأخير، السيرة الذاتية الثرية للمفكر الكبير، الذي ولد في مدينة الموصل بالعراق عام 1929، مشيرة إلى أنه حصل على شهادته الجامعية من بغداد قبل أن يتابع دراسته في مدرسة الاقتصاد بلندن، وحصوله على الدكتوراه من جامعة كامبريدج في المالية العامة عام 1960.
وشغل حسيب بعد ذلك العديد من المناصب الهامة، حيث تم تعيينه رئيسا لشعبة الاحصاء والأبحاث في شركة نفط العراق، وبات مديرا عاما لاتحاد الصناعة في العراق أيضا عام 1961، ثم عمل بعدها على إعداد مخطط لتشريعات اشتراكية منها قانون تأميم البنوك وقانون ضريبة الدخل والتركات. وفي عام 1963 تولى منصب محافظ البنك المركزي في العراق بدرجة وزير وأصبح رئيسا للمؤسسة الاقتصادية العامة.
رحل حسيب إلى بيروت عام 1974حيث عمل في اللجنة الاقتصادية التابعة للامم المتحدة، كما ساهم في عام 1975 في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية مستهدفا تعميق الوعي بقضايا الامة العربية، وشغل منصب المدير العام ثم رئيس مجلس الإدارة حتى سبتمبر 2017، وأشرف خلال تلك الفترة على نشر مئات الكتب والدراسات، ومجلة المستقبل. وأنشأ المفكر العربي الكبير، منظمة المؤتمر العربي عام 1990، وضم إليها نحو 800 من المثقفين والكتاب والسياسيين، كان من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ونواب سابقين، كما أصدر عدد من الكتب منها "مصادر الفكر الاقتصادي العربي في العراق".
ووثق العدد الجديد من الدورية الصادرة عن الجمعية، وقائع حفل التأبين الذي نظمته بحضور أصدقاء وتلاميذ حسيب، حيث أكد الدكتور جودة عبد الخالق عضو الجمعية، والخبير الاقتصادي، إن حسيب رحل رافعا رايته، حيث كان دائما رافعا الراية رغم كل الظروف، ولم يشأ أن ينسحب من الميدان ابدا حيث كان مقاتلا، مضيفا أنه كان دائما صاحب رسالة اعطته طاقة متجددة للانطلاق رغم كل المعوقات، وكونه لم يكن صاحب مصلحة جعل حساباته من نوع مختلف.
من جانبه، قال الدكتور عاطف قبرصي عضو الجمعية، إن حسيب أمن بالعلم، والبحث العلمي كطريق للتقدم، والنهضة وحصانة الأمة، مؤكدا أنه لم يألوا جهدا على جمع الباحثين والعلماء دون أي مجاملة أو مفاضلة من أحد، إلا بما يقدمه من علم وبحث، وتفان في خدمة القضية التي أمن بها أنها تساوي وجوده على هذه الأرض.