خطاب موسيفينى يؤرق تل أبيب

آخر تحديث: الأربعاء 6 يوليه 2016 - 2:32 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد هشام:

• الرئيس الأوغندى يتحدث عن فلسطين فقط فى حضور نتنياهو.. ومحلل يتوقع نجاح كينياتا فى إقناع الأفارقة باحتضان إسرائيل

سلطت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، اليوم، الضوء على ما قالت إنه «زلة لسان صارخة» ارتكبها الرئيس الأوغندى، يوفيرى موسيفينى، حينما «خلط بين إسرائيل وفلسطين» خلال الخطاب الذى ألقاه بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بمناسبة الذكرى الـ40 لعملية «عنتيبى» بأوغندا.

وقال موسيفينى: إن «الحادث المؤسف الذى وقع قبل 40 عاما، تحول إلى رابط آخر يربط فلسطين بأفريقيا»، مضيفا «قلت إنه رابط آخر بين أفريقيا وفلسطين لأن هناك أحداثا سابقة تربط بينهما».

ووفقا لبعض التقارير، حسب المجلة، قطعت محطات الإذاعة الإسرائيلية بث خطاب موسيفينى بعد إشاراته المتكررة إلى فلسطين، فى حين أن نتنياهو الذى كان يجلس بجانب الرئيس الأوغندى أثناء إدلائه بالخطاب، لم يحرك ساكنا.

وتداولت تقارير إعلامية تغريدة للمتحدث باسم الرئيس الأوغندى، لاوفونو أوبوندو، على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أكد فيها أن الرئيس لم يقع فى خلط على الإطلاق، جاء فيها إن «كل مكان من تلك الأرض كانت فى الأصل المعروف باسم فلسطين، لذا فإشارة موسيفينى ليست خاطئة»، غير أن تلك التغريدة تم حجبها بعد فترة قليلة من نشرها.

ورأت المجلة أن تلك الزلة لا يبدو أنها تعرقل زيارة نتنياهو التاريخية إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهى الأولى لرئيس وزراء إسرائيلى منذ ثلاثة عقود.

وتتسم جولة نتنياهو طابعا دبلوماسيا قبل أى شىء آخر، مع إن الطابع الاقتصادى لم يكن بعيدا، إذ يرافقه وفد يضم 80 شخصا من رجال الأعمال. وقد وقع نتنياهو اتفاقات مع الرئيس الكينى، أوهرو كينياتا شملت مجالات المياه والصحة والهجرة.

إلى ذلك، أفادت صحيفة «جوريزاليم بوست» الإسرائيلية، اليوم، بأن نتنياهو صرح لمرافقيه بأنه يعتزم زيارة كازاخستان، وربما أذربيجان، بحلول نهاية العام الحالى. وقالت الصحيفة إن كلاهما دول إسلامية ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، فهما أكبر مصدرى النفط لتل أبيب، كما تشترك أذربيجان فى الحدود مع إيران، مضيفة أن «الأهم حاليا، أن كازاخستان ستصبح عضوا غير دائم فى مجلس الأمن بدء من يناير 2017».

ويواصل نتنياهو جولته «التاريخية» التى تشمل 4 دول أفريقية، والجريدة ماثلة للطبع، حيث من المقرر أن يصل إلى رواندا فى زيارة تستغرق 8 ساعات ثم يختتم جولته بزيارة إثيوبيا والتى ستستغرق 36 ساعة.

ورحبت إسرائيل فى بيان بتعهد رؤساء الدول الأفريقية الذين التقوا نتنياهو، الاثنين الماضى، بـ«إعادة إسرائيل كدولة مراقب إلى الاتحاد الأفريقى». وظلت تل أبيب عضوا مراقبا فى منظمة الوحدة الأفريقية حتى عام 2002، عندما تم استبدال المنظمة بالاتحاد الافريقى.

بدوره، توقع الخبير الأمنى الكينى، مونو نزاو، أن ينجح الرئيس كينياتا فى إقناع القادة الأفارقة باحتضان إسرائيل، قائلا إن «إسرائيل حاولت الانفتاح والتعامل مع مشاكلها وجيرانها، وهذا لاقى قبولا جيدا فى أفريقيا»، حسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.

من جانبه، قال أنجلو ايزاما، مدير مركز أبحاث بأوغندا إن «إسرائيل كانت فى مهمة لإصلاح صورتها عالميا وبشكل أكثر تحديدا فى إطار الأمم المتحدة حيث تدعم المجموعة الأفريقية على مدى عقود وحتى الأن القضية الفلسطينية، وتصوت بشكل عام من أجلها»، بحسب صحيفة «ناشيونال بوست» الأمريكية.

وأضاف ايزاما أنه «نظرا لكون أوغندا حليف رئيسى للولايات المتحدة فيما يتعلق بالأمن الإقليمى، فإنها تبدو حليفا جذابا لتل أبيب أيضا». وتابع: «واشنطن ترى فى نظام الرئيس موسيفينى قوة إقليمية مهيمنة، ومفتاح لأمن المنطقة ككل، حيث تشارك أوغندا فى مكافحة الإرهاب فى الصومال، كما أن إنفاقها كبير على المعدات الأمنية والأسلحة، ما يعد سببا آخر لزيارة نتنياهو».

وقبل 40 عاما، قدمت كينيا مساعدة لإسرائيل عام 1976 خلال عملية نفذتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية فى مطار عنتيبى بأوغندا لإطلاق سراح ركاب طائرة إسرائيلية خطفها مسلحون ألمان وفلسطينيون بينما كانت تقوم برحلة بين تل أبيب وباريس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved