فضيحة الموساد الجديدة: استعادة ساعة إيلي كوهين.. «شراء من مزاد»
آخر تحديث: الجمعة 6 يوليه 2018 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة
كشفت كل من أرملة ونجلة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سوريا عام 1965، أن عملية استعادة ساعة اليد التى كان يرتديها، لم تكن سوى عملية شراء عادية في مزاد أحد مواقع التسوق على الإنترنت، وذلك في فضيحة كبرى بعدما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي العملية بأنها عملية خاصة نفذها عناصر الموساد بحزم وشجاعة.
وكان الموساد الإسرائيلي، قد أعلن مساء أمس الخميس، أنه أعاد في عملية خاصة، نفذها مؤخرًا، ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أعدم في سوريا عام 1965.
وجاء الكشف عن تفاصيل "عملية الموساد الخاصة" (الاشتراك في مزاد تسوق)، في تصريحات أدلت بها أرملة كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث قالت: "لقد أخبرنا الموساد قبل بضعة أشهر بأنهم وصلوا إلى ساعة كوهين التي كانت على وشك أن تباع"، وفقا لما نقله موقع "عرب 48" الإخباري.
وأضافت: "لا نعرف أين، في أي مكان، وفي أي بلد. بعد ذلك أبلغونا أنهم حصلوا عليها، بالطبع قام الموساد بشرائها".
كما أشارت ابنة كوهين في حديث لها عبر إذاعة "إف أم 103"، إلى الطريقة التي استعاد من خلالها الموساد الساعة، وقالت: "لا أعلم إذا ما كان سمح بنشر ذلك، لكن الساعة كانت معروضة للبيع في دولة معادية وتم شراؤها عبر الإنترنت".
وأضافت أن "شخصًا ما توجه للموساد وأكد ان لديه الساعة، الموساد أجروا الدراسات والاختبارات اللازمة للتاكد من كونها ساعة كوهين، وبعد ذلك قاموا بشرائها".
وما أن أعلن الموساد عن استعادة الساعة، حتى أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيانًا يهنئ من خلاله عناصر الموساد على ما اعتبره "عملهم الحازم والشجاع الذي أعاد إلى إسرائيل تذكارا من مقاتل عظيم قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل"، على حد قوله.
بدوره، قال رئيس الموساد يوسي كوهين: "لن ننسى إيلي كوهين أبدا. نحن على اتصال دائم مع زوجته وعائلته. إيلي ارتدى ساعة اليد هذه في سوريا حتى اليوم الذى تم إلقاء القبض عليه وكانت الساعة جزء من هويته العربية المزيفة".
وبحسب الموساد، ارتدى كوهين الساعة حتى لحظة إعدامه في دمشق في 18 مايو 1965.
وأشار إلى أن الساعة تم الاحتفاظ بها في "دولة معادية" (لم يحددها)، وأن الموساد نفذ عملية خاصة لإعادتها.
وتابع أنه بعد استعادة الساعة، أجرى اختبارات دقيقة في وحدة البحث والمخابرات التابعة للموساد، وتأكد أن الساعة هي نفسها التي ارتداها كوهين طوال فترة مكوثه في سوريا، واعتبرت جزءًا من شخصيته "العربية" المزيفة هناك.
وسلم الموساد الساعة التي تم عرضها مؤخرًا في المتحف الخاص بعناصر الموساد، إلى عائلة الجاسوس الإسرائيلي.
تجدر الإشارة، إلى أن كوهين ولد في مصر، وطرد من هناك عام 1957، فهاجر إلى إسرائيل. وفي عام 1959 تم تجنيده للوحدة 188 في دائرة المخابرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت تعمل على تجنيد عملاء وجمع معلومات ومهمات خاصة في دول تعتبرها إسرائيل معادية لها.
وفي عام 1961 أرسل إلى الأرجنتين لتوفير غطاء له بمزاعم أنه أرجنتيني من أصل سوري باسم كمال أمين ثابت. وفي نهاية العام نفسه أرسل إلى أوروبا كممثل لشركة بلجيكية ليتم إرساله إلى سوريا.
وفي يناير 1962، وصل كوهين للمرة الأولى إلى سوريا، وسكن في دمشق. وأنشأ علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في النظام السوري في تلك الفترة، وتمكن من الحصول على معلومات مخابراتية خاصة حول الجيش السوري ونشاطه، وعن هضبة الجولان، وعملية اتخاذ القرار من قبل النظام. وفي عام 1963 نقلت الوحدة التي كان يعمل فيها من المخابرات العسكرية إلى الموساد.
وفي يناير من العام 1965 اقتحمت قوات الأمن السورية شقة كوهين في دمشق، وتم اعتقاله بينما كان يبث معلومات مخابراتية لإسرائيل. وبعد شهرين قدم للمحاكمة، وصدر الحكم بإعدامه شنقا، ونفذ الحكم في الثامن عشر من مايو من العام ذاته.
وعرضت قضية استعادة رفاته في جولات المفاوضات في التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك خلال المفاوضات بين إسرائيل وسوريا في فترة رئاسة إيهود أولمرت للحكومة الإسرائيلية خلال عامى 2007و 2008.