السعودية تدعم نشر قوات دولية في غزة.. وفصائل فلسطينية ترد

آخر تحديث: السبت 6 يوليه 2024 - 10:08 م بتوقيت القاهرة

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في وقت متأخر، إن المملكة تدعم نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي، مهمتها دعم السلطة الفلسطينية.

وأضاف وزير الخارجية السعودي، في جلسة نقاش خلال اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مدريد، تحت عنوان "الحروب وحروب الظل: ما هي خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط؟"، أن "السلطة الفلسطينية يمكنها تولي المسؤولية، وهم لديهم أشخاص يستطيعون تحمل هذه المسؤولية، خصوصا في مجال الخدمات المدنية"، لكنهم بحاجة إلى دعم من القوات الدولية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنه "من المهم أن يكون الوضع الأمني في غزة تحت السيطرة من قبل جهات يمكن الثقة بها، كما نتفق جميعا".

وبحسب وزارة الخارجية السعودية، فقد تناولت الجلسة مستجدات الوضع المأساوي في قطاع غزة، وأهمية مواصلة الجهود الدولية للوقف الفوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.

وأكد بن فرحان خلال الجلسة أهمية مواصلة العمل للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن "غالبية المجتمع الدولي تتفق على أن الحل الدائم والعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين، إلا أنها تقف مكتوفة الأيدي أمام الأمور التي قد تقوّض حل الدولتين، كاستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان".

وأضاف وزير الخارجية السعودية أن "ما تقوم به الدول الأوروبية، ومنها إسبانيا، من دعم لعملية السلام والدفع باتجاه حل الدولتين، مهم جداً، وإن أقل ما يمكن أن تقوم به الدول الأوروبية هو إدانة عدم التزام إسرائيل بتعهداتها، ثم اتخاذ خطوات أكثر صرامة، مثل فرض عقوبات على بعض المسؤولين الذين ينتهكون حقوق الإنسان"، مؤكدًا أن "للشعب الفلسطيني الحق الكامل في تقرير مصيره، وهم كشعب يستحقون دولة مستقلة مُعترفاً بها دولياً".

وبخصوص الحديث عن نشر قوات دولية في غزة، أصدرت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بيانا، على قناتها في تليغرام، أكدت فيه رفضها لـ"أي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوُز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر".

وأضاف البيان "إن إدارة قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الفاشي هي شأن فلسطيني خالص، يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه، وهو لن يسمح بأي وصاية، أو بفرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكِزة على حقه الخالص في نيل حريّته وتقرير مصيره".

ودعت "حماس" الدول العربية والإسلامية كافّة إلى "الضغط لوقف حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني، وتقديم كل سبل الدعم والإسناد له في معركته التي يدافع من خلالها عن وجوده على أرضه، والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا وأرضه والمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تعيث بها عصابات الإجرام الاستيطاني الفاشي فساداً".

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية، في بيان، إنها ترفض "نشر أي قوات دولية في غزة، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني هو الذي سيقرر مستقبل القطاع أو شكل الحكم فيه".

وشددت الجبهة على أن "الشعب الفلسطيني هو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد مستقبل وشكل السلطة الحاكمة في قطاع غزة، وتعتبر أي محاولة لنشر قوات دولية في غزة، سواء بقرارٍ أممي أو بدونه، بمثابة محاولة لفرض وصاية أو احتلال جديد للقطاع، وهو أمر لن يقبله الشعب الفلسطيني بأي حالٍ من الأحوال".

وتابعت: "ترى الجبهة أن الجهود العربية والدولية يجب أن تنصب على القضايا الجوهرية التي تهم الشعب الفلسطيني، وهي وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، وكسر الحصار الجائر المفروض على القطاع منذ سنوات". وشددت الجبهة على أن الشعب الفلسطيني والمقاومة "سيتصديان بقوة لأي ترتيبات أو مخططات دولية تجري من وراء ظهر الشعب الفلسطيني، وبدون مشاركته الفعلية والفاعلة، أو أي محاولات لاستبدال الاحتلال بقوات دولية".

وكانت السعودية قد أسقطت مساعدات غذائية نوعية جوا على قطاع غزة بالتعاون مع الأردن، لكسر إغلاق قوات الجيش الإسرائيلي المعابر الحدودية.

وأوضح المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن السعودية قامت بعملية الإسقاط بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية، والقوات المسلحة الأردنية "الجيش العربي"، بحسب وكالة الأنباء السعودية واس.

وقال الربيعة إنه نظرا لتعذر إدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين في القطاع عبر المعابر الحدودية، قدمت المملكة للأردن مظلات وشبكات مخصصة لعمليات الإنزال الجوي لمساعدات تزن 30 طنا.

وأشار إلى أن المواد الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة تتميز بأنها صالحة للاستخدام المباشر دون الحاجة إلى مواقد لتسخينها.

وفي وقت سابق، دشنت السعودية جسرا جويا وصل منه حتى الآن 54 طائرة، وجسرا بحريا وصل منه حتى اليوم 8 بواخر، وتم تسليم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة 20 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الوسائل الإسعافية، و30 من المولدات الكهربائية و 10 صهاريج مياه، إلى جانب عبور أكثر من 500 قافلة من خلال معبر رفح الحدودي حتى الآن.

وبلغ حجم المساعدات العينية التي قدمها المركز لقطاع غزة أكثر من 6.546 طناً من المواد الإغاثية المتنوعة ، كما أن المركز وقع 5 اتفاقيات مع عدة منظمات أممية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة بقيمة إجمالية تبلغ 80 مليونا و750 ألف دولار أمريكي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved