عام على حرب غزة.. تصاعد الصراع الإقليمي واستمرار القتال دون أفق لنهاية

آخر تحديث: الأحد 6 أكتوبر 2024 - 11:31 ص بتوقيت القاهرة

مع حلول الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، لا تبدو أن الحرب التي تخوضها إسرائيل على غزة في طريقها إلى النهاية، فقد اتخذ الصراع مسارات أكثر تعقيداً، جعلت احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أقل ترجيحاً من أي وقت مضى.


وعلى الرغم من المحاولات المتكررة من جانب الدبلوماسيين الأميركيين والمصريين والقطريين للتفاوض على وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الاسرائليين، فإن الصراع في غزة لا زال دون حل، وهو الآن ينتشر في مختلف أنحاء المنطقة.

وخلفت حرب غزة، ندوباً سياسية وأمنية عميقة، وأشعلت فتيل الصراع في مناطق أخرى، وباتت أصداؤها تتردد في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وعانى قطاع غزة، من دمار واسع النطاق، وتضررت بنيته التحتية بشدة، وتوسعت دوائر النزوح. ومنذ بدء الحرب، لقي أكثر من 41 ألف فلسطيني حتفه.

ووصل الوضع الإنساني في غزة إلى مستويات كارثية، حيث يواجه سكان غزة نقصاً هائلاً في الغذاء وانتشار الأمراض وتشريد 1.9 مليون شخص من منازلهم.

وعلى مدار عام، فشلت إسرائيل و"حماس" في ​​التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، في حين يتزايد خطر اندلاع صراع إقليمي كامل، مع تبادل الضربات بين إسرائيل و"حزب الله" من جهة، وإيران من جهة أخرى. وعلاوة على ذلك، توسع إسرائيل حربها لتشمل جبهات متعددة في سوريا والعراق واليمن، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

وحققت الولايات المتحدة وقطر ومصر نجاحاً في نوفمبر 2023 في تأمين وقف مؤقت لإطلاق النار وتحرير بعض الأسرى، ولكن منذ ذلك الحين استمر الصراع دون هوادة، مما ترك المنطقة في حالة هشة من عدم اليقين، ويتجه ببطء نحو احتمال اندلاع صراع إقليمي أوسع، في ظل استعداد إسرائيل لشن هجوم جديد على إيران.

**هل تحقق هدف تدمير "حماس"؟


رداً على هجوم 7 أكتوبر، أعلنت إسرائيل الحرب، وأطلقت عملية "السيوف الحديدية"، وضربت ما تقول إنها أهداف لحماس و"الجهاد الإسلامي" في غزة. كما أغلقت خطوط إمداد الضروريات الأساسية لسكان غزة، بما في ذلك الوقود والمياه.

وفي الفترة ما بين 7 و12 أكتوبر، أسقطت إسرائيل 6 آلاف قنبلة على المنطقة المأهولة بالسكان بكثافة، وهو ما يعادل العدد الإجمالي للغارات الجوية على غزة خلال الصراع بين غزة وإسرائيل في عام 2014 بأكمله، والذي استمر 50 يوماً.

وفي أعقاب هذا الهجوم غير المسبوق، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدف الحرب هو "تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس". وقال: "إذا كنت تريد السلام، دمر حماس. إذا كنت تريد الأمن، دمر حماس. إذا كنت تريد مستقبلاً لإسرائيل والفلسطينيين والشرق الأوسط، دمر حماس".


ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة القضاء على "حماس" بالكامل.

ونجحت إسرائيل في استهداف العديد من قيادات "حماس"، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في طهران، ولكن سرعان ما تم استبداله بيحيى السنوار، قائد الحركة في غزة، ومهندس هجوم السابع من أكتوبر.


وبعد مرور عام على الحرب، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن 60% من مقاتلي "حماس"، لقوا مصرعهم أو جُرحوا. وهو ما يشير إلى أن إسرائيل لم تقترب بعد من تحقيق أهدافها للحرب، وفق محللين تحدثوا إلى "الشرق".

وقد تساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن ما إذا كان أي شخص يعتقد أنه من الممكن تدمير "حماس" تماماً، وأنه إذا حافظت إسرائيل على هذا الهدف، فإن الحرب ستستغرق 10 سنوات.


وأظهرت نتائج استطلاع لمركز القدس للإعلام والاتصال JMCC، ارتفاع نسبة من يرون أن هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل، يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية.


ووفقاً للاستطلاع، فإن النسبة التي ترى أن الهجوم يخدم المصلحة الوطنية، ارتفعت من 39.6% في مايو الماضي، إلى 45% في سبتمبر، لكن في المقابل انخفضت نسبة الذين يرون أن هذا الهجوم أضر بمصلحة الشعب الفلسطيني من 30.2% في مايو الماضي، إلى 24.5%، علماً بأن 20.1% قالوا إنه لن يضر ولن يخدم المصلحة الوطنية.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في مارس الماضي، أن 71% من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يعتقدون أن "حماس" كانت محقة في شن هجمات السابع من أكتوبر، وأن ما يقرب من ثلثيهم يعتقدون أن "حماس" ستخرج منتصرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved