قمة المناخ.. ما القضية المُلحة على طاولة نقاشات cop 27؟

آخر تحديث: الأحد 6 نوفمبر 2022 - 10:43 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تنطلق اليوم، قمة المناخ "cop 27" على أرض مصر، حيث تستضيف مدينة شرم الشيخ مئات الضيوف من دول مختلفة حول العالم، وتتوجه أنظار المتخصصون والأكاديميون ونشطاء وقادة المناخ نحو هذا المؤتمر الضروري في ظل التغيرات المناخية السريعة على الكوكب.

تقول بيثاني تيتجين، باحثة في مجال التكيف مع المناخ بجامعة تافتس الأمريكية: "قد تسمع عبارة خسارة وأضرار في الأسابيع المقبلة كثيراً بينما يلتقي قادة الحكومة في مصر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، وهي عبارة تشير إلى التكاليف الاقتصادية والمادية التي تواجهها البلدان النامية من آثار تغير المناخ، على الرغم من مساهمتها الضئيلة في هذا التغير ومع ذلك فهي تعاني من موجات الحر الشديدة والفيضانات والكوارث الأخرى، لذلك إنهم يريدون من الدول الأكثر ثراءً والتي كانت من الناحية التاريخية أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري أن تدفع ثمن الضرر"، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن" .

ولكون تيتجين متخصصة في مجال التكيف مع المناخ اهتمت في كثير من كتابتها بالتركيز على النقاط الأبرز لدى الدول النامية التي تحتاج للتذكير بها في مثل هذه الأنشطة المناخية الكبرى.

ومن الأمثلة القوية على الدول التي تعاني من أضرار التغيرات المناخية باكستان، حيث غمرت الأمطار الغزيرة في أعقاب موجة حر ذوبان الجليد ما يقرب من ثلث البلاد في صيف عام 2022، وحولت الفيضانات الحقول الزراعية في باكستان إلى بحيرات بعرض أميال تقطعت بها السبل في المجتمعات المحلية لأسابيع، ومات أكثر من 1700 شخص، وفقد الملايين منازلهم وسبل عيشهم وغرق أكثر من 4 ملايين فدان من المحاصيل والبساتين، وكذلك الماشية، وتبع ذلك زيادة في حالات الإصابة بالملاريا حيث يتكاثر البعوض في المياه الراكدة.

على الرغم من أن باكستان تساهم بنحو 1% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية التي تؤدي إلى تغير المناخ، لكن الغازات لا تبقى داخل الحدود الوطنية وتؤثر في أي مكان على المناخ العالمي، على حد قول تيتجين، وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ ربما أدى إلى زيادة كثافة هطول الأمطار في باكستان بنسبة تصل إلى 50%.

ذكرت أيضاً أنه لطالما كانت مسألة مدفوعات الخسائر والأضرار نقطة مفاوضات طويلة الأمد في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، والتي تُعقد كل عام تقريبًا منذ عام 1995، ولكن لم يكن هناك تقدم يُذكر نحو تضمين آلية مالية لهذه المدفوعات في اتفاقيات المناخ الدولية، وتتطلع العديد من البلدان النامية إلى مؤتمر هذا العام COP27 باعتباره لحظة حاسمة لإحراز تقدم في إنشاء تلك الآلية الرسمية.

وقالت إنه مع استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا العام، فليس من المستغرب أن يحتل الحديث عن "الخسائر والأضرار" مركز الصدارة لأن البلدان في إفريقيا من المناطق الأكثر تضررًا على الرقم من أن أقل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تُنتج لديها.

تؤكد مصر على حاجة الدول ذات الموارد والثروات الأكبر لتحقيق المزيد من التقدم في تقديم الدعم المالي لكل من التكيف مع "الخسارة والأضرار" للدول الأكثر فقرًا، بحسب الموقع الرسمي لـcop27.

علقت تيتجين في نهاية تقريرها: "الحديث عن الخسائر والأضرار هو في جوهره حول معنى الإنصاف، لماذا يجب على الدول التي لم تفعل شيئًا يذكر في هذه التغيرات وفي الاحتباس الحراري أن تكون مسؤولة عن الضرر الناتج عن انبعاثات الدول الغنية".

في مؤتمر COP26 الذي عقد في عام 2021 في جلاسكو بإسكتلندا، أحرز المفاوضون تقدمًا في بعض القضايا الرئيسية، مثل أهداف أقوى للانبعاثات والتعهدات بمضاعفة تمويل التكيف للبلدان النامية، لكن في ذات الوقت مثلت خيبة أمل للمدافعين الذين حاولوا إنشاء آلية مالية للدول الأكثر ثراء لتوفير للبلدان النامية، ولم يتحقق ذلك.

وبالإضافة إلى التزام مصر بالتركيز على تمويل التكيف مع "الخسارة والأضرار" تكون نقطة وجود آلية للتمويل على طاولة النقاش هذا العام، وفقاً لمقتضيات الضرورة وما ارتبط بنقاشات القمة السابقة.

وهناك عنصران من عناصر إحجام البلدان المتقدمة عن إضفاء الطابع الرسمي على الآلية المالية، وهما كيفية تحديد البلدان أو المجتمعات المؤهلة للتعويض وما هي حدود هذه الآلية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved