رئيس مجلس الإمارات للإفتاء يطالب قادة الديانات بنشر القيم وإبعاد شبح الحروب والفتن
آخر تحديث: الخميس 6 ديسمبر 2018 - 4:13 م بتوقيت القاهرة
الإمارات - أ ش أ:
طالب الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، المنعقد في أبو ظبي حاليا، قادة الديانات أن يبرهنوا على فعالية أفضل وانخراط أكبر لهموم المجتمعات البشرية لإعادة الرشد وإبعاد شبح الحروب والفتن المهلكة، من خلال دور الدين بتجنب أي تفرقة وتمزيق لنسيج الشعوب.
كما طالب الشيخ بن بيه، في كلمته أمام المنتدى، اليوم الخميس، بمشاركة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي، بوضع خارطة طريق لتفعيل المشتركات الإنسانية والأخلاقية للأديان لأن ذلك يمثل أفضل ردا على المتطرفين من كل الاتجاهات الذين يسعون لإشعال الحروب والفتن ويبثون روح الكراهية.
وقال: "لكي نقدم خير برهان على أن الأخلاق الدينية قادرة من جديد على أن ترشد العالم إلى سبيل الخلاص من مشكلاته العضالية في هذه الدنيا، والتي منها الظلم والجهل والتعصب والحروب والإرهاب، والتهديد بالحروب النووية والكيماوية والإبادة، لتحل محل ذلك روح الإخوة والعدل وحب الإنسانية والمصالحة والتسويات بالحسنى؛ لأن الدين بذلك يوفر مناخا للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية".
وأشار إلى أهمية "حلف فضول" جديد يتضمن تلك القيم و يبرهن عمليا، على أن الدين يمكن ويجب أن يكون قوة بناء ونماء ووئام وإطفاء للحريق، يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرّق، ويعمّر ولا يدمّر، وفق تعبيره.
وتسائل الشيخ ابن بيه: "لماذا نحن اليوم في حاجة إلى حلف فضول جديد؟"، مبينا أن "الحلف" ليس نوعا من العسكرة أو الاستعداد لاستعمال القوة، بل حلف فضيلة وتحالف قيم مشتركة، يسعى أصحابها إلى تمثُّل هذه القيم في علاقاتهم، وإلى الدعوة إلى نشرها وامتثالها في حياة الناس؛ وسبيلها تقديم النموذج، والمعبر عنها هو الحوار والإقناع، وغايتها حسن التعايش بين البشر في ظل سلام لا يحميه السلاح، ولكن تحميه الأخلاق وقيم التسامح والعدل والمحبّة واحترام الإنسانية.
وقال الشيخ بن بية إن الدعوة إلى تحالف القيم الأخلاقية والإنسانية مهم في هذه المرحلة من التاريخ، ليس فقط لوجود سوء فهم تاريخي لم تستطع لغة الاتصالات ووسائل المواصلات أن تمحوه من الذاكرة، بل كذلك لما أضيف إليه من أعمال مأساوية وعبثية في نفس الوقت يقوم بها أشخاص يتلبسون بلبوس الدين دون أي توكيل من سلطة دينية أو زمنية، وضعتنا أمام فشل حضاري، خاصة في وقت أصبح الإرهاب بنجاحة أساليبه وقوة استقطابه يضع تحديا وجوديا أمام كلّ محبي السلام، ويفرض حتمية العمل المشترك لوضع خطط متكاملة أكثر نجاعة وأسرع وتيرة لاجتثاث التطرف والإرهاب من جذوره.
وأشار إلى مسئولية رجال الدين ليتصدوا لدعوى إن الديانات جميعها صارت اليوم في قفص الاتهام، حيث يعتبرها البعض المسئولة عن العنف والحروب، وأن عليهم تفنيد ذلك قولا وعملا، لبيان أن الإنسان الذي يفسر الدين تفسيرا خاطئا أو يستنجد به يسخره لأغراضه، ولكن الدين يدعو للتسامح والرحمة.
وأكد أن الهدف من "حلف فضول" جديد هو صناعة جبهة من رجال الدين للدعوة إلى السلام ورفض استغلال الدين في النزاعات والحروب، كما أنه يحمّل رجال الدين عبئا فيما يتعلق بكل ديانة لمعالجة التطرف والغلو، وبناء الجسور بينها على أسس صلبة ودعائم قوية قابلة للاستمرار والاستقرار، بل للازدهار ولإعلان الانتصار على الشر من خلال آليات عملية تضمن انخراط أكبر عدد ممكن من رجال الدين في خطوات عملية ميدانية تتيح لهم نشر روح الأخوة ضمن أتباعهم ومجتمعاتهم، ودعوتهم إلى تجاوز العداوات ومشاعر الكراهية بكل أنواعها وأصنافها.