مصطفى الفقي: الهجوم على الأزهر يؤكد عظم دوره
آخر تحديث: السبت 7 فبراير 2015 - 9:49 م بتوقيت القاهرة
القاهرة – أ ِش أ
أكد الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي أن الهجوم على الأزهر يؤكد عظم دوره ، فهو أكبر مركز إسلامي سني في العالم ، وهو منفتح على كافة المذاهب الإسلامية.
وأشار إلى أن علماء الأزهر كانوا دائماً رواد الفكر والثقافة والتجديد ، كالإمام محمد عبده رائد الإصلاح ليس في الفكر الديني والاجتماعي فقط بل في الفكر الإنساني كله ، والشيخ رفاعة الطهطاوي ، وغيرهما من رواد التنوير من علماء الأزهر الشريف.
وأضاف الفقي ـ فى كلمته بندوة (من الإلحاد والتكفير .. إلى العنف والإرهاب)، التى ينظمها الأزهر ـ "إن فئة من المسلمين أصبحت تدعم مَن يشوه صورة الاسلام بحرق الأسرى وسبي النساء ، وهي مرحلة خطيرة في ديننا يجب أن نتنبه لها ، كما أن موجات الإلحاد شأنها شأن التطرف ، فكلاهما نقيض للإسلام المعتدل ، فالفضيلة هي وسط بين متناقضين هما الإلحاد وإنكار الذات الإلهية والتطرف والإرهاب".
وأكد أن تنظيم داعش هو صنيعة الغرب والقوى الشريرة التي تقف وراءهم وتقدم لهم الدعم والأسلحة ، وتستهدف هذه القوى الأزهر الشريف بالهجوم الدائم الذي يمثل الوسطية والاعتدال ، بهدف إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بالإسلام ، فالإسلام مستهدف أكثر من أي وقت مضى ، وهو دين السماحة ، فلقد قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ لجنازة رجل يهودي، وهو مَنْ قال " من آذى ذميا فقد آذاني" ، ولذا يجب على الجميع أن يعمل على دعم وتعزيز دور الأزهر الشريف لأنه هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر.
واستنكر الفقي ردة فعل صحيفة "شارل ايبدو" تجاه العالم الإسلامي الذي خرج ليستنكر الهجوم الذي تعرضت له هذه الصحيفة ، فردت الصحيفة على ذلك بنشر 8 ملايين نسخة مسيئة لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم.
من جهته ، قال الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر إن الأزهر الشريف أول مؤسسة فتحت ذراعيها لتعليم العلوم التطبيقية في العالم وقت أن كان يخيم الظلام على أوروبا كلها ، فإبن الهيثم كان يدرس العلوم التطبيقية في الجامع الأزهر ، وابن يونس المصري كان يعلم فيه الفلك.
وأضاف أن الأزهر احتضن تعليم المرأة حيث كانت تعقد به جلسات خاصة لتعليمها، وعندما بحث محمد علي عن من يعينه في نهضة مصر لم يجد إلا الأزهريين ليبعثهم إلى أوروبا، لا ليطلبوا علوم الدين لدكتور بل ليطلبوا علوم الدنيا؛ فأول من ابتعث لتعلم الطب والهندسة هم من الأزهر الشريف، ولا زال هذا الدور مستمرًا فالأزهر به 25 ألف أستاذ جامعي، منهم 9 آلاف أستاذ في مجال العلوم التطبيقية.
وردًا على أحد أسئلة الحضور ، نفى نائب رئيس جامعة الإزهر أن يكون الأزهر قد اختُرق من الفكر المتشدد ، وقال إن من يقود العنف والإرهاب اليوم هم من غير خريجي الأزهر ، ورغم ذلك يحاول البعض أن يلصق تهمة الإرهاب بالأزهر الشريف ، مستهجنًا ما فعله تنظيم داعش من حرق للطيار الأردني باسم الإسلام ، فالله عز وجل عاتب نبيًا من الأنبياء بسبب حرقه لقرية من النمل ، ونهى الإسلام عن ذبح الحيوانات أمام بعضها البعض.
وقال الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر إن البعض يحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام فلم تعد تذكر كلمة إرهاب إلا وتتوجه أصابع الاتهام إلى الإسلام، وقد عمق هذه الصورة ما ترتكبه بعض الجماعات من أعمال إرهابية باسم الإسلام، رغم أن هذه الصورة لا تعكس الحقيقة.
وأكد أن من أنتج الإرهاب هو الإلحاد والكفر وليس الدين الإسلامي، ومن يمارسون الاعمال الإرهابية باسم الدين هم ينفذون أجندة الإلحاد، والدين بريء منهم ومن أعمالهم الإرهابية.
وردًا على سؤال حول تأخر انطلاق قناة الأزهر ، قال الدكتور مهنا إن انطلاق القناة يحتاج إلى إعداد مسبق وجهد كبير وتمويل ضخم، خاصة أن هناك قنوات كانت الأموال تنهال عليها لبث الفكر المتطرف، كما أن هناك العديد من المراكز الإسلامية في الغرب تتدفق عليها الأموال لنشر هذا الفكر، إضافة إلى تمويل طباعة الكتب الفاخرة، وغيرها من الوسائل، وهو ما يحتاج منا إلى إعداد كبير قبل انطلاق قناة الأزهر لمواجهة هذا الفكر المتشدد.