أم كلثوم ومن معها.. تأريخ المسيرة الكلثومية من زاوية الشعر والألحان

آخر تحديث: الجمعة 7 مارس 2025 - 6:48 م بتوقيت القاهرة

محمود عماد

الست ثومة الأسطورة الخالدة، والصوت الغنائى الأكثر تأثيرًا فى القرن العشرين، ثومة مطربة من نوع فريد ليست مثل الجميع، بل هى حالة خاصة حالة مدهشة بكل تفاصيلها هى تاج الغناء المؤسسة الموسيقية، بل هى مؤسسة متفردة منفصلة بذاتها، إنها فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى، أو بمعنى آخر كوكب الشرق الست أم كلثوم.
حياة ومسيرة أم كلثوم الغنائية هى شىء لافت للأنظار وللتأمل والدراسة سواء أكانت فى حياتها الشخصية، أو فى مسيرتها الفنية الغنائية الطويلة، ولكن فى مثل حالة ثومة تختلط الحياة الشخصية بالمسيرة الفنية لأن الفن يسير حياة للفنان لا ينفصل عنها أو عنه، وهذا حدث مع أم كلثوم التى كانت حياتها كلها غناء وموسيقى وفن.

تعددت الكتب، الروايات، الدراسات، المسلسلات التليفزيونية، وغيرها التى تطرقت إلى حياة أم كلثوم الشخصية، أو مسيرتها الفنية الغنائية، ولكن الكاتب الدكتور إبراهيم شكرى اختار فى كتابه الأحدث «أم كلثوم ومن معها.. أبيات وألحان»، والصادر عن دار الشروق، والتحليل الموسيقى والصياغة الأدبية للفنان أحمد صالح، أن يغرد خارج السرب ويبحث فى دراسة موسيقية جديدة عن الأبيات التى تغنت بها الست، والألحان التى شدت بها ثومة، كتاب يكون أبطاله هم الشعراء كتاب أغانى أم كلثوم، ولحنوا الأغانى، الكتاب هنا عن الذين شاركوا كوكب الشرق صناعة الملحمة الغنائية للمؤسسة الكلثومية على حد وصف الكاتب فى القرن العشرين.

الكتاب يبدأ بأن ذلك الكتاب سيكون مغايرا للغاية عن بقية الكتب التى تناولت السيرة الكلثومية، فنحن هنا أمام كتاب ربما يكون متخصصا بعض الشىء، كتاب يحلل الأشعار والأبيات، ويهتم بالتحليل الدقيق للألحان الموسيقية، فيفند الكاتب المقامات الموسيقية المختلفة قبل الشروع فى رحلة التحليل، فنعرف مقام الراست، الحجاز وغيرها من المقامات المختلفة والمتنوعة، والتى ستفيد القارئ غير المتخصص فى قراءة الكتاب.

الكتاب مقسم إلى أربعة أقسام بالتصنيف التاريخى، فنشاهد فترة الأربعينيات، الخمسينيات، الستينيات، والسبعينيات، ويشرع الكاتب فى تحليل أهم الأغانى التى يراها فى تلك الحقب المختلفة، مطلقا على تلك الفترات بعض المسميات مثل اللمعان، الحصاد، مسك الختام، وغيرها.

نبدأ فى حقبة الأربعينيات لنرى أن أحد أهم أبطال هذا الكتاب هو الشاعر أحمد رامى، الشاعر التاريخى فى المؤسسة الكلثومية أكثر شاعر تغنت بكلماته السيدة أم كلثوم، والذى كان حاضرا فى كل حقبها المختلفة من البداية وحتى النهاية بأشعاره المختلفة، والتى أعطاه الكاتب ولأشعاره ولعلاقته بأم كلثوم صفحات كثيرة.

نرى أيضا الدور الكبير والفارق للموسيقار رياض السنباطى فى المسيرة الكلثومية، السنباطى ربما هو الموازى لأحمد رامى فى التلحين فهو الملحن الأكثر ظهورا فى مسيرة كوكب الشرق، وصنع تشاركية تاريخية مع أحمد رامى فى مسيرة أم كلثوم، وحتى عندما لحن بعيدا عن تلك التشاركية لشعراء آخرين أثبت تفوقه الكبير، والذى يتضح فى الكتاب.

نرى أيضا فى تلك الحقبة التركيز الكبير من الكاتب على علاقة أحمد رامى بأم كلثوم وعلى تأثير تلك المشاعر فى شعره الغنائى، وتأتى فى تلك الفترة ثلاثية الخصام، بأغانى «غلبت أصالح»، «ويا اللى كان يشجيك أنينى»، والتى لحنها جميعا رياض السنباطى، ونرى أيضا فى تلك الحقبة الظهور الجيد للملحن الكبير محمد القصبجى فى أغنية «رق الحبيب» وغيرها، والذى يملك بصمة مهمة فى مشوار أم كلثوم، كما نرى التشاركية الأخرى بين الشاعر بيرم التونسى والملحن زكريا أحمد.

فى حلقة الخمسينيات نرى استمرار تواجد أحمد رامى ورياض السنباطى وتشاركيتهم التى صنعت الرباعية البلاتينية، وهى «دليلى احتار»، «عودت عينى»، «هجرتك»، «حيرت قلبى».

فى حقبة الستينيات نرى ظهور اثنين من أهم الملحنين فى المسيرة الكلثومية، وهو بليغ حمدى، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ظهور بليغ حمدى بتجديده فى التلحين لأم كلثوم كان شيئا مهما فى أسطورة أم كلثوم بألحانه المختلفة مثل «سيرة الحب»، «حب إيه»، «فات الميعاد»، وغيرها، كما أن تلك الحقبة تبدأ فيها الثنائية العظيمة بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ثنائية تاريخية صنعت أغانى شديدة التميز مثل «أنت عمرى»، «أمل حياتى»، وغيرها، كما أن هذه الحقبة تحتوى على شعراء جدد فى المشهد الكلثومى مثل مرسى جميل عزيز، مأمون الشناوى، أحمد شفيق كامل، وعبد الوهاب محمد، كما أنه لا نستطيع أن نغفل ما ذكره الكتاب عن مداخلة الملحن محمد الموجى فى تلك الحقبة وستستمر تلك الأسماء التلحينية والكتابية مع أم كلثوم فى حقبة السبعينيات، أو مسك الختام، والتى هى الأخرى غنية بالكثير من الدرر الغنائية الكلثومية مثل «اسأل روحك»، «ودارت الأيام»، «الحب كله»، وغيرها.

الكتاب أيضا أولى اهتماما كبيرا بالقصائد التى غنتها أم كلثوم مثل قصائد أمير الشعراء أحمد شوقى «سلو كئوس الطلا»، «سلو قلبى»، «نهج البردة»، وغيرها والتى لحنها رياض السنباطى، أو رباعيات الخيام والتى لحنها السنباطى أيضا، وهنالك أيضا قصيدة الأطلال من أشعار أحمد ناجى، وألحان رياض السنباطى، وغيرهم الكثير

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved