وزير السياحة محمد يحيى راشد لـ«الشروق»: السياحة دخلت فى النفق المظلم.. ومتفائل بعودتها

آخر تحديث: السبت 7 مايو 2016 - 10:16 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ طاهر القطان:

- منظمو الرحلات الأجانب يضغطون على حكوماتهم لإنهاء حظر السفر إلى مصر

- فى رقبتنا 25 مليون مواطن يستفيدون من القطاع ويعتمدون عليه كمصدر أساسى لرزقهم

- لدينا مؤشرات قوية تؤكد رغبة سائحى العالم فى العودة لمصر.. وإذا لم نتطور لن نبيع غرفة واحدة

- ربط السياحة بالتعليم ضرورة.. ويجب تشجيع التلاميذ على تعلم اللغات الأجنبية والتعرف على الحضارات

- إنشاء موقع بـ14 لغة خلال 30 يومًا يشمل جميع المعلومات عن أماكن السياحة المصرية

أبدى وزير السياحة، محمد يحيى راشد، تفاؤله بعودة السياحة إلى مصر إلى معدلاتها الطبيعية قريبا، على الرغم من مرورها بأعنف أزمة فى تاريخها بل اقتراب دخولها من النفق المظلم، حسب تأكيده، بعدما أصبحت فى موقف محرج للغاية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء نهاية أكتوبر الماضى، الذى أدى إلى حالة انحسار سياحى لم يسبق له مثيل.

وأضاف الوزير فى حواره لـ«الشروق» أن لديه حلولا غير تقليدية لتخطى الأزمة التى كادت تعصف بالقطاع من جراء الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها جميع المنشآت السياحية، مشيرا إلى تركيزه على استعادة الحركة بمشاركة جميع العاملين فى القطاع أو المتطوعين القادرين على الإضافة.

ودعا راشد، جميع العاملين بالسياحة إلى الإيجابية والعمل الدءوب من أجل استعادة الحركة فى أسرع وقت ممكن، خصوصا أنه فى رقبتهم 25 مليون مواطن مستفيد يعتمدون عليها كمصدر أساسى للرزق.

وأكد الوزير إيمانه بأن العمل بروح الفريق وإنكار الذات هو إحدى أهم الوسائل لاستعادة السياحة المصرية لمكانتها اللائقة، مشيرا إلى أن لديه فريق عمل متميز للغاية يؤدى أفضل أداء ويتمتع بروح إيجابية كبيرة، قائلا: «لا أمتلك عصا سحرية للخروج من النفق المظلم الذى دخلت فيه السياحة المصرية رغما عنها بسبب ظروف خارجة عن إرادتها».

وبشأن عدم استفادة وزارة السياحة من العدد الهائل من الموظفين، أوضح الوزير أن عدد العاملين والموظفين فى قطاعات وزارة السياحة المختلفة يصل إلى 3500 شخص، مؤكدا حرصه على تأهيل وتطوير كل موظف بالوزارة والاستماع إلى كل وجهات النظر من أجل الاستفادة منها.

ولفت راشد إلى أن استعادة الحركة السياحية يتطلب وجود مقومات عديدة تنهض بالقطاع السياحى المصرى، ولذلك وضعت الوزارة خطة سريعة لتحقيق هذا الهدف أسميتها «خطة 6 فى 6» وهى عبارة عن 6 محاور للتحرك السريع خلال الأشهر الستة المقبلة.

وأردف: «لدينا مؤشرات ومقاييس قوية وإيجابية تؤكد رغبة سائحى العالم فى العودة إلى مصر والاستمتاع بمقوماتها الفريدة، وهو ما ظهر واضحا فى الضغوط التى يمارسها منظمو الرحلات الأجانب على حكوماتهم لإنهاء حظر السفر إلى مصر، وذلك يتطلب تحسين الصورة الذهنية للبلاد فى الخارج».

وناشد الوزير وسائل الإعلام بضرورة مساندة مصر والابتعاد عن الانقسام لأنه يضر بالسياحة، خصوصا أن العالم كله يحتاج إلى رسالة طمأنة وتفاؤل بأوضاع البلاد.

واستطرد: «سنبذل قصارى جهدنا حتى يستعيد القطاع معدلاته الطبيعية فى أقرب وقت ممكن، فالسياحة لن تتقدم وتعود لوضعها الطبيعى إلا بالعمل والتماسك بروح الفريق، لذا نؤكد أهمية وحدة الصف التى تساعد فى إظهار مصر فى أفضل صورها».

وشدد على أن روح الفريق فى الحكومة الحالية برئاسة المهندس شريف إسماعيل على أعلى مستوى، لأنها تسعى لبناء جيل أفضل فى مصر، معلقا: «إذا لم نبدأ من الآن فى تطوير العملية السياحية ومواكبة التطورات التكنولوجية سنقف محلك سر ولن نستطيع أن نبيع غرفة واحدة لأى سائح أجنبى».

ولفت راشد إلى أن صناعة السياحة شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا غير مسبوق مدعوما بالتطورات التكنولوجية المذهلة التى يشهدها العالم الآن، حيث إن الإقبال على الوسائل الإلكترونية هو السمة الغالبة لدى الكثيرين، خصوصا من الجيل الجديد الذى يمثل نحو 70% من حركة السياحة العالمية، فضلا عن أن 65 % من القوة الشرائية الموجودة فى العالم كله تحت سن الـ35 سنة، وهى عوامل ثابتة لا يمكن إغفالها بأى شكل من الأشكال.

وتابع: «الفترة المقبلة ستشهد تصميم مواقع إلكترونية للمدن السياحية المصرية مثل شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالى ومرسى علم، وكل الأماكن السياحية فى مصر، بحيث تكون المعلومات المتعلقة بهذه المدن على هذه المواقع الإلكترونية التى لابد أن تكون على مستوى عال جدا من الكفاءة والتقنية الحديثة، وهذا الأمر يمثل محورا مهما من محاور خطة استرداد السياحة المصرية».

وتابع الوزير: «أبحث حاليا مع وزير الاتصالات إنشاء موقع إلكترونى بـ14 لغة لدعم السياحة المصرية يشمل موقعا لكل مدينة سياحية، وتكون السرعة أول ميزة فيه ليصل إلى مئات الملايين فى ثوان معدودة، ومن المقرر الانتهاء من إنشائه الموقع خلال 30 يوما لمواكبة التطورات التكنولوجية، وحتى نستطيع منافسة جميع المقاصد السياحية العالمية التى أصبح الحجز الإلكترونى فيها هو السمة السائدة».

وأضاف أن «ميكنة السياحة أصبحت حتمية وهى الوسيلة الوحيدة للبقاء، لذا فإن خطة 6 فى 6 تركز على الدعم الإلكترونى لمنظومة السياحة، حيث يتم دعم الشركات حتى يصبح لها موقع إلكترونى، وسيتم تعليم وتدريب الموظفين على تشغيل الموقع، كما ستتبنى الوزارة فكرة تعليم العاملين فى المنشآت السياحية، وسيكون الموقع على اتصال بأى سائح يتفاعل معه لمدة 90 يوما، حيث سيقدم له أفكارا ومعلومات وعروضا عن مصر».

وحول أهمية وجود فاعليات بكل مدينة سياحية لجذب السائحين إليها، أشار راشد إلى أن الوزارة تحرص على إصدار أجندة لكل مدينة سياحية فى مصر تتضمن معلومات وصورا عن أهم المعالم والمزارات السياحية فى كل مدينة، وكذلك معلومات عن الفنادق والأنشطة الترفيهية المتوافرة بها.

وشدد وزير السياحة على أهمية ربط التعليم بالسياحة، بحيث تتضمن المناهج الدراسية معلومات وبيانات عن أهمية السياحة بالنسبة لمصر، وكذلك معلومات تعلم التلاميذ الصغار كيفية احترام السائح وتشجيعهم على تعلم اللغات الأجنبية والتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة وهو ما يساهم فى تنمية قدرات الطفل المصرى ويجعله أكثر وعيا وفهما، قائلا إنه «حان الوقت لمشاركة المجتمع المدنى فى دعم العاملين بالسياحة، وإعداد الطاقة البشرية اللازمة لهذه الصناعة حتى تستطيع الاستمرار فى المنافسة العالمية التى تتغير يوما بعد الآخر».

وحول مصير مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بعد قرار محكمة القضاء الإدارى حلها، أوضح الوزير أنه ملتزم بتطبيق القانون فى هذا الشأن بعد ما وصل إليه قرار الحل، ثم جاء الاستشكال بعده بساعات قليلة لوقف الحل، مشددا على أن القضاء هو الذى سيفصل فى هذا وذاك، واستدرك «علمت أن هناك قضية فى 8 مايو الحالى وأخرى فى 15 من الشهر نفسه، بعدها سيتم تحديد مصير مجلس إدارة غرفة شركات السياحة على الفور، إما الحل وإما البقاء».

وفيما يتعلق بضرورة الاهتمام بجودة الخدمات المقدمة للسائحين التى شهدت انخفاضا فى مستوى الخدمة نتيجة حالة الانحسار السياحى الذى شهدته الحركة الوافدة لمصر خلال الفترة الأخيرة، أكد الوزير أن الفترة المقبلة ستشهد رقابة صارمة لإحداث طفرة فى الخدمات المقدمة للسائحين، والتركيز على تدريب العاملين بجميع المنشآت الفندقية والسياحية، خصوصا أن الطاقة البشرية هى عماد الصناعة بل شريكة فيها، مشيرا إلى أن المنتج السياحى عانى خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير نتيجة ضعف الحركة الوافدة.

وحول تحويل الفنادق إلى مناطق «خضراء» باستخدام الطاقة النظيفة، قال إن الحكومة تدعم هذا الاتجاه، واستكمل «تأخرنا فى استخدام الطاقة البديلة، إلا أننا نسعى حاليا لتحويل فنادقنا لتكون صديقة للبيئة، والوزارة تسعى لتطبيق ذلك على 3 إلى 4 فنادق فى كل منطقة لتحويلهم من الطاقة التقليدية إلى الطاقة الشمسية أو الطاقة الخضراء، لتوضيح الفارق بين استخدام الطاقة البديلة وغيرها وما مدى الاستفادة منها».

وفيما يتعلق بالجدل المثار عن دعم الطيران العارض «الشارتر»، أكد وزير السياحة أن الدعم مستمر حتى نهاية نوفمبر المقبل، وأن الفترة المقبلة ستشهد إعادة تقييم منظومة الطيران الشارتر، حتى يكون أكثر إيجابية لدفع المنظومة إلى الأمام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved