«تشرنوبل» المسلسل الذى أنتجته HBO الأمريكية بدلا من روسيا

آخر تحديث: الجمعة 7 يونيو 2019 - 1:17 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ نجلاء سليمان:

بعد مرور حوالى 33 عاما، على أكثر كارثة نووية شهدتها البشرية بعد القصف الذرى على هيروشيما وناجازاكى، أصدرت شبكة HBO الأمريكية بالتعاون مع شركة سكاى أتلانتك، مسلسلا قصيرا عن كارثة تشرنوبل التى شهدت انفجارا فى محطة تشرنوبل للطاقة النووية، وتسريب مواعد إشعاعية أضرت بالعاملين فى المحطة، وبالسكان فى مدينة بريبيات الأوكرانية، وامتدت لعدد من دول أوروبا المجاورة.
بدأ عرض أولى حلقات مسلسل «Chernobyl 6 مايو الماضى، قبل أسبوع من انتهاء سلسلة Game of Thrones، وتلقى الجزء الأخير تقييمات أقل من سابقيه، ولكن تشرنوبل تفوق على صراع العروش، وأصبح المسلسل الأعلى تصنيفا، ونال أعلى درجات تقييم على الإطلاق متفوقا على Breaking Bad وGame of Thrones وغيرها من المسلسلات الناجحة.
وقع حادث تشرنوبل بعد انفجار أحد المفاعلات النووية الأربعة الموجودة فى بريبيات بأوكرانيا، مصدرا 400 مادة مشعة أكثر من القنابل النووية التى أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكى مجتمعة، ويستعرض المسلسل كيف كان عمال الإنقاذ غير مستعدين لمثل هذه الحادثة، وكيف استهانت به الحكومة السوفيتية فى بادئ الأمر، وحاولت التستر عليه، وأدى مرض الإشعاع إلى وفاة العديد من الأشخاص، وإصابة الآلاف بحروق وتقرحات.

نشر موقع «the moscow times»، تقريرا عن المسلسل، يؤكد على أن روسيا كانت أولى بإنتاج مسلسل درامى عن كارثة تشرنوبل، تظهر به للعالم أنهم تعلموا الدرس، بدلا من شبكة ترفيهية أمريكية كان يجب أن يصنع المسلسل فى روسيا أو أوكرانيا أو روسيا البيضاء.
تدور أحداث المسلسل حول أهمية الاستماع إلى الخبراء والمتخصصين لحظة وقوع مثل هذه الكوارث، لذا يرى التقرير الروسى أنه يقدم نوعا من الخطب القاسية حول إدارة الأزمات بما يصب فى صالح المواطنين وليس من أجل صالح الحكومات، وإصدار مثل هذا العمل من خارج الدول المتضررة يصدر رسالة سلبية أنها لم تعلم الدرس جيدا لصنع عمل مثل هذا، كما يدافع عن فكرة الأصالة وضرورة إنتاج أعمال تعيد إحياء الثقافة السوفيتية الماضية للأجيال الجديدة.

كما أشار التقرير الروسى إلى بعض الأخطاء فى تفاصيل القصة الدرامية الممكنة، منها مثلا إظهار فاليرى ليجاسوف الذى انتحر بعد تسجيل روايته عن الحادث وعواقبه على شرائط كاسيت، ففى المسلسل ظهر يقطن فى منزل صغير برفقة قطته وهو يعانى بسبب زياراته المتكررة لموقع المفاعل بعد انفجاره، ولكن فى الحقيقة أنه كان يعيش فى منزل مترف واعتنت به زوجته وابنته.

أيضا بعض التفاصيل الخاصة بعمال المناجم، وطريقة حمل الجنود لأسلحتهم على الطريقة الأمريكية على الإبط، وليس على النمط السوفيتى حول خصرهم، إلى جانب عدد من الأخطاء الصغيرة والكبيرة التى لم تخفف من حدة المشاهد على أصدقاء وعائلة المتضررين من الكارثة.

المسلسل بطولة الممثل البريطانى جاريد هاريس، والسويدى ستيلان سكارسجارد، والأيرلندية جيسى باكلى، وعدد من الممثلين الآخرين، وأخرجه وكتبه الأمريكى كريج مازن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved