سؤال للعاملين بطب المجتمع.. هل التوحد ميراث التغريب؟

آخر تحديث: الجمعة 7 يونيو 2024 - 6:32 م بتوقيت القاهرة

ما زال مرض التوحد (Autism) عند الأطفال إحدى المشكلات العلمية المحيرة للطب والأطباء. فرغم القدرة على توصيفه وتشخيصه إلا أن عدم المعرفة الكاملة لأسبابه تضع حدودا لعلاجه. تظل أسبابه مجموعة من الملاحظات والتكهنات آخرها ما أعلنت عنه مستشفى سان جورج البريطانية فى لندن هذا الأسبوع.

«قد تكون عوامل الضغط النفسى والعزلة الاجتماعية التى يعيش فيها المهاجرون أحد العوامل التى تشارك فى إصابة أطفال تلك العائلات بالتوحد».
الملاحظة رصدتها دراسة صدرت عن المستشفى الذى سجل عددا متزايدا من حالات التوحد بين أطفال الأسر المهاجرة إلى المملكة المتحدة من آسيا، إفريقيا، وجزر الكاريبى.
سجلت الدراسة إصابة ٤٢٨ طفلا بالتوحد هاجرت عائلاتهم حديثا لإنجلترا خلال ست سنوات متصلة. وقد جاءت جزر الكاريبى فى المقدمة حيث كان منها نصف عدد الحالات تقريبا. بينما لم ترصد الدراسة أثرا مماثلا على عائلات أخرى هاجرت إلى إنجلترا من بلاد أوروبية قريبة.
الدراسة تطرقت أيضا لدراسة العوامل العرقية فى الأمر بمعنى هل كان قدر هؤلاء الأطفال أن يصابوا بالتوحد لو أنهم ولدوا فى بلادهم بين أهلهم ولم تنتقل عائلاتهم إلى بريطانيا؟ وما هو أثر ذلك على من ولدوا بالفعل فى بريطانيا لآباء مهاجرين؟ جاءت النتيجة لتؤكد أن الهجرة إلى بلاد ينعزل فيها الإنسان اجتماعيا قد تكون عاملا محفزا على إصابة الأطفال بالتوحد.
يظل هذا أحد الأسباب ربما كان حقيقيا لمجموعة من البشر لكنه بالطبع لا ينطبق على آخرين لم يعانوا من العزلة فى مجتمعات نشطة وإن كان العامل المشترك بينهم هو الضغط النفسى الناشئ عن الإحساس بالغربة سواء كان ذلك فى وطن الإنسان الذى ولد فيه وعاش على أرضه أو الذى اختار أن يرحل إليه ويعيش التغريب فيه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved