عابد فهد: الدراما المصرية مصباح أنار حياتنا لعقود

آخر تحديث: الخميس 7 يوليه 2016 - 11:21 ص بتوقيت القاهرة

حوارــ وليد أبو السعود:

• قرأت لابن كثير وابن الأثير قبل تصوير حسن الصباح فى «سمرقند»
• الفن وسيلة لمواجهة إرهاب «داعش».. وأمريكا والغرب يريدان تحويلنا إلى رجل عجوز

يؤمن الفنان السورى عابد فهد، بأن يتعين على الفنان تغيير جلده من وقت لآخر، وأن يصبح متلونا مع كل شخصية يؤديها كى يظل موجودا ويمتع جمهوره.

وفى الوقت نفسه، يؤكد أن الجمهور الآن أكثر وعيا ولن يكرهه فى شخصية حسن الصباح التى يجسدها فى مسلسل «سمرقند»، عن العمل وكيفية استعداده له يتحدث الفنان السورى لـ«الشروق».

• بداية ما الذى جذبك لقبول بطولة «سمرقند»؟
ــ الموضوع الذى كتبه محمد البطوش بالطبع فهو موضوع، وبرغم كونه فى إطار تاريخى ولشخصيات حقيقية، إلا أنه معاصر جدا ومعبر عن تاريخنا ووقتنا الحاضر، بالإضافة لوجود إياد الخزوز بالطبع كمخرج للعمل.

• حسن الصباح من الشخصيات المثيرة للجدل ما هى المفاتيح التى دخلت بها عالم الصباح؟
ــ بعد قراءة مجموعة من المراجع منها لابن كثير وابن الأثير كـ«البداية والنهاية». وهناك أيضا كتاب عن صلاح الدين كتبه المؤرخ جرجى زيدان وكيف حاولت الفرقة اغتياله فى هذه المراجع أيضا الكثير مما يفى الاطلاع على بعض جوانب الحكاية من التاريخ ورسم صورة من الخيال لبناء شكل ومعنى وأسلوب الحياة التى كان يعيشها وقسوة المكان، الذى قرر أن يكون مكانه وملاذه لمحاربة السلاجقة وغيرهم فى قلعة الموت.

• من وجهة نظرك ترى ما هى أهم الصفات التى ميزت شخصية الصباح؟
ــ أدواته الشخصية وطريقة أدائه للشخصية التى رسمها لنفسه أمام الجميع هذه رؤية لهؤلاء الذين استطاعوا أن يؤثروا فى الآخرين بأسلوبهم وحججهم وإقناع الغير من العالم ليكونوا أتباعهم، يجب أن يتسم بالبلاغة والقوة معا، وكان لجيش الصباح أسلوب خاص بالحصن المنيع وبناء جيش من المقاتلين وتجهيزهم للدفاع عن أهدافهم ومعتقداتهم.

• أكثر المشاهد التى عملت لها حساب عند قراءة السيناريو وكيف استعددت لها؟
ــ معظم المشاهد فى المسلسل فى هذا الخط الحيوى صعبة والحوارات التى تتسم فى البلاغة وحجج الإقناع التى يستخدمها الصباح لمخاطبة اتباعه كانت تحتاج إلى الثقة فى الطرح والبساطة فى التبليغ والإرشاد، كى يكون مقنعا ومتبنى كل ما يقوله ليصل إلى مبتغاه وهى الغاية والوسيلة لهذا كنت أعتبر هذه المشاهد من أصعب مشاهد العمل.

• كيف ترى دور الفن فى مقاومة الهجمة الإرهابية الداعشية؟
ــ الأعمال التى تتناول محاربة الإرهاب أصبحت حاجة ملحة لوقف هذا الخطر الداهم لأبناء وطننا وخصوصا من الجيل الجديد والذى أصبح أكثر القضايا خطورة على مستقبلنا ووجودنا فى عالم ينهش بعضه البعض بسيطرة مطلقة على العقول لتخريب المنطقة وجعلها هرمة عجوزة تحتاج إلى سنوات لتقوم من جديد، وكل هذا يأتى لمصلحة العالم الغربى والقارة الأمريكية المهيمنة على العالم العربى وتقوده بالغصب فى المجالين الاقتصادى والعسكرى، وزد على هذا أنها تسعى لتفتيت سوريا بالتعاون مع تركيا وهو ما لن يحدث أبدا بإذن الله.

• الظاهر بيبرس بطل أسطورى دخل قلوب الجماهير.. ألم تخف من شر الصباح وكيف يستقبله الجمهور؟
ــ أعتقد أن الجمهور سيتقبله خصوصا الجمهور الواعى لأن المشروع الفنى هدفه نشر الوعى ومعرفة التاريخ الخاص به وحقيقة كل شخصية وبداية كل فكر أو كل نكسة مررنا بها. كى لا يخدع من جديد.

وبالنسبة لى فأنا من المؤمنين أن تنوع الأدوار بالنسبة للفنان هى ضرورة لابد منها، فأداء شخصيات مثل الحجاج والظاهر بيبرس وغيرها من الشخصيات التاريخية التى تركت أثرا لدى المشاهدين منها ما هو إيجابى ومنها عكس ذلك وكل واحد لديه وجهته فى نظريات الطوائف وما ورائها علينا التوضيح، كى لا نقع فى مصيدة من يريدون الخراب لعالمنا العربى الذى أصبحنا فيه غرباء نشحد اللجوء هنا وهناك.

• هناك مقولة شهيرة لحسن الصباح عن كيفية حكم العرب بالوعظ الدينى والسيف هل تؤمن بها؟
ــ هذه هى الحكمه التى بدأ بها العمل فى مقدمته وهى «من يريد أن يرتقى صهوة السلطة فى بلاد العرب عليه أن يرتدى ثوب الواعظين ويتحزم بسيف قاطع»، إنها تشبه كل من ارتقى هذه السلطة شرقا وغربا ومنذ بداية الخليقة عبر كل العصور إلى يومنا هذا وللأسف أصبحنا نحن الصهوة التى يمتطيها البعض ليحقق أغراضه وأهدافه.

• تعود للتمثيل فى الدراما التاريخية فى وقت تتسيد فيه الدراما الاجتماعية ألا تعتبرها مغامرة أخرى؟
ــ لابد من المغامرة فى المشروع أيا كان وإلا ستظل فى موقعك لا تتطور ولا ترتفع مكانتك الفنية.

• قدمت عدة تجارب ناجحة فى الدراما المصرية كيف ترى هذه التجربة وهل تنوى الاستقرار بالقاهرة؟
ــ التجربة المصرية هى عماد الدراما وموطنها الأصلى ولابد من خوضها دائما وأبدا وهى بوابة الحياة والنور فى الأوطان العربية والتى أنار لنا الطريق لعقود وأنقذتنا من فخ السقوط فى بؤرة عميقة من التخلف يصعب الخروج منها لو حدثت، وأنا أحب أن أوجه شكرا للشركة المنتجة لـ«سمرقند» لتناولها هذا المشروع لأهميته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved