أبطال سيناء يتحدثون عن الأعمال الفدائية لطرد الاحتلال الإسرائيلي
آخر تحديث: الأحد 7 أكتوبر 2018 - 6:05 م بتوقيت القاهرة
مصطفى سنجر
رويشد و الكاشف و فرحانة ينقلون مشاهد الفداء في ندوة الحياة تنتصر
قص مناضلون من أهالى سيناء ضد احتلال إسرائيل لأرضهم، جوانب من أعمالهم الفدائية التي قاموا بها ضمن آخرين من الأبطال دعما للقوات المسلحة.
جاء ذلك فى ندوة " الحياة تنتصر" فى ذكرى انتصارات أكتوبر، التى نظمتها مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية بسيناء، وشارك فيها ابطال من ابناء سيناء شاركوا فى مقاومة احتلال إسرائيل لسيناء بعد حرب يونيو 1967م وحضر الندوة لفيف من قيادات المجتمع المدنى بشمال سيناء ورموز شعبية وجمع من الشباب .
تحدث فى الندوة المناضل موسى أبو رويشد، وهو بطل سيناوى فقد بصره على إثر انفجار لغم فى جسده كان يعده لتفجير محطة وقود إسرائيلية وسط مدينة العريش، استهل الرويشد حديثه أنه لم يخطوا خطوة فى عمليات نفذها إلا ابتغاء وجه الله ومن أجل الوطن وزوال المحتل.
وأوضح أن بدايته كانت مع أسرته والده الذى قام بدور فى استضافة الجنود على خلفية حرب يونيه 1967م، ووالدته وشقيقه، وكان لأحد من أووهم الفضل فى تعليمهم سر تفكيك وجمع الألغام ونقلها والتعامل معها، وتوفى والده، واستشهد شقيقه وهو يجهز لتفجير حافلات نقل جنود إسرائيليين.
وتابع الرويشد «بالتأكيد أن الوطنية جرعة كانت حصلوا عليها مبكرا ونمت واستمرت، وكان لوالدته دور فى مساعدته وإعداده لتنفيذ عمليات بجهود فردية بحتة، من خلال قيامها بجمع الغام ونقلها وتجهيزها له، وقام هو بتنفيذ عدد من العمليات كان بينها تفجير أتوبيس إسرائيلى على مشارف شرق العريش، وتفجير مخزن أسلحة فى وسط سيناء»، مشيرا إلى التسلل لمقر تدريب فى إحدى الجامعات فى إسرائيل بعد أن استغل مهنته كسائق فى معرفة المكان ثم العودة ودخول الموقع مرتديا بدلة ضابط طيار إسرائيلى والحصول على وثيقة مهمة وتسليمها لمن قاموا بتأمين وصولها للجانب المصرى.
وقال إنه فقد صديق له وهو سلام عرادة وهما يجهزان لتفجير محطة وقود فى العريش، عندما أطلق برج مراقبة النار عليهم وانفجر بهما اللغم واستشهد صديقة ونقل هو للسجون يعانى حروق فى كل جسده، ودخل مرحلة تعذيب شديدة للاعتراف، استخدمت خلالها وسائل ضغط بينها إحضار والدته كي تضغط عليه وهى التى كانت تظنه استشهد وعند ما رأته قالت «راح العود اللحم يجود شد حيلك»، ومن ألطاف القدر بحسب قواله أنه انتقل لمرحلة تعذيب بسكب الماء الساخن عليه ليشاء الله أن تكون سببا فى تطهير جراحه، ثم أودع السجون فى إسرائيل حتى جاء قرار الإفراج عنه ضمن آخرين، بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس.
وبدوره استعرض عبدالعزيز الغالى، أحد المؤرخين لبطولات أبناء سيناء، جانب من شخصيات قامت بأدوار فى معترك النضال بينهم رجال وسيدات، مشيرا إلى أنه وثق لهذه البطولات فى كتابه رجال من ذهب وكتاب أخر يعد لإصداره.
وأردف : أننا تعرضنا على مر الزمان فى سيناء لأزمات وحروب زادتنا التصاقا بالأرض .
وشارك الدكتور بكر سويلم خلف، مدير جمعية الجورة لخدمة المجتمع، بعرض جانب من دور الشيخ خلف حسن الخلفات، أحد أبرز رموز سيناء القبلية التى لعبت دورا فى مقاومة احتلال الأرض.
وقال إن الشيخ خلف من سكان قرية الجورة، جنوب مركز الشيخ زويد، وبعد احتلال سيناء حدث حالة عدم اتزان فى المنطقة، فكان دور الشيخ خلف رائدا بتحفيز الأهالى على الثبات فى أرضهم، والتمسك بحب الوطن والتأكيد على عقيدة أن كل احتلال لزوال.
وكشف أن ما لايعرف عن الشيخ خلف قصة تؤصل لمعاني كثيرة، وهى أنه عثر أحد رجال الشيخ على جريح من الجنود المصريين فى أعقاب حرب 1967 بعد أن دهسته دبابة إسرائيلية وتركته فى منطقة صحراوية، وأمر الشيخ بعمل اللازم له ورعايته رعاية كاملة، وبعد فترة تماثله للعلاج لاحظ من حول الشيخ أنه أثناء دخولهم الصلاة فى المسجد، يتوارى المجند الجريح ولا يرافقهم، ولكنه كان فطنا ذكيا وعرف أنه غير مسلم، واقترب منه الشيخ وطلب منه أن يصارحه ولايخاف من شئ فعرفه على نفسه أنه مسيحى الديانة، واسمه مجدى برتبة نقيب، ووجه الشيخ له الحديث قائلا ولما تتردد لا تخف، ومن اليوم أنت فى حمايتى وأحضر أتباعه وقال لهم إنه له من الأبناء ابن واحد وهو محمد، ومن اليوم أصبح لديه 2 من الأبناء وهما محمد ومجدي، ولا فصال فى القول.
وأضاف أن للشيخ دور فى التصدي لبيع الأرض وتزوير إسرائيل حجج بيع أراضى بأسماء الأهالى ، واستخدم منابر سياسية اسرائيلة منها المعارضة لفضح حكومتهم، كما رفض عروض تبنى له قرية جديدة بمسجد، فى سبيل التخلى عن قريته، انتهت تلك العروض بتهديدات وسجن إجبارى بعد رفض مخططاتهم قائلا: أنتم لا تملكون شيئا لكى تعطوه أو تمنعوه الملك لمصرنا الغالية.
وفى شهادة حية على نموذج من أدوار البطولة، استعرض البطل ماهر الكاشف أدوار قام بها، مشيرا أنه نشأ فى بيت بطولة وشاء قدره أن يكون من أصغر الأبطال فى عمره عندما بدأت أدواره وهو فى العاشرة، وكان بيتهم ملتقى للفدائيين من كل أنحاء سيناء حيث كان والده تاجر معروف ووالدته أمينة سر كل مايحدث، كانت تأتي المعلومات من الأبطال لتنقل للقيادة من مقر المنزلـ مضيفا أنه كان من ضمن مهامه الرصد ونقل المعلومات لتحركات الجيش الإسرائيلى وتم القبض عليه وإيداعه السجن وهناك التقى بكثير من الأبطال.
وبدورها عرضت فرحانه الرياشية دور بطولي لها، بعد أن هاجرت من الاحتلال وأقامت مع أسرتها فى الصعيد، ثم حصلت على تصاريح للعمل فى التجارة ونقل بضائع من مصر لسيناء، وكانت هذه البداية لدور قامت به وهى عمليات نقل رسائل الأبطال فى سيناء للقيادة، والعمل على توصيل لهم ما تريد أن تنقله القيادة، ورصد على أرض الواقع لتحركات العدو وآلياته.
وأشار المهندس عادل محسن، من رموز مدينة العريش، الدور الوطنى لأبناء سيناء لافتا أنه تاريخ نفتخر به ولا نحتاج شهادة من أحد وهذا الوطن قوي وأطرافه قوية.
وقال الدكتور عبدالكريم الشاعر، وكيل تعليم شمال سيناء، إن بطولات أبناء سيناء نبراس لكل جيل، وهى تستحق أن تدرس وتوثق، وتنقل من جيل لجيل، ورغم السنوات كل يوم يتكشف عنها الجديد.
واختتم الإذاعي عادل رستم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حياه» الندوة، بتوصيات أبرزها تعريف طلاب المدارس بدور مجاهدين سيناء من خلال ندوات بصفة دورية، الدعوة لنشر قصص الأبطال، والعمل مع جهات الاختصاص على نشر وثائق تتعلق بهذه الحقبة من التاريخ وماتحمله من أسرار حافلة لسيرة هؤلاء الأبطال.
وقال: مؤسسة حياة ماضون فى أداء دورنا كمجتمع مدنى مساندون لدور الدولة فى التنمية وتبنى مشروعات كبيرة على رأسها إنشاء مستشفى حياة الخيرى للأورام على ساحل مدينة العريش بتضافر كل مؤسسات الدولة مع أهالى سيناء.