بعضها شارك فيها بايدن ونتنياهو.. الإعلام الغربي يرصد بعض الادعاءات والأكاذيب حول طوفان الأقصى

آخر تحديث: الثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:06 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي:

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم ضد الشعب الفلسطيني من عمليات قصف مستمرة، بجانب فرضها لحصار قاس على أهالي القطاع متمثل بقطع إمدادات الكهرباء والوقود والمياه والغذاء عن أكثر من مليونين و300 ألف من المدنيين.

ومنذ اندلاع الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في 7 أكتوبر الماضي، انتشرت معلومات مضللة كثيرة حول الحرب على الإنترنت، شارك في نشر بعضها زعماء ورؤساء دول دون التحقق من صحة هذه الأكاذيب.

ولكن سرعان ما تقصت بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن المعلومات المضللة المنتشرة حول عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية.

* قطع رؤوس الأطفال

انتشرت في الأيام الأولى من الحرب تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية رددها الرئيس الأمريكي جو بايدن دون أي دليل، تدعي أن المقاومة الفلسطينية قطعوا رؤوس أطفال إسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لقد اطلعت على تقارير تصيب بالغثيان، حول رضّع جرى قتلهم، ونساء جرى اغتصابهن والاعتداء عليهن والاستعراض بهن كأنهن غنائم، وعائلات بأكملها جرى قتلها"، وفي حديث أخر، قال بايدن: "لقد تأكدت من وجود صور لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال".

ووفقا لموقع "فاكت تشيك" الأمريكي، المعني بالتقصي عن الحقائق، فلم يتم تقديم أي دليل على الادعاء، الذي انتشر على نطاق واسع، بأن "حماس" قطعت رؤوس 40 طفلاً، فقد راجت الشائعات حول قطع رؤوس العشرات من الأطفال بعد تقارير إخبارية حية من نيكول زيديك، مراسلة قناة "أي 24 نيوز" الإسرائيلية، والتي كانت تقدم تقريرًا من مكان هجوم بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة.

وفي مقاطع الفيديو التي نشرتها الخدمة الإخبارية على موقع X، في 10 أكتوبر، قالت زيديك إن الجنود الإسرائيليين أخبروها بما شهدوه، ففي أحد المقاطع، قالت إن "حوالي 40 طفلاً على الأقل" قتلو وفقًا لأحد القادة الإسرائيلين وتم نقلهم على نقالات، وفي مقطع آخر، قالت إن الأطفال "قُطعت رؤوسهم، على حد قولهم"، لكنها لم تذكر رقمًا أبدًا.

ولكن سرعان ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مسئولا إسرائيليًا لم يذكر اسمه أخبرهم أن الحكومة الإسرائيلية أو المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يؤكدوا المزاعم بقطع رؤوس الأطفال.

كما تراجع البيت الأبيض أيضًا عن التلميح الكاذب للرئيس جو بايدن بأنه رأى أدلة وصور فوتوجرافية لأطفال مقطوعة رؤوسهم، وقال مسؤولو إدارة بايدن للصحفيين في وقت لاحق إنه كان يشير إلى تقارير غير مؤكدة من وسائل الإعلام ومسؤولين إسرائيليين حول عمليات قطع رؤوس أطفال مزعومة.

* اغتصاب النساء

وعن مزاعم الاغتصاب من قبل المقاومة الفلسطينية، قال موقع "فاكت تشيك" الأمريكي، المعني بالتقصي عن الحقائق إنها "كاذبة"، مضيفا أنه "لا يوجد دليل على ذلك على الإطلاق".

وذكر إنه على سبيل المثال، حذفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الإشارة إلى الاغتصاب من مقال رأي بتاريخ 9 أكتوبر لأن التقارير لم يتم إثباتها.

ومع ذلك، أشار بعض المسئولين الأمريكيين إلى الاغتصاب في تصريحاتهم في حديثهم عملية طوفان الأقصى، فأدرج بايدن، على سبيل المثال، الاغتصاب ضمن فظائع الحرب التي عانى منها الإسرائيليون بعد أن تم إخطاره بها في مكالمة هاتفية مع نتنياهو.

كما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، مقال يفيد بأن مقطعي فيديو "أثارا مخاوف بشأن الاعتداء الجنسي ضد النساء"، لكن الموقع المعني بالتحقق من الحقائق ذكر أنه ليس هناك أدلة على الاعتداء الجنسي حتى الآن.

* تزييف موت الفلسطينيين

وانتشرت عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر المقاومة الفلسطينية أنها تزيف فيديوهات مقتل العشرات من الفلسطينيين، وهو ما تقصت وكالة رويترز البريطانية حوله.

ويظهر مقطع الفيديو شهيد فلسطيني يرقد غارقا في دمه وبعد انتهاء التصوير يقوم وهو في صحة جيدة، حيث ادعى رواد التواصل الاجتماعي أن الفلسطينيين يزيفون موتهم لجذب التعاطف الدولي.

وقالت رويترز البريطانية إن الادعاءات بأن المقطع الذي يظهر الفلسطينيين وهم يتظاهرون بالموت كاذب، فقد تناولت رويترز سابقا مقطع الفيديو، عندما تمت مشاركته سابقا في عام 2022، مع ادعاءات أيضا تفيد بأن الفلسطينيين يصورون عمليات قتل مزيفة.

وأفادت الوكالة البريطانية بأن الفيديوهات تعرض لقطات وراء الكواليس لفيلم فلسطيني، حيث قال المخرج أوني إشتيوي لرويترز في أبريل 2022، إن المقطع تم تصويره خلال فيلم "المكان الفارغ"، وهو فيلم يعرض قصة الفلسطيني أحمد مناصرة، الذي ألقي القبض عليه في سن الثالثة عشر، في عام 2015، فيما يتعلق بطعن اثنين من الإسرائيليين.

* أوكرانيا ترسل أسلحة لغزة

انتشر مقطع فيديو يظهر تقريرا إخباريا لهيئة الإذاعة البريطانية يؤكد أن أوكرانيا قدمت أسلحة لحماس لهجومها المفاجئ على إسرائيل، لكن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أكدت أنه تزييف للحقائق.

وأكد المسؤولون في هيئة الإذاعة البريطانية، وبيلينجكات، وهو موقع إخباري استقصائي تم الاستشهاد به في الفيديو كمصدر، أنه لم يبلغ أي من المنفذين الإعلاميين عن مثل هذا الادعاء.

وقالت أسوشيتد برس إن المقاومة الفلسطينية لم تؤكد ذلك أيضا، ونقلت عن خبراء أمريكيين قولهم بإنه لا يوجد سبب لأوكرانيا لترسل سلاحا للمقاومة الفلسطينية.

وكذب نسيم نيكولاس، وهو أستاذ في جامعة نيويورك، تم الاستعانة به لفترة وجيزة في الفيديو، على صحته، مؤكدا أن الولايات المتحدة قد تغادر حلف شمال الأطلسي إذا ثبتت صحة ادعاءات إرسال أوكرانيا السلاح للمقاومة الفلسطينية.

* تزييف هجوم في إسرائيل

وأظهر مقطع فيديو أخر كبيرة المراسلين الدوليين لشبكة "سي إن إن" الأمريكية خلال تقرير إخباري وهي تحتمي وفريقها في خندق بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة أثناء هجوم صاروخي من المقاومة الفلسطينية.

لكن سرعان ما كذبت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الفيديو الذي وصفته بأنه "مزيف"، فقد تم تعديل صوت الفيديو ليضاف أصوات غارات وليبدو وكأن فريق سي إن إن يتم توجيهه من قبل شخص خارج الشاشة.


ونقلت أسوشيتد برس عن إميلي كون، المتحدثة باسم شبكة سي إن إن، أن التسجيل الصوتي "ملفق وغير دقيق ويشوه بشكل غير مسؤول حقيقة اللحظة التي تمت تغطيتها مباشرة على قناة سي إن إن"، وأضافت أنه يجب على الناس مشاهدة تقرير سي إن إن الحقيقي بالكامل على منصة موثوقة.

* فيديو نجل ترامب

نشر دونالد ترامب جونيور مقطع فيديو مصورًا على موقع "إكس" يُزعم أنه يُظهر مقاتلي المقاومة الفلسطينية وهم يقتلون مواطنين إسرائيليين خلال الهجوم صباح السبت الماضي.

وكتب نجل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "لا تتفاوض مع هذا"، مؤكدا أن الفيديو جاء من "مصدر داخل إسرائيل"، لتتم مشاركة منشوره على نطاق واسع، وفي غضون ساعات حصد أكثر من 4 ملايين مشاهدة.

لكن نظام التحقق من الحقائق لموقع "إكس" سرعان ما ألحق رسالة بالتغريدة، جاء فيها: "هذا فيديو قديم وليس من إسرائيل"، مصحوبًا برابط للفيديو الأصلي.

وأشارت الرسالة إلى أن ترامب جونيور يساهم في نشر المعلومات المضللة على موقع "إكس"، إلا أن مجلة "ويرد" الأمريكية خرجت بعدها لتصدق على حديث ترامب جونيور وتكذب منصة "إكس".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved