بعد دعمه للعودة إلى البيت الأبيض.. كيف يستفيد إيلون ماسك من رئاسة ترامب لأمريكا؟
آخر تحديث: الخميس 7 نوفمبر 2024 - 10:37 ص بتوقيت القاهرة
محمد حسين
أقرت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بهزيمتها في السباق للبيت الأبيض، داعية أنصارها إلى قبول النتيجة التي حسمها دونالد ترامب لصالحه بفارق مريح في أصوات المجمع الانتخابي.
وسبقها ترامب بخطاب أعلن خلاله انتصاره بالمعركة الانتخابية، ووجه الشكر لكل من ساهم في تلك العودة التاريخية للبيت الأبيض في مشهد نادر الحدوث في التاريخ الأمريكي.
ورغم غياب أحد أبرز داعميه، الملياردير إيلون ماسك عن المسرح، إلا أن ترامب ذكره في خطاب النصر، مؤكداً أهمية الحفاظ على العباقرة ودعمهم.
-ماسك: أثق في عودة ترامب للبيت الأبيض
قبل إعلان فوز دونالد ترامب رسميًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، كان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، وأحد أغنى رجال الأعمال في العالم، حاضراً بالفعل في المشهد السياسي، حيث نشر صورة مركبة له داخل المكتب البيضاوي وهو يحمل حوضًا، مع تعليق ساخر "اتركه يستوعب الأمر" (Let that sink in)، مما أشار إلى ثقته الكبيرة في فوز ترامب ودوره المؤثر في تلك العودة إلى البيت الأبيض، وفقا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
-سوبر باك.. الدعم المؤثر لماسك وانعكاساته المالية
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ماسك الذي تقدر ثروته بحوالي 264 مليار دولار، لم يكتف فقط بدعمه اللفظي لترامب، بل قدم مساهمات مالية كبيرة لحملته الانتخابية، تجاوزت الـ100 مليون دولار عبر صندوق دعم سياسي يعرف باسم "سوبر باك"Super Pac، وقد لاقى هذا الدعم إشادة مباشرة من ترامب في خطاب الفوز، حيث وصف ماسك بأنه من "عباقرة العصر"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى حماية مثل هذه العقول البارزة.
-تسلا تصعد مع عودة ترامب
وجنى ماسك أولى مكاسبه، حيث انعكس هذا الدعم على أعمال ماسك بشكل سريع؛ ففي صباح اليوم التالي للإعلان عن الفوز، ارتفعت أسهم شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية، التي يرأسها ماسك، بنسبة تصل إلى 15% في بورصة وول ستريت، مما أضاف نحو 15 مليار دولار إلى ثروته، ويتوقع بعض المحللين الماليين، مثل دان آيفز من شركة "Wedbush Securities"، أن يؤدي وجود ترامب في البيت الأبيض إلى زيادة في قيمة تسلا بمقدار يصل إلى 200 مليار دولار، مما سيضيف حوالي 26 مليار دولار إلى ثروة ماسك.
-عقود حكومية جديدة وتوسيع الشراكات مع الحكومة الأمريكية
إلى جانب "تسلا"، يمتلك ماسك شركة "سبيس إكس"، التي تعمل في مجال إطلاق الصواريخ ولديها العديد من العقود مع الحكومة الأمريكية، خاصة مع "قوة الفضاء الأمريكية".
وخلال الشهر الماضي، حصلت "سبيس إكس" على عقود بقيمة تجاوزت 700 مليون دولار، وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن شركتي "تسلا" و"سبيس إكس" قد حصلتا خلال العقد الأخير على عقود حكومية تزيد قيمتها على 15.4 مليار دولار، ومع فوز ترامب، يتوقع الخبراء أن تتزايد هذه العقود، حيث أشار ريتشارد بيرس، أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن والمتخصص في تنظيم الأعمال الحكومية، إلى أن شركات ماسك ستحظى بدعم أكبر وعقود إضافية تحت إدارة ترامب.
-التأثير السياسي لمنصة "X" في حملة ترامب
لم يقتصر ماسك على دعم لترامب من خلال المال والعلاقات التجارية فقط، بل استغل منصة X التي يملكها، "تويتر سابقا"، لدعم حملة ترامب ونشر رسائله إلى الملايين.
وبعد استحواذ ماسك على المنصة، أعاد تفعيل حسابات عدة شخصيات يمينية مثيرة للجدل وساعد في توفير بيئة تعزز من انتشار الأفكار المحافظة، ويُعد حساب ماسك الأكثر متابعة على المنصة، بأكثر من 200 مليون متابع، وقد استخدمه بشكل مكثف للترويج لترامب ونشر المحتوى السياسي، كما حصلت بعض منشوراته، مثل صورة الحوض، على عشرات الملايين من المشاهدات، مما أسهم في تأثير واسع على المتابعين.
-دور حكومي محتمل لماسك في إدارة ترامب
ومن المرجح أن يكون لماسك دور رسمي في إدارة ترامب، حيث صرح ترامب في وقت سابق بأنه سيشكل "لجنة كفاءة حكومية" يقودها ماسك، بهدف تحسين الكفاءة الحكومية وتقليل البيروقراطية، وهي أمور يتطلع ماسك إلى تحسينها لتسهيل أهداف شركاته، مثل الوصول إلى المريخ عبر "سبيس إكس".
هذا المنصب لن يتطلب من ماسك وضع شركاته في أمانة، طالما كان بدوام جزئي، ما يعني إمكانية استمراره في إدارة شركاته إلى جانب دوره الحكومي.
-تخفيف القيود التنظيمية وزيادة العقود الحكومية
طالما كانت القيود التنظيمية مصدر إزعاج لماسك، خاصة مع مؤسسات مثل إدارة الطيران الفيدرالية، وأشار ماسك، بعد خلاف مع الإدارة، إلى نيته رفع دعوى قضائية ضدها بسبب "التجاوزات التنظيمية".
ويعتقد خبراء، مثل بيرس، أن الشركات التي يمتلكها ماسك ستتمتع بمزيد من الحرية في ظل إدارة ترامب، حيث أشار بيرس إلى أن جميع الجهات التنظيمية تخضع لإشراف الرئيس، ويمكنه توجيهها لتيسير عمل الشركات أو الحد من التدخلات التي تعيق مشاريعها.