زويل: الدستور ونهضة التعليم ركائز الديمقراطية

آخر تحديث: الأربعاء 7 ديسمبر 2011 - 10:40 ص بتوقيت القاهرة
مروة علاء الدين

مازالت الصحف الغربية مهتمة باستقراء مستقبل الحياة السياسية المصرية بعد الثورة لاسيما فى حالة وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد النجاح الذى حققته التيارات الإسلامية فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

 

ففى مقال للعالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل د. أحمد زويل بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، أكد فيه أن الانتخابات فى مصر كالثورة تماما لا يمكن التنبؤ بنتائجها ذلك لأنها دائما ما تتحدى كل التوقعات الموضوعة لها، مشيرا إلى أن العنف الذى سبق الانتخابات دفع الجميع إلى التنبؤ باستحالة إقامة أى انتخابات نزيهة فى تلك الأجواء وأنها ستأتى فى إطار دموى وعنيف، إلا أن المصريين لم يكترثوا لذلك وخرجت الانتخابات فى أبهى حلتها.

 

ويرى زويل أن «الأسباب التى تجعل المصريين يخالفون التوقعات تكمن فى قدرتهم على التغيير الكاسح والسريع إذ ما توافرت لديهم الإرادة الجمعية على الرغم من هدوئهم وسلبيتهم فى بعض الأحيان».

 

وعن مستقبل مصر يشير العالم المصرى إلى أن هناك 4 ركائز أساسية من شأنها أن تحول مصر إلى دولة ديمقراطية وهى إصلاح الدستور وإحترام سيادة القانون والنهوض بالتعليم وإصلاح وسائل الإعلام، ويختتم زويل مقاله قائلا «إن التحديات التى تواجه مصر الآن تتجاوز الانتقال إلى الديمقراطية لأنه يتعين إصلاح التعليم والنظام الصحى والقضاء على الفقر بل والأكثر أهمية تقليل الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء لتحقيق الرخاء الذى يتمناه المصريون فى عصر ما بعد الثورة.

 

من جهة أخرى؛ اعتبرت صحيفة «الفايننشال تايمز» الإقتصادية البريطانية أن التفوق الساحق الذى حققه الإسلاميون فى المرحلة الأولى من أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد منذ عقود يعد نقطة تحول فى تاريخ البلد لأنها تعطى دلالة على انتهاء حكم العسكر الذين سيطروا على الساحة السياسية لسنوات طويلة.

 

وأضافت الصحيفة أن التفويض الذى منحه الناخبون إلى الأحزاب الإسلامية تسبب فى إضعاف المجلس العسكرى الحاكم بل وقلص من فرص ومحاولات فرض نفوذه على الحياة السياسية فى مصر.

 

وفى سياق متصل؛ تحدثت صحيفة «الجارديان» عن أنه من المؤكد أن فوز الإسلاميين جاء محبطا للكثيرين لاسيما المسيحيين ولكن ماذا لو أن الإخوان المسلمين كانوا جادين فى التحول إلى الديمقراطية، مشيرة إلى أنهم قد يميلون إلى تكوين تحالفات مع القوى الليبرالية فى حالة نجاحهم بشكل نهائى فى الانتخابات عن حشد التيارت الإسلامية الأخرى إلى صفهم.

 

وتؤكد «الجارديان» أنه ينبغى على غير الإسلاميين أن يتعلموا الدرس جيدا ويعوا أنهم بحاجة أكثر إلى التنظيم والتعاون ووضع إستراتيجيات واضحة والأهم من ذلك الاتصال برجل الشارع الذى لم يصوت لصالحهم فى هذه الانتخابات.

 

من جهتها، رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية أنه من الأفضل للغرب أن يحترم إرادة الشعوب العربية واختياراتها الديمقراطية التى أتت بالإسلاميين إلى سدة الحكم والتكيف معها لاسيما أن الإسلاميين الآن لن يحكموا بلادهم بقواعدهم هم ولكن بقواعد اللعبة السياسية التى فرضتها الشعوب منذ الربيع العربى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved