أسوشيتد برس تتساءل: لماذا لم تنتقم واشنطن من الحوثيين بعد هجماتهم على السفن في المنطقة؟
آخر تحديث: الخميس 7 ديسمبر 2023 - 9:06 م بتوقيت القاهرة
هدير عادل
تساءلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن السبب في عدم انتقام الولايات المتحدة من جماعة الحوثي في اليمن على خلفية الهجمات الصاروخية التي تشنها واستهدافها ثلاث سفن تجارية جنوب البحر الأحمر الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن واشنطن تتعامل مع الموقف بحذر خشية اتخاذ إجراء من شأنه فتح جبهة جديدة للحرب في المنطقة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية في تقرير لها، اليوم الخميس، أن الحوثيين صعدوا بشكل كبير هجماتهم على السفن التي تبحر باتجاه مضيق باب المندب، فيما أسقطت سفن البحرية الأمريكية مجموعة من الطائرات بدون طيار "الدرونز" التي يعتقد أن الجماعة أطلقتها من مناطق سيطرتها في اليمن.
وتابعت الوكالة: "لكن حتى الآن، تجنبت الولايات المتحدة انتقاما عسكريا في اختلاف ملحوظ عن ضرباتها ضد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا، والتي أطلقت بدورها صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في البلدين.
*هجمات متعددة على السفن
وبحسب "أسوشيتد برس"، استهدف الحوثيون بشكل متقطع السفن في المنطقة، لكن الهجمات ازدادت منذ بداية الحرب على غزة، وتصاعدت منذ التفجير الذي استهدف مستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة في 17 أكتوبرالماضي.
وبعد الهجمات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيي سريع إن الجماعة تريد "منع السفن الإسرائيلية من الإبحار في البحر الأحمر (وخليج عدن) حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ضد إخواننا الصامدين في قطاع غزة".
وكان لإحدى السفن التجارية التي استهدفت، الأحد الماضي – "يونيتي إكسبلورر" – صلة ضعيفة بإسرائيل، بحسب الوكالة، مشيرة إلى أنها مملوكة لشركة بريطانية من بين موظفيها دان ديفيد أونجار، المقيم في إسرائيل. وحدد الإعلام الإسرائيلي هوية أونجار باعتباره نجل الملياردير الإسرائيلي أبراهام أونجار، لكن أي صلات إسرائيلية بالسفن الأخرى غير واضحة.
وتضمنت هجمات يوم الأحد، صواريخ استهدفت السفن التالية: "يونيتي إكسلورر"، و"نمبر 9" و "صوفي 2".
من جانبها، أسقطت المدمرة "يو إس إس كارني" التابعة للبحرية الأمريكية خلال ذلك اليوم، 3 طائرات بدون طيار كانت متجهة صوبها، وقدمت أيضاً المساعدة للسفن التجارية.
كما أسقطت السفينة "يو إس إس ميسون"، أمس، طائرة بدون طيار كانت متجهة نحوها. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: "لا يمكننا التقييم هذه المرة ما إذا كانت كارني هدفاً".
*حسابات أمريكية
وفي حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية على الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا، والتي استهدفت القوات الأمريكية في المنطقة بـ 77 هجوما منذ 17 أكتوبر، لم ينتقم الجيش الأمريكي من الحوثيين بعد.
وبحسب "أسوشيتد برس"، يعكس هذا التردد الحساسيات السياسات، وينبع إلى حد كبير من مخاوف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوسع نطاقاً بشأن تقويض الهدنة الهشة في اليمن وإثارة صراع أوسع نطاقا في المنطقة، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يريد الحفاظ على الهدنة وهو حذر من اتخاذ إجراء من شأنه فتح جبهة جديدة للحرب.
وينوه المسئولون الأمريكيون بأن العمل العسكري خيار غير مستبعد، لكنهم يؤكدون سرا وعلانية أن هناك اختلاف بين تفجيرات العراق وسوريا وهجمات الحوثيين.
وبينما قال مسئولو البنتاجون إن سفن البحرية أسقطت طائرات بدون طيار "درونز" تابعة للحوثيين حيث اعتبرتها "تهديدا"، أوضحوا لاحقا أن الولايات المتحدة تقيم أن السفن لم تكن الهدف. وغالباً ما تكون هذه التقييمات بعد مراجعة للمعلومات المخابراتية والبيانات والقياسات.
وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن هذا لا يكون مريحاً للبحارة على متن السفن، الذين يراقبون مسار الطائرات بدون طيار، ويتعين عليهم اتخاذ قرارات سريعة بشأن ما إذا كانت تمثل تهديداً أم لا، منوهة في الوقت ذاته بأن الولايات المتحدة أكدت باستمرار إنها تريد حماية حرية الملاحة.