القلق يسيطر على عائلات الأسرى الإسرائيليين.. هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد خطة ترامب؟

آخر تحديث: السبت 8 فبراير 2025 - 10:31 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس أسماء 3 محتجزين إسرائيليين سيتم الإفراج عنهم اليوم السبت، في إطار الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى التي سرى تنفيذها منذ منتصف يناير الماضي.

وقال أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، أمس الجمعة، في بيان مقتضب: "قررت كتائب القسام الإفراج غدا السبت عن الأسرى الإسرائيليين وهم إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور أبراهام ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي".

ويأتي إعلان المقاومة الفلسطينية عن الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى في وقت يشعر أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة المقرر إطلاق سراحهم في المراحل المقبلة بقلق شديد وإحباط، وذلك بعد الإعلان عن خطة ترامب في إخلاء غزة من سكانها وتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.

وشبّه كوبي مايكل، الخبير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ما فعله ترامب بالتخلص من لوحة الشطرنج واستبدالها بلعبة المونوبولي، مشيرًا إلى أن ترامب لم يغيّر قواعد اللعبة فحسب، بل غيّر اللعبة نفسها.

ويرى مايكل أن طرح ترامب قد يشكّل تهديدًا يضع ضغوطًا على حماس لإطلاق سراح مزيدا من الرهائن، لكن في المقابل، قد يدفعها إلى الانسحاب من الصفقة برمّتها، مما يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق دائم.

من جانبه، وصف زكريا القاق، الخبير الفلسطيني في الأمن الوطني، اقتراح ترامب بأنه "الوصفة المثالية" لتجنيد المزيد من الناس لحركة حماس، معتبرًا أن خطابه يعزز موقف الحركة ويزيد من تعقيد مسار المفاوضات.

- القلق يسيطر على أهالي الأسرى الإسرائيليين

وقبل أسبوع، احتشد الإسرائيليون في "ساحة الرهائن" بتل أبيب، حاملين لافتات تعبر عن شكرهم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، تقديرًا لدورهما في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأولي في غزة والإفراج عن بعض الرهائن.

وكان كثيرون من عائلات الأسرى يأملون أن يتمكن ترامب من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ظل مترددًا لفترة طويلة، لحثّه على التفاوض بشأن إنهاء الحرب مع حماس وتأمين إطلاق سراح بقية الرهائن، خاصة مع لقائهما في واشنطن؛ لكنهم استيقظوا على تصريحات مفاجئة من ترامب، طرح فيها فكرة مثيرة للجدل تتمثل في إخلاء قطاع غزة من سكانه، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، لإقامة "ريفيرا الشرق الأوسط" الفاخرة تحت إدارة أمريكية.

ليقول ألون نمرودي، والد الجندي الإسرائيلي تمير نمرودي، الذي من المقرر إطلاق سراحه في المرحلة الثانية من الاتفاق: "أنا أعيش في خوف يومي".

وأضاف أنه رغم عدم اعتراضه على رؤية ترامب لغزة، فإنه يعتقد أن الوقت غير مناسب لمناقشتها، مشددًا على ضرورة التركيز أولًا على تأمين إطلاق سراح المحتجزين قبل أي شيء آخر.

-إسرائيل تستفيد وحماس تترقب
ووفقا لتقرير نشرته "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأنه وفي حين كان من المتوقع أن يضغط ترامب على نتنياهو للدفع نحو مفاوضات جديدة، لم يفرض عليه أي التزامات علنية، تاركًا لإسرائيل مساحة واسعة لإعادة تقييم خطواتها المقبلة بشأن غزة.

وبحسب مسئولين إسرائيليين، لم يتم إرسال أي وفد إلى الدوحة حتى الخميس الماضي، حيث كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع عبر وسطاء من القاهرة و الدوحة.

أما ترامب، فقد بدا أقل التزامًا بمصير الرهائن وإنهاء الحرب مقارنة بالماضي، مشيرًا إلى أن استمرار وقف إطلاق النار غير مضمون، بل إنه لوّح بإمكانية تصعيد القتال إذا لم يتم تحقيق تقدم في هذا الملف، قائلًا: "إذا لم نحقق ذلك، فقد يؤدي إلى زيادة العنف إلى حد ما"، وهو ما قد يُفسّر على أنه دعم أمريكي لاستئناف العمليات العسكرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved