دراسات علمية مكثفة باستخدام محطات جي.بي.أس حول افتراضية غرق الدلتا والمدن الساحلية

آخر تحديث: الخميس 8 مارس 2012 - 5:38 م بتوقيت القاهرة
القاهرة - أ ش أ

 تجري الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية دراسات علمية مكثفة، باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي محطات "جي.بي.أس" حول افتراضية غرق دلتا نهر النيل، بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تعد مصر من الدول الأكثر تضررًا بها.

 

     وقال الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد: "إن هناك الكثير من السيناريوهات الافتراضية لآثار التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري على منطقة الدلتا والمدن الساحلية حتى عام 2100 وبالتحديد الإسكندرية ورشيد وبورسعيد، إلا أن جميعها لم يستند على بيانات حقيقية للوصول إلى تلك النتائج".

 

     وأضاف أن قسم ديناميكة الأرض بالمعهد، يقوم بتنفيذ مشروع للتعرف على مدى حقيقة هبوط دلتا النيل وارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتأثير ذلك على دلتا النيل، وذلك للتأكد من هبوط الدلتا وتحديد معدلاته إن وجد باستخدام التقنيات الجيوفيزيائية والجيوديسية الحديثة.

 

    وأشار عودة إلى أن المشروع تم رفعه إلى صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، موضحًا أن المشروع يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي "جي.بي.أس"، ومقياس المد والجزر، وصور الأقمار الصناعية للحصول على صورة واقعية عن تأثير تغير المناخ على منطقة دلتا النيل.

 

    كما أوضح أن ذلك يتم اعتمادًا على بيانات أكثر دقة للتغلب أو على الأقل الحد من آثاره الكارثية عن طريق تحديد معدل الحركة الرأسية والأفقية على طول منطقة دلتا النيل باستخدام بيانات شبكة "جى.بى.أس"، وربط معدلات الحركة الرأسية لمنطقة الدلتا بالتغير الزمنى لمنسوب مياه البحر، ودراسة الطبيعة الجيوديناميكية لدلتا النيل وعلاقتها بالارتفاع فى مستوى سطح البحر باستخدام صور الأقمار الصناعية.

 

    وقال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: "إن المشروع يهدف إلى تقييم افتراضية غرق دلتا النيل في ضوء معدلات هبوط الدلتا، وعلاقتها بارتفاع منسوب مياه البحر تحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، ووضع تصور للمناطق الأكثر تضررًا في منطقة الدلتا، في حال ارتفاع منسوب مياه البحر، و كذلك معدل الهبوط في المناطق المختلفة".

 

     وأضاف أن هبوط دلتا النيل من أحد القضايا المهمة، لما لها من انعكاسات اقتصادية وبيئية واجتماعية على مصر، مشيرًا إلى أن الدراسات السابقة كشفت تعرض دلتا النيل لعدد من الظواهر السلبية مثل تآكل الشواطىء والغمر ومعدلات الهبوط المرتفعة نسبيًا، الأمر الذي يترتب عليه ترك أكثر من مليوني شخص لمنازلهم وفقدان أكثر من 214 ألف وظيفة، ونوه عودة إلى فقدان أكثر من 35 مليار دولار أمريكي من قيمة الأراضي والعقارات والدخل السياحي، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.

 

     وأكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري، تعد أحد أهم التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض، لما لها من تأثيرات سلبية، أهمها ارتفاع منسوب المياه في معظم بحار العالم، ومنها البحر الأبيض المتوسط والذي قد يكون له تأثير خطير على دلتا النيل.

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved