دعوات دولية واسعة لوقف التصعيد العسكرى فى ليبيا

آخر تحديث: الإثنين 8 أبريل 2019 - 10:37 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد ووكالات

ــ واشنطن تطالب الجيش الليبى بوقف فورى للعمليات العسكرية.. الاتحاد الأوروبى يدعو لهدنة.. وموسكو تجهض بيانا ضد حفتر فى مجلس الأمن
ــ فرنسا تنفى أى علم مسبق لها بعملية «طوفان الكرامة».. والأمم المتحدة: 2800 نازح بسبب الاشتباكات

على وقع التطورات التى تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، تزايدت، اليوم، الدعوات الدولية المطالبة بوقف التصعيد العسكرى حيث طالبت واشنطن، الجيش الليبى بوقف العمليات العسكرية على الفور، فيما دعا الاتحاد الأوروبى، أطراف النزاع للعودة إلى المفاوضات. جاء ذلك بالتزامن مع تجدد الاشتباكات فى محيط طرابلس، بينما أعلنت الأمم المتحدة نزوح نحو 2800 شخص جراء الاشتباكات.

ودعت الولايات المتحدة، اليوم، إلى وقف فورى للعمليات العسكرية فى ليبيا، فى وقت واصلت فيه قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر عمليتها العسكرية «طوفان الكرامة» تجاه العاصمة لتحريرها من الجماعات الإرهابية.

وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، فى بيان، إن واشنطن «تشعر بقلق عميق من القتال قرب طرابلس» وتحث على إجراء محادثات لوقف القتال، مضيفا: «لقد أوضحنا اعتراضنا على الهجوم العسكرى الذى تشنه قوات حفتر ونحث على الوقف الفورى لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية»، وفقا لوكالة «رويترز».

من جانبها، طالبت مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، بإقرار هدنة إنسانية فى ليبيا وعودة أطراف النزاع إلى الحوار.
وأكدت موجيرينى على ضرورة تجنب أى تصعيد عسكرى والحفاظ على المدنيين وإجراء الحوار.

وفى موسكو، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، فى بيان صحفى، أن روسيا تستخدم كل الإمكانيات المتاحة لحث جميع الأطراف فى ليبيا على الامتناع عن التصرفات التى من شأنها أن تؤدى إلى إراقة الدماء.

كانت روسيا منعت، أمس، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولى يدعو قوات الجيش الليبى لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقالت المصادر إن الوفد الروسى فى الأمم المتحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسى بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات الجيش الليبى، وفقا وكالة الصحافة الفرنسية.

وفى روما، قال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى: «نتابع الملف الليبى منذ فترة، إنه تطور يثير قلقنا.. نحاول أن نوضح، خاصة للجنرال حفتر والمحاورين الآخرين، الحاجة إلى تجنب النزاعات المسلحة، لا يمكننا تحمل حرب أهلية»، بحسب صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية.

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسى فرنسى، اليوم، إن بلاده لم تتلقَ إنذارا مسبقا بتقدم قوات الجيش الليبى نحو طرابلس، وإن باريس لا تحاول سرا تقويض عملية السلام فى ليبيا، وفق وكالة «رويترز».

ويشهد محيط طرابلس معارك عنيفة بين قوات الجيش الليبى وقوات حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فايز السراج.

وواصل الجيش الليبى، اليوم، تقدمة باتجاه العاصمة طرابلس. وأفاد مصدر عسكرى بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، لوكالة «سبوتنيك» الروسية بأن الجيش الليبى فرض سيطرته على معسكر اليرموك جنوب العاصمة.

وأمس، أكد المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى، فى مؤتمر صحفى، استمرار السيطرة على مطار طرابلس والتقدم عبر طريق المطار وطريق قصر بن غشير ووادى الربيع ومنطقة خلة الفرجان، مشيرا إلى محاولات لقوات حكومة الوفاق من أجل استرجاع المطار عبر قصف المنطقة بـ 4 طلعات جوية والقيام بمحاولة التفاف قال إنها «لم تفلِح فى انتزاع المطار من قبضة القوات المسلحة».

فى غضون ذلك، ذكرت مواقع إخبارية محلية فى ليبيا أن الاشتباكات تواصلت، صباح اليوم، بالقرب من مطار طرابلس الدولى الواقع فى منطقة قصر بن غشير إلى الجنوب من المدينة.

ونشر أحد المواقع المحلية مقطع فيديو من منطقة قصر بن غشير تسمع فيه أصوات طلقات بمختلف أنواع الأسلحة، كما نشر مقطع آخر لاشتباك عنيف بين وحدات تابعة للجيش الليبى وأخرى تابعة لحكومة الوفاق فى إحدى المناطق بطرابلس.

من جهته، أعلن على القطرانى، نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى، استقالته من المجلس، بسبب انفراد السراج رئيس المجلس بالقرارات.

وقال القطرانى، فى بيان، إن سلوك السراج الذى تحركه الميليشيات كما قال، لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق، فيما ثمن تقدم الجيش الليبى نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية، وفقا لما ذكرته قناة «العربية» الإخبارية.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة، فى تقرير لها، اليوم، إن نحو2800 شخص فروا من القتال جنوب العاصمة الليبية منذ الجمعة الماضية، وأن العديد من المدنيين حوصروا ولم تتمكن خدمات الطوارئ من الوصول إليهم.

وأضاف التقرير أن انتشار المزيد من القوات حول العاصمة وتزايد العمليات القتالية سيتسبب فى نزوح أعداد كبيرة من السكان، مشيرا إلى أن وكالات تقديم المساعدة والإغاثة المتواجدة فى المنطقة لديها ما يكفى من الإمدادت الطبية واللازمة لأكثر من 210 آلاف شخص، وكافية لمدة ثلاثة أشهر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved