أسئلة وجودية (17).. هل سنقابل حيواناتنا في الجنة؟

آخر تحديث: السبت 8 أبريل 2023 - 12:08 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يسأل بعض المسلمين أسئلة وجودية، قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق، وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.

وتستعرض"الشروق"، لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، التي تتضمن آراء علماء المسلمين والأزهر الشريف والتراث الإسلامي.

ونقدم لكم في الحلقة السابعة عشرة من سلسلة "أسئلة وجودية"، الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو "هل سنلتقي بحيواناتنا في الجنة؟".

هل سنقابل حيواناتنا في الجنة؟

يتعلق الكثير بحيواناتهم الأليفة حتى أنهم يرجون أن تدخل معاهم الجنة للعيش معها إلى الأبد، فهل ستدخل الحيوانات الجنة؟.

يقول عبد الله ابن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدثني عباس بن محمد وأبو يحيى البزار، قالا حدثنا حجاج بن نصير حدثنا شعبة، عن العوام بن مراجم - من بني قيس بن ثعلبة - عن أبي عثمان النهدي، عن عثمان بن عفان - رضى الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة"، ويقصد به أن الحيوانات تقتص لمن أذاها يوم القيامة.

واجتمع العلماء، على أن الحيوانات ستحشر مع الإنسان في يوم الحساب، وهو ما ورد في قوله تعالى بسورة سورة التكوير: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)، وفي سورة الأنعام: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).

وذهب أكثر المفسرين إلى أن حشرها يكون للقصاص من بعضها البعض ومن الإنسان، فمن ظلم من الحيوانات يقتص منه الله تعالى.

وأجمع كثير من العلماء، على أنه يُحشر الخلق كلهم يوم القيامة، الإنسان والبهائم والدواب والطير والجن والشياطين وكل مخلوق، وفيما يخص الحيوان فإن كل بهيمة تقتص من ناطحتها من البهائم ومؤذيها من البشر، ثم يأمرها الله تعالى أن تصبح ترابا.

وورد في تفسير الجلالين، أن قوله تعالى في سورة النبأ (ويقول ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا)، تعني أن الكافر يتمنى يوم القيامة لو يصبح ترابا، مثل البهائم التي يأمرها الله بأن تصبح ترابا بعد القصاص من بعضها البعض وممن أذاها، بينما فسر التفسير الميسر الآية الكريمة بأن الكافر يتمنى أن بصبح ترابا أي لو أنه لم يُخلق من الأصل.
أقرأ أيضاً

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved