السفر آلاف الأميال من أجل رؤيته.. من هم مطاردو الكسوف؟

آخر تحديث: الإثنين 8 أبريل 2024 - 3:29 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

يشهد كوكب الأرض، الاثنين 8 أبريل، كسوفا كليا للشمس، ولكن لن يتمكن سكان كثير من الدول ملاحظته، مثل: مصر والمنطقة العربية بأكملها، ويمكن رؤيته ككسوف كلي في مناطق: المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فيما يمكن رؤيته ككسوف جزئي في: غرب أوروبا، أمريكا الشمالية، شمال أمريكا الجنوبية، المحيط الباسفيكي، المحيط الأطلنطي والقارة القطبية الشمالية.
ويعد هذا الحدث محل اهتمام عدد كبير من الأفراد، الذين يطلق عليهم "مطارد الكسوف"، أو "محب للشمس"، لم يتم تحديد مصطلح بعينه باللغة الإنجليزية للتعبير عن هؤلاء في قاموس وبستر، ولكن الكلمة التي تعني "عاشق الظل" تُستخدم لوصف الأشخاص الذين يتدفقون عبر الكرة الأرضية للحصول على فرصة لرؤية القمر يحجب الشمس، وفقا لمجلة التايم.
يحدث الكسوف في أي مكان من أربع إلى سبع مرات في السنة، وفقًا لوكالة ناسا، لكن كسوف الشمس يُعد ظاهرة أكثر ندرة بكثير من خسوف القمر، لأنه لا يمكن رؤيته إلا من منطقة صغيرة من الأرض في كل مرة يحدث فيها.
• لماذا يُطارد البعض كسوف الشمس؟
يقول تونتش تيزيل: "إذا كانت 10 ثوانٍ أو عدة دقائق، فلا يهم، إنه دائما قصير جدا، ولكن لدي شعور أنني بحاجة دائما لرؤية واحدة أخرى" وهو مهندس مدني من تركيا يبلغ من العمر 46 عاماً، شهد 13 كسوفاً للشمس وثلاثة خسوفات للقمر منذ عام 1999، وهو يسافر أكثر من 6000 ميل من إسطنبول إلى هيوستن في أبريل لكي يرى الكسوف.
ووفقا لتصريحات مطاردي الكسوف لمجلة التايم، فقد عبر كل منهم عن تفسيره أو رغبته في رؤية هذه الظاهرة، وبالنسبة للكثيرين، بدأ الهوس بالكسوف في مرحلة الطفولة، مثل أديتيا مادهافان، البالغ من العمر 35 عامًا، والذي كان يطارد الكسوف منذ أن رأى "الحدث العظيم" على حد وصفه وهو طفل صغير.
بينما قالت سارة مارويك: "الكسوف هو تقريبًا أقرب إلى لحظة دينية كما أعتقد، فهو يجعلك تشعر بالضخامة والصغر في نفس الوقت"، وهي طبيبة تبلغ من العمر 51 عامًا وتقيم في المملكة المتحدة، وقد شهدت 6 حالات كسوف في السنوات الخمس والعشرين الماضية، في مناطق: الدائرة القطبية الشمالية، والصين، وفرنسا، وليبيا، والولايات المتحدة، وزيمبابوي، هي تتنقل أينما وجد الكسوف.
ذكر تقرير "التايم"، أنه من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين يُعرفون بأنهم محبون للطبيعة، ولكن على سبيل المثال، في مجموعة على فيسبوك، تضم مجموعة عامة لـ"مطاردة كسوف الشمس" ما يقرب من 21 ألف عضو، ليس جميعهم من المتحمسين، إذ ينضم بعضهم للإعلان عن منتجاتهم أو تقديم أماكن إقامة لمشاهدة الكسوف، لكن المخرج نيلسون كوان، أحد الأعضاء، يقول إنه لاحظ زيادة كبيرة في الاهتمام بعد كسوف عام 2017، وقد أخرج كوان فيلمًا وثائقيًا عن مطاردة الكسوف بعنوان Chasing Shadows.
يقول كوان إن أول مجتمع على الإنترنت يتذكره كان عبارة عن مجموعة على موقع ياهو تسمى "القائمة البريدية لكسوف الشمس"، والتي ضمت قادة الجيل السابق من مطاردي الكسوف، مثل عالم الفيزياء الفلكية فريد إسبيناك، ورسام الخرائط مايكل زيلر، مؤسس موقع GreatAmericanEclipse.com، ووفقا لمجلة التايم في عام 2023، سافر حوالي 20 ألف شخص إلى إكسماوث بأستراليا لمشاهدة الكسوف.
ومن بين مطاردي الكسوف العشرة الذين تحدثت إليهم مجلة تايم في هذه القصة، سافر اثنان فقط إلى الولايات المتحدة لحضور كسوف عام 2017، ومن أجل الحدث الفلكي لهذا العام، يسافر ستة من بلدان أخرى لمشاهدة كسوف 8 أبريل في الولايات المتحدة، والعديد منهم لديهم خطط بالفعل لرؤية كسوف الشمس الكلي التالي في عام 2026، وستكون إسبانيا الوجهة الأكثر شعبية.
يقدر الخبراء أن أكثر من مليون شخص من داخل أمريكا الشمالية وخارجها سيسافرون نحو مسار الكسوف الكلي، كثيرون هم أفراد جمعوا بين حبهم لعلم الفلك والاستكشاف والعلوم والسفر في مهمة لرؤية أكبر عدد ممكن من الكسوف في حياتهم، والبعض مدفوع بحبهم للفضاء والرغبة في فهم الكون من حولهم، ويشعر البعض بشعور لا يوصف والذي يأتي مع رؤية كسوف الشمس الكلي شخصيا، وفقا لشبكة بي بي سي.
قال ديفيد ميكبيس، وهو مطارد آخر للكسوف من تورنتو بكندا، يبلغ 61 عاما، وهو على وشك رؤية كسوف الشمس التاسع عشر في حياته، إن هذه التجربة تثير أسئلة وجودية بالنسبة له، "كيف يمكن أن نعيش في نظام شمسي بهذا الجمال؟ إنه يحمل كل هذا القدر من التأثير العاطفي؟".
وقال بول مالي، محلل البيانات المتقاعد البالغ من العمر 76 عامًا، عمل في وكالة ناسا لمدة 41 عامًا، إن الرغبة في مطاردة الكسوف تشبه الإدمان من نوع ما، "بمجرد أن ترى شيئًا فريدًا من نوعه، فإنك تريد المزيد منه"، وفقا لبي بي سي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved