رؤساء الأحزاب يقيِّمون عامًا من حكم الرئيس

آخر تحديث: الإثنين 8 يونيو 2015 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

محررو «الشروق»:

إعداد ــ صفاء عصام الدين ورانيا ربيع وأحمد البردينى ومحمد علاء وعلى كمال:

إختلاف على نسب النجاح فى الداخل.. وإجماع على الملف الخارجى

مطالب سنه ثانية رئاسة: تحقيق العدالة الاجتماعية.. إدارة ديمقراطية للسلطة.. توحيد القوى المدنية معه لإحداث التطور الديمقراطى.. رؤية استراتيجية لإدارة الدولة.... تحقيق مصالحة وطنية.. إجابة واضحة على سؤال «مصر رايحة على فين»؟

عام مضى على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد السلطة رسميا فى 8 يونيو 2014، شهدت فيه مصر والمنطقة والعالم أحداثا جساما.

«الـشروق» استطلعت رأى 8 من رؤساء الأحزاب عما نجح فيه الرئيس وما أخفق فيه وما هو المنتظر منه فى مستهل عام جديد من حكمه؟.

رؤساء الأحزاب تباينت مواقفهم من أداء السيسى الداخلى ــ كل حسب اتجاهاته وانحيازاته السياسية، ولكنهم جميعا أشادوا بأدائه فى ملف السياسة الخارجية، وخاصة تجاه أفريقيا والدول الأوربية التى كان لديها موقف سلبى من النظام بعد ثورة 30 يونيو.

بعضهم انتقد الأداء الداخلى الذى فرق جبهة 30 يونيو بعد حبس عدد من شباب الثورة بسبب قانون التظاهر، واعتبروا أن السيسى لم يبذل جهدا فى استمرار توحيد القوى المدنية.

أما عن معضلة الإرهاب التى تعتبر من أعقد التحديات التى تواجه السيسى فاعتبر البعض أنه نجح بنسبة كبيرة فى مواجهتها، فيما لفت البعض الآخر إلى تأثيرها على تراجع الديمقراطية والحريات بصفة عامة.

السيد البدوى: نجاح كبير مقارنة بالظروف الصعبة
ــ الرئيس عبدالفتاح السيسى تولى المسئولية فى وقت صعب تنامى فيه الإرهاب بصورة غير مسبوقة، لم تشهدها مصر من قبل، واستطاع السيسى أن يواجه أكثر من 90 % منه داخل مصر وهو ما يعد نجاحا كبيرا من أجل استقرار البلاد.

ــ مشروع قناة السويس أعاد بث الأمل فى نفوس المصريين، فضلا عن نجاح المؤتمر الاقتصادى من حيث شكل ونسبة التمثيل والحضور، وهو ما أعاد لمصر هيبتها وقوتها.

ــ على المستوى العسكرى نجح رغم الضغوط فى تطوير القوات المسلحة وتزويدها بالأسلحة وتحديثها بشكل غير مسبوق، حتى احتل الجيش المركز رقم 13 على مستوى العالم من حيث التطوير والمهارة.

ــ الرئيس يتحرك على جميع المحاور وبنجاح كبير مقارنة بالظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، وفى عهده أيقن العالم أن استقرار المنطقة مرتبط بقوة واستقرار مصر.

ــ أتمنى سرعة الانتهاء من الانتخابات النيابية بقانون يحقق عدالة التمثيل. وبرلمان توافقى يستطيع تحمل ترسانة التشريع خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن يتحول من خلال النصوص الدستورية لتشريعات ولاسيما تلك التى تختص بالحقوق «كالسكن، والحريات»، والرعاية الصحية، وكذلك يتيح للفلاح الحصول على كل مستلزمات الإنتاج طبقا لقوانين تحمى حقوقه.

ــ أتطلع أن يكون شعار المرحلة المقبلة أو العام الثانى من رئاسته هو «العدالة الاجتماعية»، ويتم خلاله توفير فرص العمل عبر مزيد من الاستثمار المحلى، وهو ما يحتاج كذلك لقوانين مستقرة تطمئن المستثمرين، ولاسيما وأن رفع الناتج القومى مرتبط إجماله بالمشاريع والاستثمارات.

 

عصام خليل: الأداء الخارجى مُبهر
ــ على صعيد الأداء الداخلى يبذل الرئيس مجهودا رهيبا لم يظهر تأثيره بعد بسبب البيروقراطية الضاربة فى أعماق الدولة، والموروث والتركة الثقيلة الموجودة على المستوى الاجتماعى والثقافى والإعلامى، لذلك لم نشعر بتحقق انجازات على المستوى الداخلى فى غضون السنة.

ــ الرئيس يبذل جهدا غير عادى وغير تقليدى على عدة مستويات، فتقييم الأداء الخارجى مبهر، وحقق فى سنة ما كان يمكن أن يستغرق العمل فيه سنوات عديدة.

ــ علاقة السيسى بالأحزاب جيدة وأثبت ذلك بالدليل القاطع عندما تدخل لرأب الصدع فى حزب الوفد، لكن اللقاءات مع الأحزاب لا تكفى وحدها، والأحزاب لابد أن تكون على قدر المسئولية.

ــ أتوقع انعقاد البرلمان وإجراء الانتخابات لإتمام خارطة الطريق بالكامل؛ لأن عدم وجود برلمان يخلق حالة فراغ سياسى ويضع المسئولية كلها على عاتق الرئيس لأنه لا يوجد برلمان يقف معه، وسبب تأخير البرلمان المعايير الشائكة لتقسيم الدوائر الموجودة فى الدستور فأدى لصعوبة انتخاب مجلس النواب.

شعبان عبدالعليم: أطالب بتحقيق مصالحة وطنية
ــ أهم إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو مشروع قناة السويس الجديدة، بجانب تحسين العلاقات الخارجية مع الدولة العربية والأفريقية، بالإضافة إلى نجاح المؤتمر الاقتصادى.

ــ هناك إنجازات تم تحقيقها فى ملف الأمن والاستقرار، ولكنْ جزء منها على حساب حقوق الإنسان ولابد من إحداث توازن بينهما.

ــ ما لم يحققه الرئيس خلال العام، هو عدم إجراء انتخابات برلمانية لاستكمال مؤسسات الدولة، كما لم تتحقق حتى الآن العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، بجانب «عشرات الآلاف المعتقلين فى السجون» وكان من المفترض الإفراج عن كل من ليس له أى علاقة بالإرهاب والعنف.

ــ لا توجد رؤية ومعايير واضحة فى اختيار المحافظين، والاعتماد على معيار أساتذة الجامعات أو المستشارين أو العسكريين معيار فاشل، لعدم امتلاكهم خبرة فى الحكم المحلى وهو ما ترتب عليه فشل عدد كبير من المحافظين.

ــ هناك إسراف فى إصدار القوانين منذ تولى الرئيس السيسى السلطة، مما يترتب عليه صعوبة مناقشة تلك القوانين داخل مجلس النواب المقبل حسب ما نص عليه الدستور خلال مدة لا تتجاوز 15 يوما، وكان على الرئيس الاكتفاء بإصدار القوانين الملحة فقط، وتأجيل معظمها للبرلمان المقبل.

ــ فى العام الثانى لفترة رئاسته، أدعو الرئيس إلى تحقيق مصالحة وطنية لا تقتصر على جماعة الإخوان فقط، ولكن تكون شاملة جميع الأطراف، وليس الاعتماد على الملف الأمنى وحده، ولابد من الإفراج عن كل من لم يتورط فى أعمال عنف.

محمد أبوالغار: المشروعات العملاقة بلا دراسة جدوى
ــ المشكلة الكبرى فى كشف حساب الرئيس هى وجود الإرهاب والإخوان وتنظيمهم، فهذا العامل يربك أى نظام ويفقده توازنه، ولو كان ينوى أن يكون ديمقراطيا فمن الممكن جدا أن يعيقه هذا السبب، وهذه هى المعضلة الكبرى فى حكم مصر منذ مقتل محمود باشا النقراشى سنة 1948.

ــ الوضع الاقتصادى صعب جدا جدا وأكبر من أى رئيس، والسيسى يحاول بجدية واستطاع الحصول على معونات كبيرة، لكن المشكلة أن المشروعات العملاقة مثل مشروع العاصمة الإدارية تتم دون دراسة جدوى، ودون عرضها على المتخصصين ثم الشعب، ومثلا «ما ينفعش أجيب ماكيت وأقول دى العاصمة التى تتكلف 50 مليار» دون أن يخضع هذا الكلام للمناقشة.

ــ بخصوص موضوع الأمن الناس تشعر بالقلق؛ لأننا لم نكن نتوقع أن يطول موضوع سيناء، ويصل لهذا الحد من العنف الشديد وعدد الشهداء الضخم كان غير متوقع على الإطلاق وليس لدى تفسير بسبب طول المدة الزمنية.

ــ العلاقات الخارجية أدى فيها بأحسن ما يمكن، فعلاقاته مع الدول العربية معقولة جدا وأصلح علاقات مصر مع عدد كبير من الدول الأفريقية، كما أقام علاقات جيدة مع دول أوربا رغم أنهم غير راضين عن طريقة انتقال الحكم بعد 30 يونيو.

ــ كنت أتوقع أن يجمع السيسى القوى المدنية معه لمواجهة العدو المشترك، فأى قائد ماهر لابد أن يجمع أنصاره، ولا يجب أن تكون أحزاب وتيارات الدولة المدنية خارج جبهته، ولكن هذا لم يحدث فقد قسم جبهته وهذا خطر، ولو وحد القوى المدنية معه سيحدث تقدم الديمقراطية .

عبدالغفار شكر: الرئيس ينقصه طرح رؤية استراتيجية
ــ السيسى حظى فى عامه الأول بشعبية واسعة النطاق، كونه قادرا على إقناع فئات كبيرة من الشعب بوجود شخصية قوية على رأس السلطة، كما نجح فى تغيير علاقات مصر الخارجية من خلال المؤتمرات الدولية وزياراته المتعددة، مما ترتب عليها تزايد التأييد الدولى لمصر، وإن كان مازال الطريق طويلا أمام فى هذا الملف.

ــ كما يحسب له أيضا مكافحة الإرهاب الداخلى على مدى عامين، فى ظل تصاعد الهجمات الإرهابية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى وتوليه رئاسة مصر، مع عدم اللجوء لمحاكمة المعارضين أمام محاكم استثنائية.

ــ نظام السيسى سيستقر عندما ينعقد البرلمان الأول بعد ثورة 30 يونيو، كى يتسنى لحكومته، أيا كان رئيسها، طرح برنامجها العام أمام مجلس النواب، ومن ثم يشكل المعارضون والموالون رأيهم فى النظام، لكن دون ذلك لن يستطيع أحد الحكم على النظام السياسى، لأن المواقف مرهونة بإقامة أركان الدولة أولا.

ــ ما ينقص الرئيس فى عامه الأول، وسيظل الرهان على نجاحه فى استكمال دورته الأولى، هو عدم طرحه لرؤية أو استراتيجية واضحة لإدارة ملفات الدولة، وباستثناء ذلك فهو استطاع أن ينجز عدة ملفات محورية تُحسب له.

ــ أطالب الرئيس بإعلان موقفه من ملفى الحريات والتطور الديمقراطى فى مصر بعد ثورتين، فلابد أن تتضح الرؤى؛ كى نعلم إذا ما كنا نسير فى طريق تأسيس دولة ديمقراطية أو سنعود للسلطوية من جديد، وما نريده هو معرفة مصر رايحة على فين »؟.

خالد داوود: السياسات الاقتصادية تشبه عهد مبارك
ــ الإنجاز الحقيقى للسيسى هو الاهتمام بالعلاقات مع أفريقيا، وتعامله بأسلوب غير مسبوق مع ملف إثيوبيا.

ــ ملف الإرهاب مازال يتعامل معه بالمنطق الأمنى فقط دون تقديم حلول سياسية، ولا يمكن أن نتوقع نتائج مختلفة طالما نطبق نفس سياسات دولة مبارك.

ــ السياسات الاقتصادية التى يتبعها تشبه الطرق التى اتبعها الرئيس المخلوع مبارك، مثل المشروعات الكبيرة التى تنفذ على سنوات وبلا تأثير على الأغلبية من محدودى الدخل وتقديم تسهيلات للمستثمرين دون أن يعود بالنفع على محدودى الدخل.

ــ توقعت أن يرسخ السيسى تحالف 25 /30 والشراكة التى تمت بين المساهمين فى 25 يناير ونجحوا فى 30 يونيو، وأن يكون هناك خطوات أكثر إسراعا فى تلبية مطالب عادله للمواطنين على مستوى التعليم والصحة وتحسين مستوى الدخول.

ــ توقعت أيضا الإفراج عن الشباب المحبوسين بموجب قانون التظاهر والاهتمام بملف الحريات والديمقراطية والإسراع بملف الانتخابات. السيسى تعهد أمام العالم فى الأمم المتحدة، أن الانتخابات تتم فى 2014، والآن الوعد تأجل عام كامل.

ــ الرئيس كان من المفروض أن يكون اكثر حرصا على تطبيق الدستور حتى لا ندخل فى مرحلة شبيهة بعهد مبارك، مرحلة «دستور على الرف»، لدينا دستور معقول لكن لا نطبق بنوده ونصدر قوانين تخالفه مثل قانون التظاهر.

أكمل قرطام: نجاح منقطع النظير
ــ أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد مرور عام على حكمه، يحسب له فى الوقت التى كانت الدولة فيه على شفا حفرة من النار، والمؤامرات تحيط بها من كل الاتجاهات.

ــ نجح الرئيس فى الشئون الداخلية والخارجية نجاح منقطع النظير فى ظل الظروف الراهنة، الشىء الوحيد الذى لم يفعله خلال هذا العام هو عدم دعم الحياة الحزبية فى مصر.

ــ الرئيس ليس عليه أى مسئولية فى تأخير إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهذه مسئولية الحكومة واللجنة المكلفة بتعديل قوانين الانتخابات.

ــ أطالب الرئيس بتنفيذ عدة خطوات فى السنة الثانية من حكمه، أولها أن تدار الدولة بشكل ديمقراطى، بدون ذلك لن ننجح فى محاربة الفساد ولن نحقق العدالة الاجتماعية.

ــ لابد من تدخل الدولة لدعم الأحزاب بشكل أو آخر، وغير ذلك لن تحقق الديمقراطية، الشعب والنخبة عليها دورا أيضا فى تقوية الأحزاب، والحكم الديمقراطى أهم أركان الدولة الحديثة.

ــ لابد من وجود تساوى فى التعليم والصحة والحد الأدنى للكرامة، ودخل مناسب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 2000 جنيه، وإلغاء التمييز فى مؤسسات العمل بين جميع المواطنين، بجانب ما أبداه الرئيس من إصلاح اقتصادى والعناية بالأمن القومى علية أن يستكمله.

ــ كنا نتمنى تواصل أكثر من الرئيس مع الأحزاب لاستيعاب أفكارهم لتفادى حل مجلس النواب.

صفوت النحاس: ناجح بامتياز
ــ نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عامه الرئاسى الأول، بامتياز، خاصة فيما يتعلق بإدارة ثلاثة ملفات قوية، هى: الاقتصاد، مع زيادة معدلات النمو معدل النمو والتوقعات بأن يصل إلى 7% خلال عام ونصف، بما يوفر فرصا أكثر للعمل ولتشغيل الشباب، وكذلك ملف الأمن، فهو فى تحسن مستمر رغم ما ينتهجه الإخوان من آليات جديدة فى الحشد والتمويل بطرق مختلفة ومتنوعة ولجوءها لمهاجمة أملاك الشعب، فضلا عن ملف العلاقات الخارجية، التى حدث بها تقدم شديد، أعاد لمصر مكانتها فى المجتمع الدولى بزيارته الناجحة لـ17 دولة حققت فوائد عادت بالخير على الشعب.

ــ كما عمل الرئيس على مشروعات البنية الأساسية، من كهرباء ووقود وطرق، بشكل مكثف، وقد لاحظنا تطورا كبيرا بها.

ــ ما آمله فى العام الثانى هو التركيز على ملفى التعليم والصحة، لأنهما بحاجة لخطة سليمة تنفذ فى السنوات المقبلة.

ــ أطالب بتوسيع المجال السياسى من خلال الأخذ بالمناسب من مقترحات القوى السياسية المتعلقة بقانون التظاهر والعملية الانتخابية، وإصدار ميثاق شرف انتخابى بين الأحزاب.

اقرأ أيضا:

عام على «المليون فدان» والإنجاز 50%

قناة السويس الجديدة.. «ترمومتر الإنجاز» للسنة الأولى من حكم السيسى

عمرو الشوبكى: السيسى يدير البلاد بالطبعة الأخيرة لنظام مبارك

السيسى ومجلس النواب.. عام من الوعود والآمال المؤجلة

خبراء يختلفون حول دور المجالس التخصصية المعاونة للرئاسة

يسألونك عن توسعات الطرق فقل: فيها منافع لقناة السويس الجديدة

السيسى.. 365 يوما فى الحكم

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved