جون ستيوارت يودع جمهوره بالدموع

واعتاد نجم التليفزيون الأمريكى الشهير توجيه النقد اللاذع لجميع مناحى الحياة الأمريكية، حتى تحول إلى أن يكون أحد أكثر الشخصيات تأثيرا فى الولايات المتحدة. وحسب الخطة المستقبلية للبرنامج فسيحل مكانه الساخر تريفور نواه أو نوح الكوميدى من جنوب أفريقيا، والذى سيبدأ عمله، فى سبتمبر المقبل.

وفى اللقاء الذى جمعه مع الممثل والكاتب الكوميدى ستيفن كوبرت، أحد من برزوا معه فى برنامج «دايلى شو»، لم يستطع ستيوارت حبس دموعه تأثرا بتلك اللحظة.

كانت تفاصيل الحلقة الأخيرة التى تبثها محطة «كوميدى سنترال» وهوية الضيوف طى الكتمان، حتى تمت إذاعتها يوم الخميس الماضى.

ووجه ستيوارت الكلمات الاخيرة فى الحلقة إلى جمهوره قائلا لهم «هناك الكثير من الناس الذين يجب أن اشكرهم ولا أستطيع ان افعل ذلك بشكل معقول فى الوقت المخصص له، فقد اعطانى الناس الذين عملوا هنا الموهبة والالهام للتطوير خلال كل هذه السنوات، فهذا هو أروع مكان، وبصدق اليوم لا ازال اشعر كأنه حلم، وفى الوقت الحالى هناك الكثير من الحب والفخر يملآن هذا المبنى، ولا استطيع ايضا ان اشكر الناس التى

عملت هنا ولا الجمهور بالقدر الكافى، وأعجز عن شكر «كوميدى سنترال» بما فيه الكفاية على دعمهم وحماسهم خلال تلك السنوات».

ثم اضاف «واريد ان اشكر زوجتى واطفالى نات وماجى لانهم علمونى كيف يبدو الفرح، ومثلما قال احد الفنان الذين اعجبت بهم انه يرى ان مشواره المهنى مثل محادثة طويلة مع الجمهور أو كحوار وانا حقا معجب بهذا التشبيه لاسباب عديدة ولكن السبب الرئيسى هو لأنه ياخذنا بعيدا عن فكرة «النهائية»، لانه مجرد محادثة، وهذا البرنامج لن ينتهى فنحن فقط نأخذ وقفة صغيرة فى المحادثة والتى بالمناسبة كنت متسلطا فيها،

وأعتذر عن ذلك، فكان يجب أن ادير الكاميرا فى بعض النقاط لأسال إذا كان لديكم يا رفاق أى شىء تضيفونه، فقد كنت فعلا مسيطرا على ذلك بطريقة انانية جدا».

وصرح ستيوارت فى النهاية «يمكن ان اقول إنها مجرد وقفة فى المحادثة، وبدلا من ان اقول وداعا أو ليلة سعيدة سأقول ساذهب للحصول على شراب وانا متاكد اننى ساراكم قبل ان أغادر».

رحل ستيوارت، تاركا وراءه أرشيفا كبيرا من السخرية الهادفة وبصمة كبيرة فى الإعلام والعالم، وملايين الضحكات حيث استطاع جون ستيوارت من خلال هذا البرنامج ان يعبر إلى قلوب المشاهدين ويصبح علامة بارزة فى الاعلام الامريكى، ذلك وفقا لما نشره موقع تايم.

كان ستيوارت أعلن عزمه الاعتزال، فى حلقته، التى أذيعت فى فبراير الماضى وقال حينئذ «سأتناول العشاء، فى أيام الأسبوع، مع أفراد عائلتى، الذين سمعت من مصادر متعددة أنهم أشخاص لطيفون»، فى إشارة ساخرة إلى عدم رؤيته عائلته، خلال السنوات الماضية، بسبب عمله.

بدأ جون ستيوارت مسيرته عام 1987، عبر «ستاند أب كوميدى» ليبدأ بعدها مسيرته التلفزيونية عبر برنامج Short Attention Span Theater على «كوميدى سنترال»، والتى انتقل منها إلى «إم تى فى» مع The Jon Stewart Show، ثم برنامج You Wrote It، You Watch It على القناة نفسها، ليعود إلى «كوميدى سنترال» فى أوائل 1999 مع «ذا دايلى شو».

دعم النقاد ستيورات منذ البداية فبعد تسلمه البرنامج من كريج كيلبورن، وكتبت «نيويورك تايمز» حينها: «جون ستيوارت يتعامل مع البرنامج بشكل مختلف وطريف أكثر من سلفه. من الواضح أن البرنامج فيه مجهود جماعى ولا يعتمد على شخصية واحدة، كما أن المقابلات فيه أصبحت أكثر حنكة». واعتبرت «لوس أنجلوس تايمز» حينها أن «ستيوارت ليس مغرورا، إنما هو شخصية كوميدية تعرف كيف تتعامل مع البرنامج

بذكاء».

فاز ستيوارت بـ18 جائزة «إيمى»، وكان له تأثير كبير عبر الشاشة على السياسة الأمريكية وعلى المشهد الإعلامى الساخر حول العالم. وقد سخر ستيوارت من إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، والسياسى الجمهورى الأمريكى كريس كرستى، وديك تشينى وغيرهما. كما انتقد ستيوارت بشكل لاذع قناتى «سى إن إن» و«إم إس إن بى سى» مرات عدة. وكان أبرز من انتقدهم ستيوارت، أيضا، المرشح الرئاسى الأمريكى، الملياردير دونالد ترامب.