اضطراب غير مسبوق في بريطانيا.. موظفون خائفون ومكاتب ومتاجر مغلقة.. ما القصة؟

آخر تحديث: الخميس 8 أغسطس 2024 - 10:40 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

تعيش بريطانيا اضطرابات عنيفة في الشارع لأول مرة في تاريخها امتدت لأسبوع، حيث تم إلغاء مواعيد الأطباء العامين والمستشفيات، بينما أغلقت الحانات والمتاجر والمكاتب أبوابها لأن الموظفين خائفون للغاية من الذهاب إلى العمل، بينما تستعد البلاد لمزيد من الفوضى "اليمينية المتطرفة".

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أمس الأربعاء، إن "بلطجية اليمين المتطرف" يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل المشفرة للتخطيط للعنف في جميع أنحاء المملكة المتحدة الليلة.

وأشارت الصحيفة، إلى تجنيد ما يقرب من 6000 ضابط شرطة بعد ظهور قائمة بـ38 موقعًا يمكن للمتظاهرين إحداث الفوضى فيها، بما في ذلك مراكز الهجرة وملاجئ اللاجئين ومنازل المحامين في وقت متأخر من الليلة الماضية.

وأظهرت رسائل مسربة من قنوات تيليجرام اليمينية المتطرفة، أن المشاركين فيها هددوا حياة النشطاء المناهضين للعنصرية، باستخدام عبارات مسيئة وتبادل النصائح حول كيفية "تغطية أنفسهم" أثناء استعدادهم لمظاهرات جديدة اليوم.

وأدت الفوضى التي اجتاحت شوارع بريطانيا -منذ زعم كثيرون أن 3 فتيات تعرضن للطعن على يد مهاجر في مدرسة رقص بساوثبورت الأسبوع الماضي- إلى توقف أجزاء من البلاد، مع إلغاء المواعيد الطبية لأن الموظفين خائفون للغاية من الذهاب إلى العمل.

وتبين أن أحد مكاتب المحاماة المتخصصة في قضايا الهجرة المدرجة على قائمة المطلوبين قد أغلق أبوابه هذا الصباح، كما قامت مؤسسات تجارية أخرى بما في ذلك الحانات ومصففي الشعر باتباع نفس النهج، في حين تستعد المجتمعات الخائفة لموجة جديدة من العنف وتلجأ إلى الشرطة لحمايتها.

يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه السلطات المشاركين من أنهم قد يواجهون اتهامات بالإرهاب فيما يتعلق بأعمال الشغب التي حرض عليها بعض الشخصيات على الإنترنت، في حين يواجه أكثر من 100 شخص بالفعل مواعيد المحكمة بسبب أعمال الشغب، بالإضافة لأعمال واسعة من السرقة والنهب.

وفي بريستول، التي تعد ضمن قائمة الأهداف المحتملة، قال أحد المحامين إنه لم يشعر بمثل هذا الخوف منذ العصر الذهبي للحزب الوطني البريطاني.

-عنف ضد المسلمين

قبل أيام، ذكر نشطاء بريطانيون على موقع إكس، أن نشطاء يمينيون "متطرفون" حرضوا على أعمال شغب ضد المسلمين بسبب مزاعم قتل فتيات على يد احد المهاجرين.

وشارك النشطاء فيديو على إكس، يظهر تعرض كشك للدعوة الإسلامية يقدم القرآن الكريم مجانًا لهجوم عنيف في وسط مدينة ليفربول.

وقال أحد السكان لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" هذا الصباح: "نصحوني بالعمل من المنزل لأن مكتبي يقع في مكان بدء الاحتجاجات، أشعر بالتهديد ولم أشعر بخوف مثل هذا منذ أن كان الحزب الوطني البريطاني بكامل قوته"، وتابع، "لا ينبغي استهداف المحامين، وخاصة أولئك الذين يركزون على قضايا اللجوء والهجرة، بأي حال من الأحوال، فالسياسة ليست في أيديهم، بل في أيدي الساسة".

وأردف: "ملاحقة الأشخاص الذين يمثلون طالبي اللجوء والمهاجرين الشرعيين الذين يأتون إلى هنا برعاية العمل وما شابه ذلك، ومهاجمتهم وجعلهم يشعرون بالتهديد أمر مخزٍ".

يأتي ذلك بينما اجتمعت شرطة المدينة الليلة الماضية مع مجموعة القيادة الاستراتيجية للمسلمين في بريستول (BMSLG) لطمأنة المجتمع بأنه لن يكون هناك أي تهديد للمساجد وسبل عيشهم من قبل مثيري الشغب.

وقالت عديلة شافي، من المجموعة: "يشعر الناس بالخوف والترهيب والقلق وليسوا متأكدين من أين يتجه هذا الأمر"، مضيفة: "لقد كان الأمر أسوأ مما كان عليه منذ فترة طويلة، لأنه بالطبع لدينا الآن وسائل التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الرسائل من اليسار إلى اليمين والوسط".

وتابعت: "هناك الكثير من عدم اليقين والقلق والتوتر بشأن ما يجب أن أفعله -هل يجب أن أغلق عملي، هل يجب أن أبقي أطفالي في المنزل؟، نحاول طمأنة هذه المجتمعات بأن الشرطة والسلطات تبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامتنا وتمكين الناس من ممارسة أعمالهم المعتادة".

واستطردت "في نهاية المطاف نحن نعيش في دولة ديمقراطية ويجب أن يكون الناس قادرين على الاحتجاج، ولكن الفوضى التي شهدناها هي الشيء المخيف".

-نتائج مذرية للعنف

أدى التهديد بالعنف إلى قيام بعض الشركات والجمعيات الخيرية بإغلاق أبوابها في محاولة للحفاظ على سلامتها.

وفي شمال شرق إنجلترا، قالت إحدى الجمعيات الخيرية للاجئين، والتي لم يتم الكشف عن اسمها، إن متطوعيها تعرضوا لانتهاكات عنصرية في الأماكن العامة، في حين قالت جمعية أخرى إن الأشخاص الذين استخدموا خدماتها كانوا "مرعوبين"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved