شماريخ نارية وملوخية ناشفة.. طرق مختلفة للاحتفال بالمولد النبوي في الأقصر

آخر تحديث: السبت 8 أكتوبر 2022 - 2:22 م بتوقيت القاهرة

محمد راشد

احتفل أهالي الأقصر، بالليلة الختامية للمولد النبوي الشريف، وذلك عبر أشكال كثيرة جاءت في مقدمتها الأكثر اختلافا، وتعد حديثة على احتفالات باقي أهل مصر بتلك المناسبة العظيمة.

وفي نجع العقاربة بمدينة الطود جنوب الأقصر، احتفل الأهالي بالمولد النبوي الشريف على طريقتهم الخاصة، بعدما قاموا بعمل مأدبة "ملوخية" كبرى في ساحة القرية المركزية التابعة لمسجد النجع تجمع لها المحتفلين بالذكرى الشريفة.

وقال عبد الصبور سلطان، من أهالي نجع العقارية، إن الجميع كبار وصغار افترشوا أرض الساحة لتناول الملوخية الجافة "الناشفة"، عبر ملأها في أكواب، أطباق وزجاجات مع قطع اللحم الشهية، ثم يعودا إلى منازلهم لاستكمال احتفالاتهم مع أسرهم، أو الاستماع للمداحين في ليالي الذكر والإنشاد التي تنظم بعد الانتهاء من مأدبة الملوخية.

وأضاف سلطان، لـ"الشروق"، أن مأدبة "الملوخية" توارثتها وتناقلتها الأجيال عبر اختلاف الأزمنة في نجع العقاربة وأصبحت ميراث معتاد لأهل البلد يعبر عن احتفالهم بالمولد النبوي الشريف مثله مثل باقي الأنواع المختلفة لاحتفالات الشعب المصري، كإقامة ليالي المدخنين والمنشدين و«الدورة» في الشوارع.

وأشار سلطان، إلى أن الليلة الختامية من احتفالات للمولد النبوي الشريف في نجع العقاربة تشهد خروج الأهالي على مختلف أجناسهم وأعمارهم يحملون الأكواب والآنية وطناجر الطبخ الصغيرة، ويتوجهون بها إلى ساحة النجع الرئيسة، لأخذ نصيبهم من قدور الملوخية "الناشفة"، مع قطع اللحم البلدي وأطباق الأرز ثم يعودون إلى منازلهم أو ينظموا مجموعات على أرض الساحة، ويهموا بتناول وجباتهم، ثم تنظيم جلسة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

ونبه محمود جلال، أحد القائمين على مأدبة الملوخية بنجع العقاربة، أنه يتم تجهيز أيضًا "الكمونية" وهي وجبة تراثية يشتهر بها أهالي الصعيد، وهي عبارة عن خليط من الصلصة ممتزج ببعض اللحوم البيضاء من الثور الذي تم ذبحه، وتقدم مع وجبات "الملوخية"، ولها شهرة كبيرة جدا بصفة خاصة في أفراح الصعيد.

وكشف جلال لـ"الشروق"، أن أصل القصة يعود إلى رواية أجدادهم بامتلاك أحد المؤسسين للقرية لبقرة كانت على وشك الولادة قبل ذكرى المولد النبوي في إحدى السنوات البعيدة، وعندما تصادف ذلك مع الذكرى الشريفة نذر صاحب البقرة لله أن يخصص كل عجل تلده طيلة حياتها لإطعام الناس، وعمل وليمة به يوم ذكرى المولد النبوي، فتصادف أن هذه البقرة ظلت تلد عجولاً من الذكور ولم تلد إناثاً قط، فاستمر الرجل يذبح كل عجل في كل عام، واعتبر أهالي القرية بدورهم أن هذا العجل يخصهم جميعًا، فتركوه طليقاً في مزارعهم وبيوتهم وأحواشهم، واعتبروا أن مهمة إطعامه ورعايته تخصهم جميعاً، لدرجة أنهم كانوا يبحثون عنه بصعوبة في مزارعهم وأحواشهم حين يحل ميعاد ذبحه.

وفي قرية أولاد سند بالرزيقات بمدينة أرمنت، احتفل أهالي القرية وبصفة خاصة الشباب بالليلة الختامية للمولد النبوي الشريف، عبر تنظيم مجموعات شبابية في شوارع القرية، وإطلاق الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية في السماء، وذلك على أنغام الأغاني التراثية والشعبية ذات الطباع الديني، وذلك حسبما روى أحمد خير- أحد أهالي القرية وضمن القائمين على تنظيم الاحتفالات.

وأكد خير، لـ"الشروق" أن معظم شباب القرية وهم يمثلون الأغلبية من عدد السكان، اعتادوا على الاحتفال بمثل تلك المناسبة العظيمة بهذه الطريقة التي يخرجون فيها كل طاقتهم الحماسية تجاه الاحتفال بمولد أعظم الأنام، ثم بعدها يباشرون الطرق التقليدية التي تتم في أغلب قرى الصعيد، كإقامة مأدبة العشاء وحضور ليالي الذكر الحكيم والمديح.

ولفت خير، إلى أن الأقصر لا تعرف نوع هذا الاحتفال، لذلك لا توجد هذه النوعية أو الطريقة من الاحتفالات إلا في أولاد سند بالرزيقات، لذلك يأتي العديد من المحتفلين بالمولد من أنحاء مختلفة من المحافظة للمشاركة في الاحتفال وأخذ بعض الصور التذكارية للاحتفاظ بها، إن لم يتمكن من المجيء العام المقبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved