طوفان الأقصى.. منافسو بايدن يشنون هجوما عنيفا بحقه بسبب معركة حماس ضد إسرائيل

آخر تحديث: الأحد 8 أكتوبر 2023 - 1:24 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً داخلية كبيرة بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على مستوطنات متفرقة في الأراضي المحتلة "إسرائيل"، منذ صباح أمس السبت 7 أكتوبر.

وتتحدث وسائل إعلام أمريكية عن تأثير الهجوم على السياسة الخارجية لبايدن في ظل نقد واسع يتلقاه من سياسيون منافسون له.

حيث قال خبراء، إن الهجمات التي شنها مقاتلو حماس تكشف عن أوجه القصور في الاستخبارات الإسرائيلية، بينما تثير تساؤلات جديدة حول ما ستحصل عليه الولايات المتحدة مقابل الوقت الذي تقضيه في بناء قدرات المراقبة والشراكات في الشرق الأوسط المضطرب، بحسب "NBC NEWS" الأمريكية.

وصرح بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط: "ما حدث فشل استخباراتي هائل من قبل الإسرائيليين والأمريكيين، لا أرى أي سبب للاعتقاد بأن واشنطن أو تل أبيب كان لديهما أي توقع بشأن الهجوم الذي حدث".

وتعهد الرئيس بايدن باستعادة الكفاءة في ساحة السياسة الخارجية، ولكنه حالياً يواجه اتهامات من منافسيه السياسيين بأن بؤر الاضطرابات العالمية تتضاعف في عهده، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين ينقلبون ضد شحنات الأسلحة التي تقدمها إدارة بايدن إلى أوكرانيا في حربها مع روسيا، ويتوقع جنرال في القوات الجوية الأمريكية أن الولايات المتحدة والصين قد تكون في حالة حرب قريباً، حيث نشرت "NBC NEWS" في يناير 2023 مذكرة للجنرال مايك مينيهان، قال فيها: "آمل أن أكون مخطئًا، حدسي يخبرني أنني سأقاتل في عام 2025".

كما أن مبادرة إدارة بايدن لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية معرضة لخطر الانهيار، إذا أسفرت حرب إسرائيل ضد حماس عن مقتل مدنيين فلسطينيين في غزة، فقد يرفض السعوديون فكرة تحسين العلاقات.

وقال ريدل: "لقد بذلت إدارة بايدن جهداً جباراً للعمل على اتفاق التطبيع، ربما يكون هذا الأمر في عداد الموتى حالياً، وبمجرد ظهور صور لمئات الضحايا الفلسطينيين فإن فكرة التطبيع سوف تفشل".

وسارع المرشحون الرئاسيون الجمهوريون إلى انتقاد بايدن بعد أن شنت حماس هجومها، حيث أصدرت حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بيانا رد فيه: "قبل شهر واحد، حذر الرئيس ترامب من أن ضعف جو بايدن ودفع 6 مليارات دولار لإيران سيستخدمان في الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا بالضبط ما يحدث الآن".

لا يوجد دليل على أن المبلغ ساعد في تمويل الهجمات، وقال مسئولون أمريكيون، إن الأموال لا يمكن استخدامها إلا للأدوية والغذاء والأغراض الإنسانية بموجب الشروط الموضوعة، ومع ذلك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مقابلة سابقة مع شبكة إن بي سي نيوز، إن حكومته ستقرر كيفية إنفاق المبلغ.

وردت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، على بيان ترامب وقالت: "هذه الأموال ليس لها أي علاقة على الإطلاق بالهجمات المروعة اليوم، وهذا ليس الوقت المناسب لنشر معلومات مضللة".

وفي مقطع فيديو نُشر، أمس السبت، قال حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، وهو مرشح رئاسي آخر، إن سياسات بايدن "تساهلت مع إيران وساعدت في ملء خزائنهم".

وتحدث بايدن مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح أمس السبت، وفي وقت لاحق من نفس اليوم، ألقى خطاباً تلفزيونياً مقتضباً من البيت الأبيض، قال فيه إن دعم أمريكا لإسرائيل صارم، بينما حذر أعداء إسرائيل من "استغلال هذه الهجمات".

وقال ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في إدارة ترامب، في مقابلة: "هذا حقًا شيء لم تشهده إسرائيل من قبل"، وفي حديثه من القدس المحتلة، قال فريدمان إنه سمع حوالي 10 صفارات إنذار للغارات الجوية منذ بدء الصراع، مما أجبر عائلته على اللجوء إلى ملجأ، " الناس غاضبون ومتألمون ويشعرون بالضعف الشديد بطرق لم تحدث لهم منذ عقود".

وفي معارك سابقة مع حماس، واجهت إسرائيل ضغوطا دولية للانسحاب، وإذا تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، فقد يدعو أعضاء الكونجرس التقدميون بايدن إلى مطالبة نتنياهو بالتراجع وذلك سوف يضع بايدن في حرج.

ومن التعقيدات الأخرى التي يواجهها بايدن، العلاقة المشحونة مع نتنياهو والتي تعود إلى سنوات مضت، حيث عارض نتنياهو الاتفاق النووي الإيراني وأشاد بـ"القرار الجريء" كما وصفه، الذي اتخذه ترامب عندما انسحب الرئيس السابق من الاتفاق، وقال أيضًا إن ترامب قد صنع "التاريخ" بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس.

كما عارض بايدن علناً الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي أجراه نتنياهو، والذي من شأنه أن يمنح نتنياهو وحلفائه المزيد من السيطرة على المحكمة العليا، وأثارت هذه الخطوة احتجاجات واسعة النطاق في إسرائيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved