عام من الحرب.. كيف غيرت الحرب على غزة حياة الفلسطينيين الأميركيين؟

آخر تحديث: الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 - 10:42 ص بتوقيت القاهرة

عبد الله قدري

بعد مرور عام على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، يعاني الفلسطينيون الأميركيون من أزمة عميقة تعكس تأثير هذه الأحداث على حياتهم. فقد شاهدوا من بعيد، وبألم، الهجمات المدمرة التي أودت بحياة عشرات الآلاف في غزة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان".

بحسب الجارديان، بدأ الفلسطينيون الأميركيون بتنظيم أنفسهم لمناهضة الحرب، وهم يصارعون مشاعر الحزن والذنب بسبب معاناتهم الشخصية والعائلية، بالإضافة إلى شعورهم بالخيانة من جانب الولايات المتحدة، التي تواصل دعمها للحملة العسكرية الإسرائيلية.

دنيا الجمل من نيويورك، شابة تبلغ من العمر 24 عامًا، تعبر عن مشاعر الذنب التي تأكلها على حد وصفها. تقول دنيا إنها قبل سنوات التقت بفتاة من غزة خلال مخيم في الضفة الغربية، وفي العام الماضي فقدت هذه الفتاة أقاربها خلال الهجمات الإسرائيلية.

تضيف دنيا: "أشعر بالعجز. بعد أحداث أكتوبر، قطعت علاقتي بالعديد من الأصدقاء الذين ظلوا غير مدركين لما يحدث. ولكن من خلال نشاطي، وجدت أصدقاء جدد". وتحدثت دنيا عن مشاركتها في المعسكر بجامعة كولومبيا وتقول إن الدعم الذي تلقته، ليس فقط من المسلمين أو الفلسطينيين بل من مختلف الخلفيات، كان ملهماً لها.

أما ليلى جيريس، البالغة من العمر 84 عامًا والمقيمة في كاليفورنيا، فتسترجع ذكريات النكبة، إذ كانت طفلة في الثامنة عندما استولت إسرائيل على بلدتها عين كارم.

تقول ليلى: "الآن أعيش في الولايات المتحدة، وأحبها، لكنني أرى أنها ليست وسيطًا أمينًا. أموال الضرائب الأميركية تُستخدم ضدنا في غزة". ورغم كل هذا، تعبر ليلى عن إيمانها بأن الفلسطينيين سينتصرون في النهاية، وتقول إنها تتابع الأخبار من قنوات مثل الجزيرة وتُصلي بجدية من أجل الفلسطينيين.

د. عماد شحادة، طبيب أمراض الرئة المقيم في ميشيجان والبالغ من العمر 48 عامًا، يعيش أزمة عائلية خاصة مع وجود أخته عالقة في غزة مع عائلتها.

يعبر شحادة عن مشاعر العجز والحزن قائلاً: "فقدت 20 من أقاربي منذ بدء الهجمات الإسرائيلية. أختي تتمنى أن تلقي إسرائيل قنبلة نووية على المدينة لإنهاء المعاناة". ويضيف شحادة: "كطبيب أشعر بالعجز عن إنقاذ حياتهم".

كما يشير إلى أن دعمه السابق للحزب الديمقراطي الأميركي تراجع بسبب استمرار الحزب في تمويل الجيش الإسرائيلي، مما دفعه لإعادة النظر في قناعاته السياسية.

صابرين عودة، ناشطة مجتمعية تبلغ من العمر 29 عامًا من سياتل، تعبر عن مشاعر مماثلة بعد تعرضها للاعتداء خلال مظاهرة لدعم فلسطين.

تقول صابرين: "في العام الماضي، شعرت بالذنب لأنني لا أقدم المزيد لفلسطين. رغم أنني لا أؤمن كثيرًا بالنظام السياسي الأميركي، إلا أنني سأكون مندوبة في المؤتمر الديمقراطي لأنني أريد الدفاع عن فلسطين". تضيف صابرين أنها بدأت تعرّف نفسها كأميركية فلسطينية لتعبر عن هويتها بشكل أكثر قوة أمام النظام الأميركي.

أما وائل بوحيصي، وهو مهندس كهربائي يبلغ من العمر 56 عامًا من كاليفورنيا، فقد اتخذ خطوة جريئة برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية بتهمة تسهيل الإبادة الجماعية التي قتلت أقاربه. يقول بوحيصي: "لم يكن قرارًا سهلاً أن أعلن عن هويتي، لكن الأشهر الأخيرة جعلتني أكثر جرأة". يتحدث بوحيصي عن متابعته اليومية للأخبار التي تروج للرواية الإسرائيلية، ويعبر عن استيائه من ندرة التركيز الإعلامي على الفلسطينيين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved