انتقادات داخل إسرائيل.. تفاصيل إدراج حرب غزة ضمن قائمة الإبادات الجماعية على ويكيبيديا

آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 5:12 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير أن محرري موسوعة "ويكيبيديا" في نسختها الإنجليزية أضافوا مؤخرًا مقالًا بعنوان "إبادة غزة" إلى صفحة "قائمة الإبادات الجماعية"، منهين نقاشًا طويلًا بين المحررين حول ملاءمة تصنيف الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي كإبادة جماعية.

العالم يتهم إسرائيل بالإبادة

يشير المقال إلى أن إسرائيل تواجه اتهامات من خبراء ودول ومنظمات دولية، تشمل وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في العمليات العسكرية المستمرة في غزة، التي بدأت ضمن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويؤكد المقال الإحصاءات التي تُظهر أن الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، إلى جانب مقتل عشرات الصحفيين، مما جعل غزة محل تركيز كبير على ويكيبيديا.

وفقًا للإحصاءات المنشورة، بحلول مارس 2024، وصل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية إلى أكثر من 31,500 شخص، وهو ما يعادل وفاة 1 من كل 75 شخصًا في غزة.

وتشير التقارير إلى أن معدل القتلى اليومي بلغ نحو 195 شخصًا، ليصل العدد إلى حوالي 40,000 ضحية في يوليو 2024، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك أكثر من 25,000 امرأة وطفل، إضافة إلى 108 صحفيين. وتشير التقديرات إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بسبب وجود جثث تحت الأنقاض.

بداية القصة

بدأت النقاشات حول إدراج غزة في قائمة الإبادات الجماعية في يوليو 2023، عندما طُرح "طلب تعليق" (RFC) رسمي، وهي آلية تستخدم في ويكيبيديا لجمع الآراء حول قضايا مثيرة للجدل.

وخلال النقاش، دعم عدد من المحررين إدراج غزة في القائمة، مشيرين إلى وجود "قرار سابق" غيّر عنوان المقال من "ادعاءات الإبادة الجماعية في هجوم إسرائيل على غزة 2023" إلى "إبادة غزة".

وأكد المؤيدون أن هناك مصادر أكاديمية قوية تدعم هذا التصنيف، مقارنة بأحداث أخرى مدرجة بالفعل في قائمة الإبادات الجماعية مثل أحداث دارفور وأزمة الروهينجا. في المقابل، عارض البعض التصنيف بحجة أن التسمية ما زالت مثار جدل، خاصة في ظل غياب حكم رسمي من محكمة العدل الدولية. وأشار المعارضون إلى ضرورة الحذر بالنظر إلى طبيعة القضية السياسية والدولية.

قرار حاسم من محرر بارز

في سبتمبر 2023، أصدر المحرر البريطاني ستيوارت مارشال، الذي يملك صلاحيات واسعة في ويكيبيديا، حكمه النهائي لصالح إدراج غزة في قائمة الإبادات الجماعية. وذكر مارشال أن الأدلة والشهادات المستقاة من مصادر أكاديمية موثوقة تدعم هذا التصنيف بوضوح، معتبرًا أن الجدل حول "إبادة غزة" قد حُسم من الناحية الأكاديمية.

غضب داخل إسرائيل

أثار القرار غضبًا واسعًا داخل إسرائيل؛ حيث ذكرت صحيفة "جويش جورنال" أن قرار مارشال كان معتمدًا على "مجموعة من المصادر التي تركز على انتقاد إسرائيل"، ووصفت الصحيفة القرار بأنه يعكس تحيزًا مناهضًا لإسرائيل متجذرًا في هيكل سلطة ويكيبيديا.

حالات مشابهة في تاريخ ويكيبيديا

شهدت ويكيبيديا عبر السنين حالات مماثلة تتعلق بإدراج أحداث مثيرة للجدل كإبادات جماعية، مما أثار نقاشات حول شرعية المصادر المستخدمة. ومن الأمثلة على ذلك:

الإبادة الجماعية في البوسنة (سربرنيتسا)

بعد انهيار يوغوسلافيا في التسعينيات، وقعت إبادة جماعية ضد المسلمين البوسنيين في سربرنيتسا عام 1995، حيث قتل الآلاف من المدنيين على يد القوات الصربية. ورغم اعتراف المحكمة الجنائية الدولية بأن ما حدث كان إبادة جماعية، لا تزال القضية محل جدل بين البوسنة وصربيا. وتضم قائمة الإبادات الجماعية على ويكيبيديا هذا الحدث، ما أثار نقاشات حول التعريف والمفاهيم المرتبطة بالإبادة.

إبادة سكان كوسوفو

خلال حرب كوسوفو، تعرض الألبان لانتهاكات واسعة من القوات الصربية، أدت إلى مقتل وتهجير الآلاف. رغم أن بعض الجهات الدولية اعتبرت الأحداث إبادة، إلا أن التصنيف يظل مثيرًا للجدل ويعتمد على المواقف السياسية والقانونية. ومع ذلك، تم إدراجها في قائمة الإبادات الجماعية بناءً على بعض المصادر المعتمدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved