خلاف حول ركنة سيارة ينهي حياة شاب في المطرية.. والدة المجني عليه: كان يعول الأسرة وفدى والده بحياته

آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 10:31 م بتوقيت القاهرة

محمود عبد السلام

الشاب تكفل برعاية أسرته بعد مرض والده.. وشقيقان يقتلانه بطعنة خنجر وصاعق كهربائي 

الأم: ابني أفدى والده بحياته.. واخته: "كانت مجزرة في الشارع"

النيابة تحبس متهما على ذمة التحقيق وتأمر بضبط شقيقه الهارب

 

منذ إصابة والده بمرض السرطان قبل 6 سنوات أصبح الشاب "محمود" صاحب الـ22 عاما، هو العائل الوحيد لأسرته بعد ملازمة والده المنزل لعدم قدرته على العمل، حتى ساقه القدر إلى نهاية مأساوية على يد شقيقين تشاجرا مع والده بسبب خلاف على "ركنة" سيارة بشارع حامد شحاتة المتفرع من شارع الترول بمنطقة المطرية.

وتمكن الأمن من القبض على المتهم الأول سائق توكتوك، وبمواجهته اعترف بالواقعة، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط شقيقه المتهم الثاني الذي يعمل سائق تاكسي.

 

عقارب الساعة تشير إلى الـ 11 مساء، صوت مشادة كلامية وسط الشارع، خرج محمود وشقيقته لشرفة شقتهما لاستبيان الأمر، فشاهدا والدهما "سيد" البالغ من العمر 49 سنة، قد اشتد الخلاف بينه وبين أحد الجيران سائق تاكسي حول ركنة سيارة، فهرول محمود إلى الشارع خوفا من الاعتداء على والده المريض الذي "لن يتحمل حتى الكلام معه" كما وصفت أم المجني عليه في حديثها لـ"الشروق".

وعندما وصل محمود إلى والده فض الخلاف الذي بين والده والجار، وقال له: "أركب يا محمد عربيتك الله يسهلك"، لكن لم تمر الدقائق حتى تواصل الجار هاتفيا مع شقيقه الذي حضر على الفور حاملا سلاح أبيض "خنجر"، وأخرج هو الآخر صاعق كهربائي للتعدي على محمود ووالده. 

 

حاول محمود ووالده الافلات من قبضة الشقيقين لكن لم يستطعا حتى تعدا أحدهما عليه بثلاث طعنات في الصدر والرقبة، كما تعدى على الأب بطعنه في الصدر، وحينما حاول أصدقاء الشاب محمود والجيران التدخل لفض الشجار كانوا لهم نصيب من تلك الطعنات.. "دي كانت مجزرة" كما وصفت شقيقة محمود.

"ألحقي أخوكي مدبوح في الشارع تحت".. صوت استغاثة سمعته "دنيا" شقيقة محمود من جارتها، لتهرول على الفور ناحية الشارع لترى شقيقها على الأرض والدماء تنزف من أنحاء جسده، ووالدها هو الآخر غارق في دمائه، فصرخت تنادي: "حد يطلب إسعاف أو يجيب عربية أخويا وأبويا بيموتوا".

 

حمل الأهالي محمود ووالده في السيارة كما حملوا ثلاثة من أصدقائه مصابين بعدة إصابات بعدما حاولوا فض المشاجرة، وفور وصولهم مستشفى الزيتون تم نقل الأب إلى غرفة العناية المركزة والأصدقاء الثلاث إلى الطوارئ لتلقي العلاج، لكن محمود فور دخوله قد لفظ أنفاسه الأخيرة، لتعم أصوات الصرخات داخل المستشفى. وتلقى مركز شرطة المطرية بمديرية أمن القاهرة، إشارة من المستشفى بالواقعة.

وتقول والدة الشاب محمود، إن ابنها كرس حياته للأسرة منذ تعب والده، وعمل على سيارة والده الملاكي في إحدى الشركات، لسد احتياجاتهم: "بيصرف على علاج والده واحتياجات البيت".

 

وتابعت الأم لـ"الشروق" أن ابنها المجني عليه حدثت بينه وبين المتهم الهارب سائق التاكسي مشاجرة منذ ثلاثة أشهر لنفس السبب وهو ركنة السيارة وتم فضها من قبل الجيران، مرددة: "هما عايزين يتعدوا على محمود من وقتها".

وأضافت الأم أنه بعد وفاة ابنها حاولت عدم إبلاغ والده الموضوع على أجهزة الرعاية المركزة خوفا على صحته، متابعة: "خفت أخسر الاتنين كنا بنقول ليه إن محمود بيعمل عملية وهيفوق".

 

وأشارت إلى أن عندما علم الأب بوفاة ابنه انهار وتدهورت حالته الصحية ولم يتردد على لسانه سوى "ابني فداني ليه تحرق قلبي عليك يابني".

ومن جانبها، قالت دنيا شقيقة المجني عليه لـ"الشروق"، إن شقيقها هو الأقرب لها من بين أسرتها ودائما يتحدثان معا في حياتهما الشخصية، متابعة: "أسرارنا كلها مع بعض".

 

وتابعت شقيقة المجني عليه أن شقيقها يعتبر بمثابة الأب والعائل لها بالرغم من صغر سنه عنها، وذلك منذ إصابة والدها بالسرطان ومرض السكري واستئصال كليته.

وطالبت الأخت بالقصاص العاجل من المتهمين لـ"يشفى نار قلبها على فراق شقيقها، وتدهور حالة والدها الصحية".

 

وتلقى قسم شرطة المطرية بمديرية أمن القاهرة، بلاغا من مستشفى يفيد وصول شاب ووالده و3 من أصدقائه مصابين بطعنات متفرقة بالجسد، وتوفي الشاب خلال محاولة إسعافه، وادعاء تعدي آخرين.

وبالانتقال والفحص، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيقين سائقي تاكسي وتوكتوك، بسبب خلاف حول ركنة سيارة، وتمكن الأمن من القبض على سائق التوكتوك والسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة، ويكثف الأمن جهوده لضبط المتهم الهارب، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved