مقبرة فرعونية ومفتاح الحياة.. كيف رأت غادة والي اختلاف رسومات المترو عن لوحة الفنان الروسي؟

آخر تحديث: الثلاثاء 9 يناير 2024 - 6:49 م بتوقيت القاهرة

محمود عبد السلام

"تشابه في وحدة المصدر التاريخي فقط".. بهذه العبارة انطلقت الفنانة التشكيلية غادة والي للدفاع عن نفسها من تهمة سرقة رسومات فنان روسي واستخدامها في محطة مترو كلية البنات -قبل إزالتها- بعدما أثبتت لجنة فنية اقتباصها من أعماله.

وقبل إحالتها للمحكمة في القضية رقم 18 لسنة 2022 حصر تحقيق نيابة استئناف القاهرة، شرحت "والي" أمام النيابة العامة مصدرها التاريخي الذي استندت إليه في أعمالها التي نفذتها في إحدى محطات المترو.

وأوضحت أن المصدر التاريخي لصورة الفتاة التي تمسك بشكل دائري "دوف" هو مقبرة ناب أمون بالأقصر، وأما عن "عازفة الهارب" فمن مقبرة "نخت دولة حديثة الأسرة 18 ومعبد رخميرع تي تي، و100 بالأقصر.

وأضافت أنه بالنسبة للأسلوب الفني للتعبير هو الأسلوب التكعيبي الخاص ببابلو بيكاسو، وأهم مميزات ذلك الأسلوب هو أن تجريد الأشياء بجعلها على شكل هندسي.

وعن وجه الاختلاف بين الصورتين، قالت: "يوجد الكثير من الاختلافات لا أستطيع حصرها تحديداً، ولكن أبرزها والظاهر بدون أي مجهود هو اجتزاء التصميم الخاص بواليز استديو".

• حددت والي عدد من الاختلافات -بحسب وجهة نظرها- وهي كالتالي:

- العمل المنسوب لشركتها هو تصميم صناعي، بينما الصورة الثانية هي لوحة فنية.

- تصميمها يضم 5 أشخاص، بينما الصورة الموجودة بموقع الفنان الروسي جورجي كوراسوف بها شخصين فقط.

- اختلاف الألوان والتصميم الخاص بها لما فيه من إضافات ليست موجودة في اللوحة الفنية لجورجي كوراسوف.

- التصميم الخاص بها فيه إضافات جوهرية ليست موجودة في العمل المنسوب للفنان الروسي الشاكي، تتمثل في: زهرة اللوتس الموجودة أسفل التصميم، والنص المكتوب بالكتابة الهيروغليفية، ومفتاح الحياة، وعمود المعبد، والأشكال الهرمية الموجودة في الخلفية، وشعاع الشمس.

- التصميم الخاص بشركتها به صورة لـ"ماعت"، أما عمل الفنان الروسي ليس به "ماعت".

- البيئة الخاصة بالتصميم الصناعي هي بيئة حية تتفق مع وجودها في محطة مترو، مع أرضية كبيرة تحتل جزء كبير من اللوحة وسقف للوحة، بما يوحى أنها في نهاية حجرة، بما يعطى انطباع لراكب المترو أنها جزء من المكان.

- على عكس البيئة الخاصة بلوحة الفنان الروسي يظهر بها بيئة مختلفة ثنائية الأبعاد، لأن اللوحة الخاصة به والغرض منها تعليقها في مكان خاص أو عرضها في معارض فنية.

- اختلاف المساحة الكلية بين التصميم الخاص بها وبين العمل المنسوب للشاكي، إذ أنه مدون على الرسم الخاص به أن اللوحة 40 في 32 بوصة، أما التصميم الخاص بها كانت مساحته 2.7 متر في 8.73 متر.

• الحكم 30 يناير

وكانت محكمة القاهرة الاقتصادية نظرت أولى جلسات محاكمة الفنانة التشكيلية غادة والي، أمس الإثنين، في اتهامها بسرقة بعض الرسومات الخاصة بفنان روسي واستخدامها في رسومات تعاقدت عليها داخل بعض محطات مترو الأنفاق، وحددت جلسة 30 يناير الجاري للحكم.

وخلال الجلسة طالب محامي الفنان الروس تعويضا مدنيا مؤقتا بقيمة مليون جنيه، وفي المقابل طالب دفاع غادة والي ندب خبيرًا لفحص الرسومات، ثم ترافع قبل أن تصدر المحكمة قرارها بحجز القضية للحكم.

• اتهامات النيابة وأقوال والي

وأسندت التحقيقات للفنانة التشكيلية غادة والي، 34 سنة، أنها تعدت على الحق المالي والأدبي للفنان جورجي كوراسوف، بأن قلدت 4 رسومات فنية نتاج عمله المبتكر، ووضعتها على رسومات فنية بجدران محطة مترو كلية البنات، ونسبتها لنفسها مع علمها بأمر تقليدها.

وقالت الفنانة المتهمة في التحقيقات إن الشركة الفرنسية "ار إيه بي تي" أجرت مناقصة، وتلقيت دعوة لحضورها بشأن بحثهم عن شركة مبدعة للقيام بأعمال محطات المترو، فتقدمت شركة "واليز استديو" بعرض تم قبوله، فتعاقدت مع الشركة بعقدين؛ الثاني بشأن أعمال 5 محطات مترو تشمل وضع استراتيجية تسويق كاملة.

وتابعت أنها نفذت الأعمال في 4 محطات "هليوبوليس - كلية البنات - باب الشعرية - العباسية" ولم تنفذ الأعمال في محطة "ألف مسكن" بسبب إنهاء الشركة الفرنسية العقد في 22 مارس 2022.

وأوضحت أنها فوجئت في يونيو عام 2022 بحملة تشويه في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب أعمال محطة مترو كلية البنات، وأن الرسومات على جدران المحطة تصميم صناعي قامت به شركتها، مشيرة إلى أن التصميم الصناعي تمت ببرامج إلكترونية "فوتشوب وإليستريتور"، وهو ما يختلف عن الأعمال الفنية لأن التصميم الصناعي مقيد بالاتفاق مع العميل من حيث الشروط والمواصفات. بحسب قولها

وأضافت أن التصميم الصناعي ليس عمل فني من إبداع فنان يتمتع بموهبة الفن، وإنما منفذ لتصميم صناعي يتبع شروط ومواصفات العميل.

وعن دورها في التصميمات، قالت إنها وضعت الفكرة الأساسية وهي الاقتباس من الفن المصري القديم وتنفيذ الأشكال باستخدام طريقة المدرسة التكعيبية التي أسسها "بيكاسو" ويكون التصميم بيعبر عن المرأة المصرية من واقع المعابد المصرية، لافتة إلى إنها استعانت بخبير في عالم مصريات يعمل في متحف الحضارات بشأن تصميمات كلية البنات.

ونفت "والي" في التحقيقات ارتكاب الغش والإخلال بتنفيذ الالتزامات التي يفرضها العقد بين الشركتين، كما نفت اتهامها بالتعدي على الحقوق المالية والأدبية للفنان الفرنسي، وتقليدها 4 من رسوماته وطرحها للتداول في محطة مترو كلية البنات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved