فى مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: عادة كتابة الرواية تستغرق شهرا

آخر تحديث: الجمعة 9 فبراير 2024 - 8:17 م بتوقيت القاهرة

الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن نجح الناقد الكبير «رجاء النقاش» فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مر 18 شهرا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقاش مسلطا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.

وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.

قبل أن يختتم «النقاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».

ومن حكايات الكتاب البديعة والممتعة ما ذكره محفوظ قائلا: «فى أثناء سنوات الوظيفة كنت أنام فى الحادية عشرة مساء وأستيقظ قبل السادسة صباحا، حتى يتسنى لى ممارسة رياضة المشى. تلك الرياضة التى حافظت عليها طوال حياتى، كنت أنزل من ترام العباسية وأسير على قدمى حتى أصل إلى وزارة الأوقاف، مرورا بشارعى سليمان باشا وقصر النيل. وبعد الزواج وانتقالى إلى شقتى الحالية فى العجوزة زادت المسافة التى أمشيها. كنت أسير من شارعى الجبلاية والبرج، ثم كوبرى قصر النيل إلى وزارة الأوقاف. وكانت المسافة تستغرق ساعة يوميا، وبعد المعاش حافظت على هذه العادة، وبدلا من الذهاب إلى وزارة الأوقاف كان المطاف ينتهى إلى مقهى «على بابا» فى ميدان التحرير».

وأضاف: «عندما أشرع فى كتابة عمل روائى جديد أبدأ بكتابة المسودة بحرية وسرعة وتدفق، وفى الغالب فإن كتابة الرواية تستغرق شهرا. أما بقية شهور السنة فأمضيها فى «التبييض»، والإبداع الحقيقى يكون فى العملية الأخيرة، هذا النظام سرت عليه منذ الرواية الأولى وحتى الرواية الأخيرة. مع ملاحظة أننى أعطى لنفسى فرصة من الوقت لا تزيد على أيام معدودة بين مرحلتى «التسويد» و«التبييض»، بحيث أكون خرجت خلال هذه الأيام من الحالة النفسية التى كنت عليها وأنا أكتب، واستعدت لياقتى الذهنية. وفى بداية حياتى الأدبية كنت أستخدم القلم الرصاص فى «التسويد» والقلم الحبر فى «التبييض»، وعندما ظهرت الأقلام الفلوماستر الجافة أعجبتنى، واستخدمتها منذ ذلك الوقت وحتى الآن». يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلاما فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved