صالون كلام في السيما يحتفل بذكرى ميلاد يوسف شاهين الـ98 وسط تلامذته وإقبال جماهيري من محبيه

آخر تحديث: الجمعة 9 فبراير 2024 - 2:33 م بتوقيت القاهرة

إيناس العيسوي

احتفل صالون "كلام ف السيما مع المخرج السينمائي أشرف فايق" بذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين، من خلال ندوة أقيمت أمس بمركز الهناجر تحت عنوان "الأستاذ الذي سعت العالمية لأفلامه"، وحضرها عدد من تلامذته ومن عملوا معه، ومنهم المخرج خالد يوسف والشاعر جمال بخيت والمنتجان حسين القلا وجابي خوري ابن شقيقة شاهين، والفنان حسن العدل ومدير التصوير السينمائي مصطفى عبد الله ودكتور حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما ومهندس الصوت السينمائي جاسر خورشيد وآخرون.

أدار اللقاء مؤسس الصالون المخرج أشرف فايق، والذي كشف خلاله أن الفنان محمد توفيق هو من كان سيقوم بتمثيل دور قناوي في فيلم "باب الحديد" قبل أن يجسده المخرج يوسف شاهين، إلى جانب أن شخصيتى هنومة وقناوي هما من بقيا في أذهان الجمهور، على الرغم أن قصة الفيلم تتحدث عن حقوق شيالين محطة باب الحديد وإنشاء نقابة لهم، ولكن تلك الشخصيتين استطاعت أن تحفرنفسها في ذاكرة الجمهور.

وقال إن شاهين كان سابق عصره فنيًّا وسياسيًّا، فكان يُحاكي في أفلامه أشياء نعيشها الآن، وأن الإخراج المسرحي والسينمائي الذي درسه في كاليفورنيا أفاده بشدة في رؤيته السينمائية، وتحدث أيضًا أشرف فايق عن علاقته بيوسف شاهين الأستاذ الذي درّس له مادة "التكوين السينمائي" في الفرقة الثالثة وهو في المعهد العالي للسينما عام 1985.

وحكى المخرج خالد يوسف أن مهرجان برلين أبلغ المخرج يوسف شاهين، أنه كان مرشحًا لجائزة أحسن ممثل عن فيلم "باب الحديد"، ولكنه لم يحصل عليها لأن لجنة التحكيم تخيلوا أنه بالفعل أعرج وأنه ليس ممثل، وبعد سنوات عندما التقوا بيوسف شاهين وشاهدوه على حقيقته أبلغوه بذلك، أن ليتهم شاهدوه وقتها وكانوا أعطوه الجائزة.

كما كشف خالد يوسف خلال اللقاء عن أغنية زينة التي تم تقديمها في فيلم "أنت حبيبي"، وتم تصويرها بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، وهذا الأمر أزعج شاهين جدًا، وقام بها وهو متضرر، لأن سبب تواجدها حتى تزيد من وقت الفيلم، فلم يقتنع شاهين بذلك، وعلى الرغم قدمها باحترافية، وأصبحت من اشهر الأغنيات التي قُدّمت.

وتحدث خالد يوسف عن أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم كانت ترغب في أن يخرج شاهين لها أغنية "طوف وشوف" ولكنه رفض وقال لها نصًا "أي حمار ممكن يخرجها" فردت عليه كوكب الشرق "أنت مجنون زي ما بيقولوا عنك"، وكان رفض شاهين للأغنية لأن كلماتها تقليدية فليس فيها أي فكرة مختلفة يخرج بها الأغنية.

وأضاف خالد يوسف أن يوسف شاهين عرض على أم كلثوم أن يخرج فيلم عنها، ووافقت بالفعل، وحضر هو وسعد الدين وهبة وبدأو في التجهيز لذلك، وذهبوا لكوكب الشرق وحكت لهم تاريخ حياتها بأسرار كثيرة، وكل ذلك مسجل على شرائط كاسيت عند الراحل سعد الدين وهبة، وقال خالد: تُسأل الفنانة سميحة أيوب عن تلك الشرائط، لأنه كنز كبير كل ما تعرفه ولا تعرفه عن أم كلثوم.
كما تحدث خالد يوسف خلال اللقاء عن مشهد الحريق في فيلم "المصير" وإنسانية المنتج جابي خوري، وأن الحريق تسبب بالفعل في تلف معدات وحاولوا السيطرة عليه، وكم كان شاهين يحب الرقص والمزيكا، وأنه من المخرجين القلائل الذين يحب الرقص جدا، وأن الحديث عن يوسف شاهين في المزيكا لا ينتهي.

وكانت علاقة يوسف شاهين وكمال الطويل علاقة تصادمية، مثلما حكى خالد يوسف، لأن كلاهما له طبيعة خاصة، ويوسف شاهين كان يفهم في الموسيقى ولديه وجهة نظر، وكمال الطويل أستاذ لا يسمح بالتدخل في عمله ومن هنا كان التصادم دائما، وحدث في جملة موسيقية في أغنية فيلم المصير، أراد شاهين أن يكون هناك سكتة في وسط اللحن ورفض كمال الطويل، ولكن (جو) أصر وبالفعل الأغنية "علي صوتك بالغنا" بها السكتة.

وكشف الفنان حسن العدل خلال اللقاء عن مواقف إنسانية مع المخرج يوسف شاهين أبرزها، أثناء تصوير فيلم (وداعا بونابرت)، كان لدى العدل افتتاح مسرحية (عملية نوح) على المسرح القومي، وكان يجب أن يذهب إلى المسرح، وكان لم ينتهي بعد من تصوير مشهد هام في الفيلم، وبدأ حسن العدل من الصراخ والتوتر لأن لديه موعد افتتاح عرض، واستغل يوسف شاهين هذا التوتر في المشهد ليظهر تلقائيًّا، ثم بعد ذلك وصله شاهين بسيارته إلى المسرح القومي، ليصل في موعده.

وتحدث الشاعر جمال بخيت عن أن العبقرية بمفهوم يوسف شاهين هي 90% عمل و10% فن أو موهبة، وأن شاهين كان يعمل بنفسه في كل تفصيله في الفيلم وهو عنده 80 عاما.

واضاف بخيت أنه كان افضل مخرج على الاطلاق يتعامل مع دقته كلمات الاغاني المقدمة في أفلامه، وكانت الأغنية تستغرق منهم كتابة شهرين وثلاثة وربما بعد كل ذلك لا يرضى عنها شاهين، ويعملوا عليها من جديد.

وكشف بخيت عن اللقاء الأول بينه وبين شاهين، وكان في أغنية "أدم وحنان"، وأن شاهين وقف عند كلمة جايين ورا موج وبحار، وظلوا لأيام يبحثوا عن كلمة أخرى، إلى أن وجد بخيت كلمة هالين، والتي توضح الحالة والشعور والإحساس بشكل أدق، وكم كان يهتم شاهين بكل كلمة في الأغاني المتواجدة في أفلامه.
وطالب الشاعر جمال بخيت الباحثين أن يقدموا أبحاث عن كلمات أغاني أفلام يوسف شاهين، وأن هذه الدراسة غاية في الأهمية.

وتحدث المنتج حسين القلا عن علاقته بجو واول لقاء عمل جمعه بشاهين، كان من خلال شقيق القلا، والذي اتفق مع جوو لإنتاج فيلمه "حدوته مصرية" إلى جانب شراكته لشاهين لسينما كريم، ووتحدث عن علاقته بشاهين الإنسانية والعملية، وأنها ظلت قوية حتى لعد انفصالهم عن بعضهما البعض فنيًّا، وأنه استفاد من كل من كانوا حوله.

وتحدث المخرج فخر الدين نجيدة أحد تلامذة يوسف شاهين، عن أنه يُدرّس أفلام شاهين في قصر السينما، وأن شاهين كان يقوم بتدريس مادة "التكوين السينمائي" في المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون.

كما تحدث مدير التصوير السينمائي الدكتور حسين بكر عن علاقته بشاهين واهتمامه بالتكوين والألوان، وأن الإخراج المسرحي الذي تعلمه جعل لديه رؤية مختلفة وكان هو أساس التكوين السينمائي لأفلامه.

وأضاف بكر ايضًا أن شاهين كان مُلم بكل تفاصيل الكاميرا وقادر على تركيبها ويعرف أنواع العدسات، وكان يقف بنفسه على الكاميرا ليرى الكادرات حتى آخر فيلم له.

وخلال اللقاء، تم عرض فيديوهات تضم مشاهد من أعمال المخرج يوسف شاهين منها عودة الابن الضال وإسكندرية ليه وإسكندرية كمان وكمان وإسكندرية نيو نيورك وباب الحديد والأرض وصراع في المينا والناصر صلاح الدين، كما تم عرض ماكينج لفيلم بابا أمين أغنية أدم وحنان من فيلم "الآخر"، وأيضًا تم عرض لقاء نادر ليوسف شاهين وهو يتحدث عن علاقته بالسيجارة وحبه لها وارتباطه الدائم بها، وأنه لا يخاف من الموت ولكنه كان يخاف من المرض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved