«أهو ده اللى صار» للثقافة والفن بعد ثورة 1919

آخر تحديث: السبت 9 مارس 2019 - 10:19 ص بتوقيت القاهرة

شيماء شناوى:

فى مثل هذا اليوم 9 مارس، وقبل 100عام مضت، صنع الشعب المصرى واحدة من أهم الثورات فى تاريخه الحديث، ثورة اندلعت شرارتها الأولى من رحاب جامعة القاهرة، حيث طلاب كلية الحقوق، يدخلون فى إضراب عن الدراسة، احتجاجا على سياسات المستعمر الإنجليزى ضد مصر، وأعمال الفساد والنهب التى طالت مناحى الحياة المختلفة، الأمر الذى أثر بالسلب على الحالة الاقتصادية للمصريين، فضلا عن المهانة والمعاملة القاسية التى يتلقونها على أيدى القوات الأجنبية التى تحتل أراضيهم، وتتحكم فى مقدرات بلادهم، عازمين على رفض الاحتلال وطرده، فخرجت المظاهرة من الحرم الجامعى تجوب شوارع القاهرة، ومع كل خطوة يزداد أعداد المنضمين إليها، حتى اجتمع الشعب المصرى بأكمله حولها، وفى كل يوم تزداد المظاهرات بجميع الأحياء والمدن والمحافظات، تندد بالاستعمار، وتطالب بريطانيا بالجلاء عن مصر، فتزداد ضراوة وشراسة قوات الاحتلال وتطلق على الثوار النار، ليسقط شهداء الوطن واحدا تلو الآخر، الأمر الذى زاد معه الثوار إصرارا على إكمال مسيرتهم وطرد قوات الاحتلال، وأن يحكم مصر أبناؤها.
بدأت ثورة 1919 حدثا سياسيا، لكن تأثيرها شمل جميع نواحى الحياة فى مصر، ولـ «الوقوف» على مدى التأثير الذى أحدثته الثورة على المجتمع المصرى بكل أطيافه وانتماءاته ومبادئه، تحدثت «الشروق» إلى أساتذة تاريخ وباحثين وكُتاب وأكاديميين وصحفيين، وخبراء تربويين، لمعرفة تأثيرات الثورة، خاصة على الحركة الثقافية والاجتماعية والفنية.

حسين حمودة: حضور ثورة 19 بقوة فى كتابات نجيب محفوظ هو ما جعلها تصل إلى وجدان كل من يقرأها أو يشاهد الأفلام المأخوذة عن رواياته
ــ نجيب محفوظ رصد الثورة رصدا أقرب إلى اليوميات التسجيلية خاصة فى «الثلاثية» و«قُشتمر»
البداية كانت عند الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، الذى سألناه كيف أثرت ثورة 1919 على حركة الأدب فى مصر؟ وتأثيرها على أبرز أدبائنا كـ«نجيب محفوظ، العقاد، يحيى حقى، طه حسين، أحمد لطفى السيد، وغيرهم، ليؤكد أن ثورة 19 كانت تجربة استثنائية وعظيمة فى التاريخ المصرى الحديث، لافتا إلى تأثيرها الجذرى على جميع أشكال الإبداع المصرى وليس الأدب فقط، منها التأثير على الحركة الموسيقية الجديدة والتى ارتبطت بالتعبير عنها، والتأثير القوى على حركة الفن التشكيلى والنحت، وهو ما يظهر جاليا فى تجربة الفنان محمود مختار، كما أثرت بقوة كبيرة فى مجال الأدب، فصنعت حركات تجديدية كبيرة، منها ما اتصل ببعض الجماعات الأدبية، مثل حركة «المدرسة الحديثة»، التى اقترنت بأسماء منها: «يحيى حقى، محمود طاهر لاشين، وسعيد عبده»، وغيرهم، ومنها ما يتصل بالإبداع الفردى، ومن هؤلاء كبار الكُتاب أمثال «توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ فى عدد كبير من رواياته، بخاصة الثلاثية»، قائلا: «باختصار صاغت ثورة 19 تجربة وعى جديد عند المصريين، وتجلى هذا الوعى على مستويات متنوعة».
وعن حضور الثورة بقوة فى مؤلفات أديب نوبل نجيب محفوظ، قال إن أغلب مؤلفات «محفوظ»، ناقشت الجوانب المتعدة لهذه الثورة، من خلال الحوارات الدائرة بين شخصياته الروائية، وقد رصد «محفوظ» الثورة رصدا أقرب إلى اليوميات التسجيلية، خاصة فى «الثلاثية»، ورواية «قُشتمر»، لافتا إلى أن ظل الثورة كان ممتدا فى عالم «محفوظ»، وحتى فى نصوصه المتأخرة كـ«أصداء السيرة الذاتية»، و«أحلام فترة النقاهة»، حيث استعاد فيها الثورة بمنحى جديد، فلم يتوقف عند تفاصيلها، لكنه اهتم بالأمثولة والدرس والخلاصة التى بلورتها هذه الثورة فى وجدان الشعب المصرى.
وتابع أستاذ الأدب العربى: أن حضور الثورة فى عالم نجيب محفوظ، لم يتوقف عند المؤلفات الأدبية فقط، بل طال كتاباته الأخرى مثل كتاب «أمام العرش» الذى يتوقف فيه عند بعض زعماء هذه الثورة، وكذلك الحوارات الصحفية والتلفزيونية التى أجراها، لافتا أن حضور الثورة بهذه القوة فى كتابات «محفوظ»، هو ما جعلها تصل إلى كل من يقرأها أو يشاهدها فى الأفلام المأخوذة عن رواياته، مؤكدا أن هذا الحضور كان أكبر تأثيرا من الكتابات التاريخية الخالصة التى سجلت الثورة.
====
لطيفة سالم: ثورة 19 أخرجت أفضل ما فى الشخصية المصرية

وعن تأثير ثورة 1919 على الحياة الثقافية والاجتماعية فى مصر ودور المرأة المصرية فى الثورة ومساندتها للرجال فى المظاهرات وكيف تغيرت نظرة المرأة المصرية لنفسها بعد الثورة؟ سألنا المؤرخة د. لطيفة محمد سالم، والتى أكدت أن ثورة 1919، كان لها أثر كبير ونتائج عظيمة على الحياة الاجتماعية والثقافية بمصر، بسبب اشتراك جميع المصريين فيها، ولأنها بالأساس ثورة قامت ضد الاحتلال، والظروف الحياتية الصعبة والمعاناة التى عاشها المصريون، فى الفترة التى سبقتها، مشيرة إلى أن أهم إنجازاتها، هى دخول المصريين لفترة من الليبرالية، استمرت 4 سنوات من 1919، وحتى 28 فبراير 1922، حيث كانت الثورة مستمرة وتحتضن محاولات كثيرة للإصلاح، وتغيير الأنظمة القائمة، على الرغم من عدم استطاعتها إحداث تغيير فى أمور متجذرة فى المجتمع المصرى، كتغير «رأس النظام الحاكم، السلطان فؤاد الذى تحول للملك فؤاد، والقضاء على التقسيم الطبقى بين الطبقة الأرستقراطية، «الإقطاع»، كما يطلق عليها، وطبقة الفلاحين، مشيرة إلى أن ما كان لدينا لم يكن نظاما اقطاعيا بالمعنى المعروف فى أوروبا، بل كان سوء توزيع ملكية.
وأضافت د. لطيفة سالم أن ثورة 19 لم تحقق مفهوم الثورة الأشمل بمعنى إحداث تغيير جذرى فى الحياة الاجتماعية، وتغيير النظام بأكمله، لكن هذا لا ينفى نجاحها، وإحداث تغيير جذرى على أصعدة أخرى، بما حققته من إنجازات اقتصادية كإنشاء مشروع بنك مصر، ومشاركة المرأة فى الثورة، ورفعها العلم هاتفة «تحيا مصر حرة»، مؤكدة أن هذه المشاركة كانت سببا فى تغيير نظرة المرأة المصرية لنفسها، وجعلها أكثر شجاعة وجرأة، فأنشأت الاتحاد النسائى، واهتمت بالفن، وقد ساعدت المرأة الارستقراطية نساء الطبقة العامة ومساندتهن، فيما يشبه اليوم مشاريع التكافل والتضامن، وذهبت الفتيات إلى البعثات التعليمية للخارج بزى أكثر تقدما، بسبب الطفرة الكبيرة فى العادات والثقافات، وكذلك المعارك والمناقشات الممتدة لتحرير المرأة، بين من اعتبرها سفورا، والجانب الآخر حرية وتقدمية.
ولفتت المؤرخة د. سالم أن ثورة 19 أخرجت أفضل ما كان موجودا فى الشخصية المصرية، وزادته تطورا، كما برهنت على الوحدة والإخاء والقومية بين جموع المصريين.
===
كمال مغيث: الأغنية الوطنية ظهرت فى مصر للمرة الأولى مع ثورة 1919
وعن تأثير ثورة 1919 على الحركة الموسيقية والغنائية فى مصر، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية: إن الفن كان موجودا فى الحياة الاجتماعية المصرية قبل الثورة، لكنه كان فنًا يختلف تماما عما قدمته ثورة 19، مشيرا إلى أن الغناء فى مصر حمل نوعين: الأول ملامح «الغناء الارستقراطى» بأشكاله المتعددة منها، «غناء الصالونات، والمسارح الغنائية، وأنواع الغزل العفيف، والموشحات ذات الطبيعة الأندلسية والتركية والفارسية وقصائد فى تمجيد ولى النعم، وهو ما كان يُغنى فى القصور الاستقراطية، والنوع الثانى هو ما ظهر مع نمو البرجوازية المصرية، ودخولها المسارح، فظهرت أشكال أخرى من الغناء المبتذل المصاحب لجلسات الشرب والسكر، ومنها نماذج «ارخى الستارة اللى فى ريحنا، أحسن جرانا تجرحنا» و«انسى اللى فات، وتعالى بات يوم التلات» وغيرها، فضلا عن الغناء الخاص بأهالى الريف والصعيد والمتعلقة بـ«المواويل» والملاحم الشعبية منها: «شفيقة ومتولى» و«ياسين وبهية».
وأكد «مغيث» أن الأغنية الوطنية ظهرت فى مصر للمرة الأولى مع ثورة 19، وكانت نتاجا طبيعيا للحدث، فكما كان مشروع بنك مصر، على يد طلعت باشا حرب، تعبيرا عن الاستقلال الاقتصادى لمصر، وسياسة سعد زغلول عن الاستقلال الوطنى، وفى الفكر والأدب، عبر عنها توفيق الحكيم والعقاد، فقد عبر عنها فى الفن والموسيقى والوجدان الشيخ سيد درويش، وقد غنى موضوعات جديدة بإيقاعات ومقامات موسيقية جديدة من تأليفه وابتكاره، وتمكن من العُرب، وهو أول من غنى للعمال وللبسطاء من المصريين، واستطاع أن يصف الناس على المسرح للاشتراك فى غناء جماعى منها: «شد الحزام على وسطك.. غيره ما يفيدك» والغناء للفلاحة المصرية «الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية»، وكذلك قد استطاع أن يحول الأخبار الصحفية إلى أغانٍ ومنها أغنية «الموظفين مش وش خناق ولا شومة، لما يحمر عينه ولا يقوم له قومه، حدلله ما بينا وبينك غير حب الوطن يا حكومة» التى ألفها ردا على قرار الإنجليز بخصم 20 يوما من كل موظف شارك بالمظاهرات، كما ألف أغنية «أنا المصرى كريم العنصرين، بنيت المجد بين الإهرمين» ليرد بها على الارستقراطية المصرية التى كانت تنظر للمصريين البسطاء بنظرة متدنية، مضيفا أن الموسيقى والغناء كانا دوما مكونا أصيلا من مكونات ووجدان الشخصية المصرية، وليس مصريا من لا يعرف الموسيقى والغناء، وبصفتى خبيرا تربويا يمكننى القول إن التفريط فى قيمة الفن والموسيقى هو ما جلب لنا التطرف والإرهاب، فالفن دائما كان الأرضية التى يبنى عليها الثورات، والفنانون أيضا كانوا زعماء ولهم أدوارهم بطريقة أو بأخرى، فمثلما كان لدينا مصطفى كامل، باعث الحركة الوطنية فى مصر بدعوته للدستور والجلاء، كان لدينا سلامة حجازى باعث الحركة الوطنية فى الموسيقى والغناء والمسرح الغنائى، واستمر الأمر مع الأجيال المتلاحقة من أهل الفن فى مصر، ففى الأربعينيات نجد عبدالوهاب يغنى «أخى جاوز الظالمون المدى»، ردا على فتح كوبرى عباس، وتسقط الناس فى النيل، وكذلك فى حرب 1967، وغناء الشيخ إمام «مصر ياما يا بهية» وغيرها.
===
محمد عفيفى: الأقباط رفضوا«الكوتة» فى البرلمان رفضا لمزاعم بريطانيا بوجود طائفية فى مصر

وعن تأثير ثورة 1919 على دور الأقباط والحياة الاجتماعية فى مصر، وكيف أكدت الوحدة بين المصريين من «مسلمين وأقباط وحتى يهود»؟ رأى د. محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث أن ثورة 1919، هى أكبر ثورة شعبية فى التاريخ الحديث لمصر؛ لأنها كانت ضد المستعمر، وشاركت فيها كل فئات المجتمع، للدرجة التى جعلت رئيس الوزراء حسين رشدى باشا، يشارك فيها ويؤيدها ويؤيد حزب الوفد المعارض للحكومة، حيث كان يجمعهم الهدف الأسمى وهو «استقلال مصر» والوقوف ضد إنجلترا، قائلا: «دائما المصريون أمام العدو الخارجى كتلة واحدة، وهذه ميزة 1919».
وعن دور الأقباط فى ثورة 19 قال «عفيفى» إنه كان دور تاريخى، يمكن النظر إليه من زاويتين، الأولى مواجهة مزاعم بريطانيا من أنها تحمى الأقلية المسيحية بمصر، واستغلال حادث اغتيال بطرس غالى، رئيس وزراء مصر، عام 1910، على يد إبراهيم الوردانى، لتصوير أن المسلمين يقتلون الأقباط، رغم أن أسباب الاغتيال كانت سياسية ولا علاقة لها بالدين، ولهذا حاولت مرة أخرى اللعب بخيط الفتنة الطائفية، باستغلال استقالة حسين رشدى باشا من الحكومة، احتجاجا على اعتقال ونفى بريطانيا للزعيم سعد زغلول، فقررت الحركة الوطنية عدم تولى أى مصرى رئاسة الوزراء، وألا سيتم أغتياله باعتبار أنه خائن، فقامت القوة الاستعمارية باختيار رئيس وزراء مسيحى، وهو يوسف وهبة باشا، فإذا نفذ الثوار تهديدهم، حدثت فتنة طائفية بين المصريين، ولهذا تبرع أحد الثوار الأقباط وهو طالب بكلية الطب، بالقيام بعملية اغتيال رئيس الوزراء، حتى يبعد شبح الفتنة الطائفية، إلا أنه لم يمت ولم تنجح عملية الاغتيال.
وتابع أستاذ التاريخ الحديث، «قدم الأقباط عدة نماذج فريدة فى التأكيد على أن ثورة 1919، لكل المصريين، منها قيام القمص «سرجيوس»، بالاشتراك فى مظاهرات وقيادة المتظاهرين بملابس الكهنوت فى ميدان الأوبرا «العتبة»، ثم اعتلى منبر الجامع الأزهر، مخاطبا فى الجماهير من أجل الوطنية، وأخذ بيد الشيخ مصطفى القاياتى، ليخطبا معا فى البطريركية القبطية، ومن هنا يأتى المشهد العالق فى ذاكرة المصريين، بين القسيس والشيخ، ووحدة الهلال مع الصليب، وكذلك رفض أقباط مصر فى دستور 1923، التمثيل النسبى «الكوتة» فى البرلمان، وقالوا إن هذا يؤكد مزاعم بريطانيا بوجود طائفية، وأننا لسنا بحاجة للتمثيل النسبى، وإنما الانتخاب وفق لمعيار الكفاءة بغض النظر عن الدين، وهو ما نتج عنه اختيار أول رئيس مجلس نواب قبطى، ويصا واصف باشا، لافتا إلى أن هذا صفحة مهمة تؤكد وحدة المصريين.

==
رامى عطا: الصحافة وقفت بالمرصاد لسلطات الاحتلال الساعية لفرض الرقابة ومصادرة وتعطيل وغلق الصحف
وعن كيف أثرت ثورة 1919 على الصحافة فى مصر؟ ودورها فى مواجهة الاستبداد والاحتلال البريطانى قبل الثورة وأثنائها، يتحدث د. رامى عطا، رئيس قسم الصحافة بأكاديمية الشروق، عن هذا التأثير قائلا: إن الصحافة بشكل عام كانت وسيلة من وسائل الحركة الاجتماعية، فى فترات مصر المختلفة، وكانت الصحف تحمل على عاتقها المطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وفى ثورة 1919 لم تكن تكف عن المطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر، إلى جانب دورها المهم فى مساندة الزعماء والسياسين المصريين، ضد الاحتلال، ومنها صحيفة «اللواء» للزعيم مصطفى كامل، وصحيفة «المؤيد» للشيخ على يوسف، ومن قبلها مجلة «الأستاذ» لعبدالله النديم، وصحيفة «الجريدة» للطفى السيد، وغيرها من العديد من الصحف التى أنشئت فى أوائل القرن الـ20، وكانت فى قلب الحركة الوطنية المصرية، لافتا إلى أن بعد قيام ثورة 1919، انقسمت الصحافة ما بين صحف تميل للمهادنة مع الاحتلال البريطانى كـ جريدة «المقطم»، وصحف أخرى اختارت الخط الثورى للحركة الوطنية، مثل «الأخبار» و«مصر»، و«الأحرار الدستوريين» و«الأهالى» و«وادى النيل»، و«الأهرام»، التى تنشر المقالات ضد الظلم والاستبداد، وتطالب بالاستقلال، وتؤكد على الوحدة الوطنية، ومكانة المرأة، ودعم الحركات الطلابية، والمناداة بأهمية احترام الأجانب المقيمين بمصر، وأن الاختلاف على السلطة الاحتلالية وليس الأجانب.

ويتابع د. رامى عطا: كانت الصحافة تقف بالمرصاد للسلطات الاحتلالية، التى كانت تسعى لفرض الرقابة ومصادرة وتعطيل وغلق بعض الصحف المصرية، فكانت تعمل على نشر المقالات التى رُفض نشرها من قبل أو منعها الرقيب، ومنها مقالات العضو الوفدى، «سينوت حنا»، بعنوان «الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا»، حيث بدأ نشرها فى جريدة «مصر»، وبعد مصادرتها استكملت نشرها صحف أخرى، مؤكدا أن للصحافة المصرية طوال تاريخها مواقف مشرفة، معتبرا ثورة 19 لحظة مهمة وفارقة فى تاريخ مصر المعاصر، وبتعبير البعض كانت ميلادا جديدا لمصر، وفجرت العبقرية الموجودة فى الشخصية المصرية، على جميع المستويات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved