الإعلام التركي الرسمي يتجاهل «الاعتراضات» على زيارة رئيس إسرائيل لأنقرة.. ويهتم بـ«الاحتفاء العبري»

آخر تحديث: الأربعاء 9 مارس 2022 - 9:52 م بتوقيت القاهرة

أحمد علاء

ركّز الإعلام التركي الرسمي (الحكومي) على ردود الأفعال الإسرائيلية على زيارة رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوج إلى أنقرة، بينما تجاهل في الوقت نفسه موجات الاعتراض الداخلية والخارجية على هذه الزيارة.

فمن جانب، نقلت وكالة الأناضول، التي يُنظر إليها بأنها الناطق الصحفي باسم النظام التركي، تعليقات الصحف العبرية على الزيارة، بينها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، التي نقلت عن افتتاحيتها القول إنّ الزيارة قد تُنهي حقبة العداء التي "اتسمت بها العلاقات بين البلدين" لما يقرب من اثني عشر عامًا، وأضافت: "هذا لا يعني أن كل الخلافات بين إسرائيل وتركيا ستُحل فجأة. لتركيا موقف واضح وحازم من القضية الفلسطينية وتجاه المستوطنات".

وأضافت: "يجب أن نأمل أن يأتي لقاء الرئيسين (هرتسوج والتركي رجب طيب أردوغان) بثمار دبلوماسية فورية، مثل تعيين سفيرين في أنقرة وتل أبيب، وزيارة متبادلة لأردوغان إلى إسرائيل واتفاقيات تعاون رسمي بين الحكومتين".

كما اهتمت الوكالة التركية، بما نمرود جورين رئيس معهد "ميتفيم" الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية لصحيفة هآرتس، من أنّ زيارة هرتسوج لأنقرة هي خطوة مهمة في التقارب التدريجي بين إسرائيل وتركيا، والذي يحدث منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة.

ونقلت كذلك عن موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري، قوله إنّ الرئيس الإسرائيلي سيسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في العلاقات المتجمدة بين إسرائيل وتركيا، وأشار إلى أنّ زيارة هرتسوج تمثل أعلى مستوى يقوم به مسؤول إسرائيلي منذ أن قام رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بالرحلة في عام 2008، وينظر إليها على أنها خطوة مهمة نحو إحياء العلاقات بين البلدين.

تعطي هذه الآراء انبطاعات إيجابية من وجهة النظر التركية التي يشير محللون إنها تتجه نحو تغيير جذري في سياساتها الإقليمية لا سيّما بعد زيارة أردوغان الأخيرة إلى الإمارات، وكذا الزيارة المرتقبة إلى السعودية، وهي تحركات فُسّرت بأنها تعبر عن مساعٍ تركية لتذويب الجليد مع دول الخليج.

لكن المقابل، فقد ظهرت ردود أفعال رافضة لزيارة الرئيس الإسرائيلي بينها احتجاجات للمعارضة وواقعة إحراق العلم الإسرائيلي وكذا إنزال علمها من طريق المراسم، إلا أنّ الإعلام التركي الرسمي تجاهل هذه الاحتجاجات، كما تجاهل أيضًا ردود أفعال خارجية مثل انتقادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين للزيارة.

وعلى وجه التحديد، وفيما تجاهلت وكالة الأناضول - حتى كتابة هذه السطور - نشر بيانيّ حماس والجهاد، إلا أنّ الوكالة كانت قد نشرت في 15 فبراير الماضي عن إدانة الحركتين الفلسطينتين لزيارة الرئيس الإسرائيلي للبحرين، وقد ذيلت الوكالة خبرها المنشور آنذاك بالإشارة إلى أنّ البحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي أعلنتا عام 2020 عن تطبيع العلاقات بينهما، علمًا بأن تغطية الوكالة الرسمية التركية لم تشر إلى مصطلح التطبيع في إطار زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة.

والتقى هرتسوج نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، بُعيد وصوله إلى أنقرة في زيارة وصفها إعلام عبري بأنها تاريخية وتستغرق 24 ساعة.

وزيارة هرتسوج هي الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ إجراء رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت زيارة لتركيا في عام 2008، ويُنظر إليها على أنها خطوة مهمة نحو إعادة إحياء العلاقات بين البلدين.

ووصل هرتسوج على متن طائرة كُتب عليها كلمات "سلام" و"مستقبل" و"شراكة" بالعبرية والتركية والإنجليزية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved