أماكن وطرز معمارية (8).. قصور الأميرات الثلاث.. بناها الخديو إسماعيل لبناته بالتبني

آخر تحديث: السبت 9 أبريل 2022 - 11:12 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

على أرض مصر كثير من الأبنية التي تعبر عن العراقة والتاريخ، وشكّلت من خلال أساليبها الفنية المختلفة متحفا مفتوحا يمكنك من خلاله التعرف على الطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.

وفي سلسلة من الحلقات المستمرة خلال شهر رمضان، نغوص في عالم من الفنون تَشكّل على أرض مصر، نتعرف على طرزها المعمارية وقصص نشأتها، ونستكشف عوالمها الفنية البديعة، في رحلة عبر التاريخ، من خلال كتاب "قصور مصر"، للكاتبة سهير عبدالحميد.

تقول الكاتبة في مقدمة كتابها: "قصور مصر تاريخ لا يزال حيا، لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع، إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا، رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون، وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفورا في ومضة هنا وأخرى هناك".

• الأميرات الثلاث.. قصور بنات إسماعيل بالتبني

3 قصور على خط واحد بناها الخديو إسماعيل لبناته بالتبني، سراي الأميرة توحيدة، وسراي الأميرة جميلة هانم، وسراي الأميرة فائقة، وجميعها أصبحت مباني تابعة لهيئات حكومية فيما بعد (وزارة الإنتاج الحربي، وهيئة التخطيط العمراني، وديوان وزارة التربية والتعليم).

تشير الكاتبة إلى أن الخديو إسماعيل شيد 3 قصور لبناته على أرض ذات مساحة شاسعة على طول شارع قصر العيني الجنوبي، وقد ظهرت القصور الـ3 عام 1874، وطرأت كثير من التغييرات عليها، منها ما استخدم مستشفى بريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى.

وقد شيدت السرايات الثلاث على الطراز الغربي الأوروبي (البلجيكي- الفرنسي) شأن كل القصور الملكية التي تم تشييدها في عهد إسماعيل، التي كانت صورة من صور انفتاح محمد علي باشا على أوروبا، واستجلابه للفنانين والمهندسين لبناء قصوره ودور الحكم والمرافق العامة، وسار على نهجه أولاده من بعده.

تتميز القصور الثلاث بنقوش ورسومات متنوعة، ففي قصر الأميرة فائقة، يوجد غرفة ذات طراز عربي، جدرانها مجلدة بالخشب وعليها زخرف بوحدات من العاج، وجزء آخر مكسو ببلاطات من قوالب جصية ملونة عليها زخارف غائرة وبارزة لوحدة نباتية محورة ومتكررة، والسقف من زخارف خشبية نباتية وهندسية متعددة الألوان مع ماء الذهب، ولوحات لعديد من الآيات القرآنية بخط الثلث مطعمة بالخشب الأسود بالعاج، كتبها أحد الخطاطين البارزين حينها، ويني بك.

أهدت الأميرة فائقة، القصر، إلى الحكومة عام 1931، ليصبح مقرا لوزارة التربية والتعليم، التي كانت توجد في البداية في قصر الأميرة جميلة، وكانت تحمل اسم "وزارة المعارف العمومية".

أقرأ أيضاً

أماكن وطرز معمارية (7).. قصر الأميرة كاظمة وإعادة إحياء الطراز المملوكي

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved