نزل من الجنة ووضعه رسول الله محمد بيديه.. وصف وتاريخ الحجر الأسود

آخر تحديث: الأحد 9 يونيو 2024 - 5:56 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يشتهر الحجر الأسود من بين أوصاف الكعبة المشرفة بفضائل عديدة وردت بالأحاديث النبوية، كما كان تقبيله من السنن التي يتبعها الطائفون خلال الحج والعمرة، فضلا عن أن له أوصاف تميزه، وكثير من الأحداث التي دارت حوله في مكة المكرمة.

وتسرد "الشروق"، أهم المعلومات عن الحجر الأسود منذ نزوله من الجنة، مرورا بأحداث مهمة كان الحجر الأسود جزءًا منها، وأوصافه وما ورد بسنة تقبيله. 

سنة عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

وروى الإمام أحمد بن حنبل حديثا لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، وَيَشْهَدُ لِمَن اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ.

وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله عن الحجر الأسود "إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ".

من أحجار الجنة

وروى الإمام الترمذي في كتابه حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد من بياض اللبن فسودته ذنوب بني آدم".

وروى ابن جرير في تفسيره، حديثا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن نبي الله إبراهيم عليه السلام طلب من ابنه إسماعيل عليه السلام، أن يحضر له حجرا ليتم بناء الكعبة فلما عاد إسماعيل عليه السلام وجد الحجر موجودا، وحين سأل عنه ذكر له نبي الله إبراهيم عليه السلام، أن جبريل عليه السلام نزل بالحجر من السماء.

يغلب عليه البياض.. أوصاف الحجر الأسود

ويقول محمد الخزاعي الذي شهد عملية تسلم الحجر بعد اختطاف القرامطة له، إن رأس الحجر الذي يبدو للطائفين باللون الأسود غير أن بقيته يغلب عليه اللون الأبيض.

وقال محمد طاهر الكردي عن الحجر، إن بدايته الظاهرة للحجاج مكونة من 8 قطع أكبرها بحجم التمرة، وهي ملصقة ببعضها بالمسك والعنبر. فيما أشرف محمد علي باشا علي قياس الحجر الأسود فتبين، إن قياسه قدمين ونصف طول، وقدم ونصف عرض.

أحداث مهمة مرتبطة بالحجر الأسود

ورد بكتاب الجامع للهمذاني، إن حريقًا نشب بالكعبة المشرفة قبيل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنحو 5 سنوات أدت لهدم الكعبة لتجتمع قريش على بنائها غير أن البناء انتهي بحادثة كادت تشعل الحرب داخل مكة، حين اختلف سادة قبائل قريش على من ينال شرف إقامة الحجر الأسود في مكانه.

واقترح أحد سادة قريش أن يحكم بين سادة القبائل أول من يدخل من باب الحرم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من يدخل فقالوا الصادق الأمين رضينا بحكمه.

وحكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوضع الحجر في رداء ويحمل كل من سادة قريش بأطراف الرداء ففعلوا ذلك، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بإقامة الحجر في مكانه بالكعبة.

الحجر وخلاف يزيد مع عبد الله بن الزبير

وورد بكتاب أخبار مكة لابن إسحاق، أن الحجر الأسود تعرض لبعض الضرر بسبب ضربات مجانيق جيش يزيد بن معاوية أثناء حصاره لمكة عام 63 هجريًا ليقوم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بنقله من موضعه لأول مرة منذ سنوات.

القرامطة وحادثة سرقة الحجر

وروى ابن كثير، أنه في عشرينيات القرن الرابع الهجري هاجم القرامطة الإسماعيليون الحجاج في يوم التروية، وبلغ عدد القتلى بحسب بعض المصادر 30 ألف من الحجيج ليسرق القرامطة الحجر، ويقيموه بمبني لهم رغبة في أن يحج له الناس بدلا من الكعبة.

وذكر ابن كثير، أن الحجر الأسود مكث 22 سنة عند القرامطة قبل أن يعيدوه لموضعه.

اعتداءات على الحجر أشهرها بتحريض الحاكم بأمر الله

وذكر كتاب اتحاف الورى بأخبار أم القرى، أن رجلا من بلاد الروم أنفق مالا كثيرا ليتمكن من التسلل لمكة المكرمة في القرن الرابع الهجري ثم قام وسط الحجيج بضرب الحجر الأسود غير أن رجلا يمنيا عاجله بخنجر فطعنه حتى الموت.

وأضاف الكتاب، أن الحاكم بأمر الله الفاطمي حرض 11 فارسا عراقيًا في القرن الخامس الهجري على تدمير الحجر الأسود، فأخافوا الحجاج وقام قائدهم بتشويه الحجر الأسود وتكسيره، وذلك قبل أن يقوم رجل من الحجاج بعمل فدائي ليقتل قائد الفرسان ما شجع الحجاج على قتال الفرسان العشرة ليتم إنقاذ الحجر وقتل المعتدي والتمثيل بجثته.

تجميع الحجر الأسود وتلصيقه بالمسك والعنبر

وورد بكتاب تاريخ الحجر الأسود، أنه في القرن العاشر الهجري أقدم رجل فارسي على تكسير الحجر الأسود فنهض إليه الأمير ناصر ابن جاويش وقتله بخنجر كان معه.

ورد بكتاب تاريخ مكة، أنه في القرن الـ13 الهجري تسلل رجل أفغاني، وسرق قطع من الحجر الأسود وكسوة الكعبة دون معرفة سبب قيامه بذلك الاعتداء.

تم القبض على سارق قطع الحجر الأسود وتنفيذ حكم الإعدام به جزاءً لاعتدائه.