استخدمتها إسرائيل في عدوانها على غزة.. ماذا تعرف عن قنبلة GBU-39؟

آخر تحديث: الأحد 9 يونيو 2024 - 10:46 ص بتوقيت القاهرة

عبد الله قدري

اٌستخدمت قنبلة أمريكية الصنع موجهة بدقة في غارات جوية على غزة أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، القنبلة، المعروفة بـ GBU-39، أو القنبلة ذات القطر الصغير، والتي استخدمت في هجوم على مدرسة سابقة تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، وفي غارة في 26 مايو في رفح.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن دولة الاحتلال بدت وكأنها زادت من استخدام القنابل منذ بداية هذا العام، مقارنة بالأيام الأولى للحرب، عندما أطلقتها في 10% فقط من الضربات الجوية ضد غزة.

كما تظهر سلسلة من الضربات الإسرائيلية الأخيرة، حتى القنبلة الصغيرة نسبياً يمكن أن تُحدث خسائر كبيرة بين المدنيين.

وقال بريان كاستنر، خبير الأسلحة في منظمة العفو الدولية لنيويورك تايمز: "الأمر هو أنه حتى باستخدام سلاح أصغر، أو باستخدام سلاح موجه بدقة، لا يعني أنك لا تقتل المدنيين، ولا يعني أن جميع ضرباتك فجأة تصبح قانونية".

وفي بداية الحرب، شن جيش الاحتلال غارات واسعة النطاق على مدن غزة بالدبابات والمدفعية وقنابل وزنها 2000 رطل، ما أثار إدانة دولية بسبب الخسائر الكبيرة بين المدنيين.

وبسبب ضغوط من إدارة بايدن، قال المحللون، إن إسرائيل قد غيرت استراتيجيتها نحو عمليات منخفضة الكثافة وغارات مستهدفة، وهي الآن تعتمد بشكل أكبر على قنبلة GBU-39.

وتزن القنبلة 250 رطلاً، بما في ذلك 37 رطلاً من المتفجرات، وتُطلق من الطائرات الحربية.

وأكد رايان بروبست، محلل عسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن التحول بدا وكأنه بدأ في يناير أو فبراير "وربما يفسر التغيير في الذخائر المستخدمة".

وفي الشهر الماضي، وُجدت قنبلة GBU-39 غير منفجرة في مدرسة في جباليا في شمال قطاع غزة، وظهرت الزعنفة الخلفية المميزة لنفس النوع من القنابل في موقع غارة يوم 13 مايو جنوبًا على منزل ومدرسة في النصيرات أسفرت عن استشهاد ما يصل إلى 30 شخصًا.

وأظهرت بقايا قنابل GBU-39 خارج المنازل السكنية التي تعرضت لضربات جوية إسرائيلية قاتلة في رفح في أبريل، وفي موقع غير معروف في غزة في مارس، وفي تل السلطان في يناير، بحسب المحللين.

وتشير هذه الأمثلة إلى استخدام إسرائيل لقنابل GBU-39 إلى جزء صغير فقط مما يقدر الخبراء بأنه كان على الأقل عشرات الآلاف من الضربات الجوية بمجموعة متنوعة من الأسلحة، لكن الحطام الذي وُجد بعد الضربات الجوية وطلبات إعادة تزويد إسرائيل بمخزوناتها تشير بوضوح إلى أن إسرائيل كثفت استخدام قنابل GBU-39، كما قال العديد من المحللين.

وقال كاستنر: "لقد رأينا الكثير من حطام قنابل GBU-39 في الأشهر القليلة الماضية".

وخلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب، أسقطت دولة الاحتلال، بشكل روتيني قنابل تزن 2000 رطل في جنوب غزة، حيث طُلب من المدنيين الانتقال لأمانهم، أدت الضربات إلى تحويل المباني السكنية إلى حفر كبيرة واستشهاد الآلاف من الأشخاص، وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة التايمز في ديسمبر.

وفي نوفمبر، حث المسئولون الأمريكيون إسرائيل على استخدام قنابل أصغر لحماية المدنيين بشكل أفضل، وقبل شهر واحد فقط، سرعت شركة بوينغ المصنعة لقنبلة GBU-39 تسليم 1000 من الأسلحة من طلبية عام 2021 التي لم تكن قد اكتملت بعد.

كان الاستخدام الأول المعروف لقنابل GBU-39 في الحرب الحالية على غزة، في 24 أكتوبر في خان يونس، حيث ضُربت منازل عائلتين بـ4 قنابل.

وفي يناير، ضربت إسرائيل الطابقين العلويين من مبنى سكني مكون من 5 طوابق في رفح، أسفر الهجوم عن استشهاد 18 فلسطينيا، بمن فيهم 4 نساء و10 أطفال، وفقًا لتحقيق أجرته منظمة العفو الدولية الذي خلص إلى أن القنبلة المستخدمة في الهجوم كانت GBU-39. كان ذلك من بين أمثلة جمعتها منظمة العفو الدولية في أبريل عن الاستخدام المحتمل غير القانوني للأسلحة الأمريكية الصنع في إسرائيل، وتعود هذه الأمثلة إلى يناير 2023.

وتستخدم إسرائيل قنابل GBU-39 منذ عام 2008، في غزة وسوريا ولبنان.

وللقنابل مدى لا يقل عن 40 ميلاً وتُوجه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي GPS باستخدام إحداثيات الأهداف المحددة قبل إطلاق الأسلحة.

ويقول الخبراء إن قنبلة GBU-39 دقيقة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تصيب غرف محددة داخل المباني.

وسلمت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 9550 قنبلة GBU-39 إلى إسرائيل منذ عام 2012، بما في ذلك الـ 1000 التي شُحنت في الخريف الماضي بموجب الطلب المعجل، وفقًا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبع نقل الأسلحة.

وأوضح بروبست، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن المزيد ربما شُحنت منذ ذلك الحين.

ويمكن لمعظم الطائرات الضاربة أن تحمل 8 قنابل GBU-39 في وقت واحد، ويمكن توجيه كل واحدة منها بشكل مستقل إلى أهداف مختلفة، ويجعل ذلك منها سلاحًا فعالًا لجيش إسرائيل، كما قال إن آر جينزن-جونز، مدير خدمات أبحاث التسليح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved