بعد قصف حزب الله.. حيفا أكبر مدن فلسطين التاريخية ومقصد اليد العاملة من الدول العربية

آخر تحديث: الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 10:39 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

مر عام كامل على بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي شنته قوات جيش الاحتلال من خلال حملة قصف مدمّرة وهجوم برّي، ردًا على الهجوم الذي باغتت به حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أنحاء إسرائيل خلال معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي.

في هذا السياق، أعلن حزب الله اللبناني أنه هاجم مناطق شمال حيفا في إسرائيل بوابل من الصواريخ، في ثاني هجوم له خلال نفس اليوم بعد أن أمطرت صواريخ الجماعة المدينة الساحلية في الساعات الأولى من الصباح، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز".

وقال الحزب في بيان له: "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة".

وأضاف أنه قصف تجمعاً لجنود إسرائيليين داخل بلدة حدودية في جنوب لبنان، على وقع مواجهات مستمرة بين الطرفين منذ أسبوع وغارات كثيفة على معقل الحزب قرب بيروت.

ما هي حيفا؟

تعد حيفا من أكبر مدن فلسطين التاريخية، حيث تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مدينة القدس نحو 158 كيلومترًا إلى الشمال الغربي. ويعد أول من سكن حيفا هم العرب الكنعانيون، لكن فتحها المسلمون زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وانتعشت الحركة التجارية فيها زمن العثمانيين.

وفقًا لتقرير سابق لموسوعة "الجزيرة"، ففي حرب عام 1948 استولى اليهود على المدينة وطردوا سكانها وصادروا ممتلكاتهم، وأصبح العرب يشكلون أقلية فيها، إذ لا تتجاوز نسبتهم حاليًا 12%.

مركز تجاري مهم

كانت المدينة مركزًا تجاريًا مهمًا قبل النكبة، ومقصدًا للعمالة من مختلف مدن المنطقة العربية. أما حاليًا، فهي ثالث أكبر مدينة في إسرائيل من حيث عدد السكان، وأصبحت مركزًا صناعيًا وتجاريا رئيسيًا، وتزخر بمعالم أثرية وتاريخية ما زالت صامدة في مواجهة خطط التهويد والهدم.

مطمع للاستعمار عبر العصور

حيفا لها موقع جغرافي هام، فهي نقطة التقاء البحر المتوسط بكل من السهل وجبل الكرمل، وقد جعلها البحر أكبر الموانئ في فلسطين. ونتيجة لأهميتها الاقتصادية والعسكرية، تعرضت المدينة للأطماع الاستعمارية عبر العصور، بدءًا من الغزو الصليبي وانتهاءً بالهجمة الصهيونية.

ارتباطها بفلسطين والدول العربية

ارتبطت حيفا بالدول العربية ومدن فلسطين بشكل قوي، ففي عام 1905، افتتح الفرع الغربي للخط الحديدي الحجازي رسميًا في حيفا، وهو الفرع الذي يصل بين حيفا والعفولة وبيسان وسمخ ودرعا، مما جعلها نقطة وصل حيوية.

عصور ما قبل التاريخ

سُكنت مدينة حيفا منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث اكتشفت بقايا هياكل بشرية في كهوف جبل الكرمل. وقد كان أول من سكن المدينة في عصور التاريخ هم العرب الكنعانيون، الذين بنوا المدينة على بعد كيلومترين جنوبي حيفا الحالية.

معركة الفلسطينيين والمصريين

نشبت معركة عند شواطئ حيفا بين الفلسطينيين والمصريين في عهد رمسيس 1191 ق.م، فامتلك الفلسطينيون الساحل من غزة إلى الجبل. وقد تقلبت المدينة عبر العصور، زهت وخربت في عهود الأمم التي تغلبت على فلسطين، من الأشوريين والكلدانيين والفرس واليونان.

مشيدة على البحر في الفتح العربي

فُتحت حيفا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد عمرو بن العاص سنة 634 ميلادية. ورغم عدم أهمية حيفا في الفتح العربي، إلا أن عددًا من القبائل استقرت في أطرافها.

وصفها في روايات الحجاج والرحالة المسيحيين

أصبحت حيفا مع طبرية وبلاد الجليل تحت إمرة الصليبيين، حيث وُصفت في روايات الحجاج والرحالة المسيحيين بأنها مدينة ساحلية يشرف جبل الكرمل عليها.

حيفا تعود للمسلمين وصلح الرملة

عادت حيفا إلى المسلمين في عام 1188م بعد معركة حطين. ورغم أن الصليبيين حافظوا على مدن الساحل بموجب صلح الرملة في عام 1192، إلا أن حيفا عادت لاحقًا تحت الحكم العثماني حتى نهاية القرن الـ19.

استيلاء بتواطؤ مع الحاكم العسكري البريطاني

في عام 1948، استولى اليهود على المدينة بتواطؤ مع الحاكم العسكري البريطاني، حيث أجبروا السكان الفلسطينيين على مغادرتها وصودرت ممتلكاتهم ودمرت قراهم.

مركز تجاري واقتصادي مهم

قبل النكبة، كانت حيفا مركزًا تجاريًا واقتصاديًا مهمًا، وجذبت الأيدي العاملة من الدول المجاورة، كما كانت مشهورة بزراعة المحاصيل. واليوم، تعد حيفا مركزًا تجاريًا وصناعيًا وسياحيًا مهمًا، حيث تضم العديد من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية.

التعداد السكاني

تعتبر حيفا ثالث أكبر مدينة في فلسطين المحتلة من حيث عدد السكان، ففي 2022 بلغ عدد سكانها 285 ألف نسمة وفق بيانات مكتب الإحصاء المركزي. تصنف حيفا ضمن المدن المختلطة، حيث تعيش فيها أغلبية يهودية وأقلية عربية بارزة، ويشكل العرب الفلسطينيون فيها حاليًا نحو 12% فقط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved